صفحة الكاتب : مهدي المولى

التحالف الديمقراطي المدني والوزارة
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا شك ان الحكومة الجديدة حكومة محاصصة طائفية وعشائرية وعنصرية  ويمكنني ان اقول انها اشد الحكومات السابقة طائفية وعنصرية وعشائرية يعني لا مجال لاي جهة اخرى رافضة للطائفية والعشائرية والعنصرية ان تشترك فيها

لهذا على عناصر التحالف الوطني ان لا يفكروا بالسماح لهم باي وزارة لانهم لو خلقوا مائة وزارة لا  تشفي غليلهم وعطشهم فالجميع عطشى الى الوزارة لا من اجل خدمة الشعب وتحقيق طموحاته بل من اجل خدمة انفسهم وتحقيق طموحاتهم ياتي فقيرا مغمورا جائعا ويخرج غنيا مشهورا متخما

لا يعني اني لا  ادعوا الى عدم مشاركة عناصر التحالف الوطني في الحكومة اذا وجدت رغبة من اطراف سياسية وبدعوة منها  في ذلك فلا شك وجود حتى لو عنصر واحد من قوى التحالف الديمقراطي المدني ممكن ان يؤثر على سير الحكومة  نحو النجاح ولو قليلا

لكن ان تقوم بعض عناصر التحالف المدني  الديمقراطي بزج نفسها في هذه المعمعة وهو يعرف الرفض مقدما اعتقد ليس في صالح التحالف ابدا

على التحالف ان يقر ان مهمته في هذه المرحلة  ليس المشاركة في تشكيل الحكومة مهمته هي

ترسيخ ودعم الديمقراطية في كل المجالات وفي كل المؤسسات

بناء دولة المؤسسات دولة يحكمها القانون

بناء دولة تضمن لكللا العراقيين المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لهم جميعا حرية الرأي والعقيدة

 لا شك هذا ليس سهل يتطلب جهد وتضحية وصبر وليس مجرد رغبات واماني وكلمات رنانة وعبارات مزوقة و مطالبة الاخرين  بتحقيق ذلك

هناك واقع وعليكم الاعتراف بهذا الواقع  والاقرار به يعني ان واقعنا ديني طائفي عنصري عشائري ولا شك  نتائج ثمر هذا الواقع  هي العشائرية والطائفية والدينية

وهنا تبدأ مهمة التحالف المدني الديمقراطية  وهي تغيير هذا الواقع هل يحرقه يعني حرق نفسه هل يقفز عليه يعني يكسر ظهره اقصد حرق وكسر ظهر التحالف المدني الديمقراطي لهذا احذره من الاصطدام مع الواقع الذي يعيشه الشعب

يا ترى كيف نغير هذا الواقع

تغيير الواقع يتطلب النزول اليه والاقرار به ومعرفته  والعمل على رفع مستواه  تدريجيا  اي الانطلاق من مستوى الشعب  فالتغيير لا يحدث فجأة وبالقوة اثبتت الايام اي قوة مهما كانت حسن نيتها غير قادرة على تغيير اي مستوى في تفكير الشعب  فكل الانقلابات والثورات المسلحة التي فرضت فكرا معينا او سياسية معينة فشلت  فشلا ذريعا ماحدث في حكم صدام والقذافي والاتحاد السوفيتي ودول عديدة حتى لو حكمت عشرات السنين كانت وباء مدمر على الشعب وعلى تلك القوة وعلى حتى فكرها

اعتقد ان الشعوب وخاصة الشعوب المتخلفة فكريا كلاطفال في مرحلة الابتدائية لابد ان نبدأ معهم من دار دور ليس الغاية ان نعلمهم لفظ دار دور بل الغاية هو ان نجعل منهم علماء ومبدعين وكذلك الشعوب

اثبت الواقع لا تغيير ولا تجديد للشعوب الا بالديمقراطية الا بالتعددية الا باحترام الرأي والرأي الاخر الا بمشاركة الجميع في الحكم

لا شك ان العراق بعد التغيير انتقل من بحر العبودية واحتلال العقول الى بحر الحرية  وحرية العقول وبما اننا ليس لدينا تجربة وممارسة ولا نملك قيم واخلاق الحرية وحرية العقول وانما نملك قيم واخلاق العبودية واحتلال العقول فاستخدمنا للاسف تلك القيم والاخلاق في بحر الحرية وحرية العقول فكانت الفوضى وكان الفساد

فمهمة التحالف الديمقراطي المدني هي نشر القيم والاخلاق الديمقراطية  وترسيخها في نفوس الناس وفي كل المجالات اي خلق جيل شعب متسلح بالقيم والاخلاق الديمقراطية واول خطوات الديمقراطية هي احترام اراء وافكار الاخرين واني ارى ما يحدث في المتنبي  خطوة مهمة في تحقيق هذا الهدف لهذا يجب تعزيز وترسيخ مثل هذه الخطوة وخلق تجمعات مثلها في كل محافظة بل في كل ناحية وكل قضاء

على التحالف الديمقراطي المدني ان يكون حكمه على القوى السياسية الاخرى او قربه اوبعده منها من خلال قربها او بعدها من خلال التزامها وتمسكها بالدستور بالعملية السياسية السلمية بالديمقراطية والتعددية الفكرية

على التحالف الديمقراطي ان يدرك بان  الحكم في الديمقراطية هو المحصلة النهائية لكل القوى السياسية والفكرية في العراق

لهذا يتطلب الوقوف مع القوى الاقرب نسبيا  وتكوين جبهة واسعة تضم كل الاطياف السياسية والفكرية من كل المحافظات وكل القوميات والاديان وكل الافكار والاراء   هدفها جميعا هو ترسيخ ودعم الديمقراطية

فالطائفي هو  كل من يتعصب لرأيه لفكره لحزب لدينه لقوميته ويرى هو الافضل والاحسن وعلى الاخرين الزوال والتلاشي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/10



كتابة تعليق لموضوع : التحالف الديمقراطي المدني والوزارة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net