صفحة الكاتب : حارث العذاري

من عناصر بقاء الخط الصدري ....
حارث العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يكن الخط الصدري حالة طبيعية في كل المقاييس وليس من السهل جدا ان يقدم الكاتب قراءة واضحة ومنتظمة عن المحتوى المفهومي والحركي لهذا الكيان الإسلامي الذي يتواجد بثقل فكري وحركي واسع في المجتمع العراقي .
نموج فريد من ناحية العمق التاريخي الممتد الى اكبر نهضتين عاشهما الشارع العراقي من خلال مرجعية الشهيد الصدر الاول والشهيد الصدر الثاني.
نموذج متعمق ثقافيا من ناحية ارتكازة على ثوابت قوية ورصينة استلهمها واختزنها من اكبر مدرستين في التاريخ المعاصر وهما مدرسة الصدر الاول ومدرسة الصدر الثاني وكلاهما تنبعان من مدرسة واحدة ممتدة الى مدرسة اهل البيت.
نموذج مدهش من حيث ارتباطه بقيادات اسلامية تميزت بالنزاهة والشجاعة والاخلاص من الصدر الاول الى الصدر الثاني ومن ثم الى الصدر الثالث.
اننا حينما نقف في تحديد العناصر الاساسية لنمو وبقاء أي تيار او خط او كيان في الساحة البشرية من خلال ثلاثة عناصر وقد وجدناها في الخط الصدري موجودة بقوة ووضوح ويمكن ان نجمل الكلام عنها بما يلي:

العنصر الاول:
المنظومة الفكرية الرصينة والصالحة
لابد لاي حركة او تيار بل واي مذهب ودين وامة في الساحة الحضارية والثقافية على ارض المجتمع البشري لكي يبقى مستمرا ولكي يصمد امام كافة مستويات الصراع فلابد ان يرتكز الى منظومة قيمية حقيقية ورصينة وتستطيع ان تجد لنفسها مكانا حقيقيا في ضمائر اتباعها وعقولهم وتنتج ايمانا صلدا في قلوبهم .
من هنا كان الاسلام قويا ولا يزال وكان بالاخص منه مذهب اهل البيت قويا ولا يزال لارتكازه الى مبادء مرتبطة بالقيم الالهية الجليلة طرحها للساحة الائمة المعصومون (عليهم السلام ).
ويبرز الخط الصدري من بين المدارس الشيعية المرتبطة بقيم اهل البيت كمدرسة علوية بشكلها الكامل ومضمونها التام.
اذن الارتكاز الى المبدا السليم كان ولا يزال عنصر قوة ودافع حقيقي للصمود في هذا الخط الشريف ونحن نعرف ان المدرسة الصدرية تتميز بالأقلام العلمائية التي تتمتع بجدارة الإنتاج وغزارة المضامين العميقة التي تفتح أفاق كبيرة لمساحات واسعة من الوعي والتقدم العلمي النافع ومن هنا كانت رافدا مهما لكثير من النتاجات الموضوعية التي تتميز بصيغها المنتظمة والعالية الإبداع وليس ببعيد عنا الفكر العالي والعالمي الذي طرحه السيد محمد باقر الصدر  وايضا كانت من ابرز الأقلام العلمائية التي رفدت المكتبة الإسلامية بأفضل وانجح الأفكار في مختلف اتجاهات الفكر الإسلامي الأصيل وهي نتاجات السيد محمد الصدر فقد كان قدس سره ظاهرة إسلامية خطت لنفسها بصمات قوية في واقع الجيل المعاصر.

***********
العنصر الثاني :
القواعد المؤمنة بافكارها وقيمها
وجود الجماهير المؤمنة بقضيتها عامل اساسي لاستمرار تلك القضية والا فما قيمة الافكار ان لم تكن هناك امة تترجمها على ارض الواقع وتبعث منها حراكا ذا حيوية وابداع.
ايمان الجماهير الصدرية بعدالة قضاياها جعلها تضحي بالغالي والنفيس لاجل اثباتها وصمودها وبقائها .
رغم القتل ورغم التشريد ورغم الاعتقال لا زال ابناء الخط الصدري صامدون ثابتون وهم دوما مستعدون للاستمرار مهما كان الثمن نعم (( مهما كان الثمن )) أي فرد من ابناء الخط الصدري لا يمكن ان يداهن او يراوغ او يساوم .
في زمن النظام السابق كانت السجون تملا منهم ولم يزدهم ذلك الا اصرارا وقوة وثباتا.
في زمن الاحتلال قدم الصدريون مواكب الشهداء تلو الشهداء ولكنهم بقوا على نفس الوتيرة من التحدي والصمود.
والان نرى ان الحكومة ومن خلال صولاتها البائسة لم يكن عدوا لها الا ابناء محمد الصدر وكان الهم الشاغل لتلك الحكومة الغير موفقة بل المتناقضة مع شعاراتها لم يكن لهم هم الا القضاء على ابناء الخط الصدري .
فعمدت الى زج المئات منهم في السجون وتهجير المئات ايضا ولكن في مقابل هذا لم يزدد الخط الصدري الا قوة ولا ابنائه الا ثباتا رغم على انف تلك الحكومة الغير موفقة .
اذن عنصر الثبات الناتج من الايمان الحقيقي بالمبدأ والقيم كان عاملا اسايا لبقاء واستمرار ابناء الخط الصدري على منهجهم.

************
العنصر الثالث:
القيادة او الرمز الصالح
كل امة وكل شعب بل وكل حركة وكيان لا بد لكي يكون منتظما فاعلا من وجود رمز يلتف حوله وليس هذا فقط بل لابد من وجود الرمز الصالح والقيادة المؤمنة بقيمها.
من هنا كان الصدر الاول قائدا اسلاميا بمعنى الكلمة فالتفت الامة الصدرية حوله.
وكان الصدر الثاني رمزا قياديا الهيا من الطراز الاول فالتفت الامة الصدرية حوله.
واليوم نعيش نموذجا مشابها للصدرين وهو سماحة السيد المقتدى الذي شكل ظاهرة اسلامية ملفته للنظر وعالية المستوى.
السيد مقتدى الصدر بناء على المقاييس المعمول بها والمنتشرة في الساحة السياسية والدينية انما هو شخصا غريبا.
ولكن بناء على مقاييس الاسلام ومدرسة اهل البيت فهو قائد اسلامي حقيقي بل هو من اولئك النوادر الذين قلما يجود بهم الزمان.

شخص يواجه هذه القوى الغاشمة سواء من احتلال المتمثل بعدد كبير من الدول وهو احتلال عسكري وسياسي واقتصادي وثقافي و فكري .
وكذلك من واجه قوى واحزاب سياسية عراقية متأمرة واسلوب خبيث عند معظمها ولها تاريخ طويل بالعمالة ممتد عبر سنين المعارضة.
وكذلك واجه قوى الدجل الديني التي وضفت كافة امكانياتها لاسقاطه وتفريق الناس عنه.
رغم كل ذلك استطاع ان يبقى مستمر بنفس القيم والثوابت ومحافظا على الجماهير من الانحراف.

*************

اننا نقول للمرجفين والمراهنين على نهاية الخط الصدري انه سيبقى مستمرا قويا رغم الصعوبات والشدائد ولن تصمد امامه المؤامرات مادامت عناصر قوته موجودة ولله الحمد والفضل ..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حارث العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/23



كتابة تعليق لموضوع : من عناصر بقاء الخط الصدري ....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net