البرلمان يناقش واقع المزابل
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يسألون عن قيمة ماقدمه البرلمان العراقي خلال الجلسات العشرين المنصرمة حتى منتصف تشرين الأول من العام 2014 ؟ فكرت وفكرت وفكرت ولم أجد من قيمة تذكر فأنا من سنوات أمر على المزابل التي تطوق العاصمة بغداد والطرق المدمرة والتجمعات السكنية التي لاتكاد تشعرك سوى بالقرف، ثم يجئ من يقول لك، وماعلاقة البرلمان بالأمر، فهو جهة تشريعية مهمتها تشريع القوانين. ولكن هي جهة رقابية أيضا أم إني غلطان؟ أليس من واجباتها مراقبة عمل السلطة التنفيذية والدوائر الخدمية وتلك التي تتصل بحياة الناس وقد تهلكهم. أو ليس من إختصاص البرلمان النظر في المفاسد التي تضرب الدولة، أو ليس من إختصاص البرلمان أن يكون جزءا من المعركة ضد الفساد،ألا يجدر بالبرلمانيين أن يذهبوا مع القطعات العسكرية المرابطة في المدن الساخنة، ويحملوا السلاح ويلبسوا ثياب الحرب ليقووا، أن يذهبوا الى المستشفيات في بغداد والمحافظات ويروا حجم الخراب والفشل وسوء الرعاية الطبية، ويذهبون الى شوارع بغداد ومدن البلاد المخربة، ويروا عدد مولدات الكهرباء في الدروب والأحياء السكنية وهي تنفث السموم، ثم يحسبوها ليروا كم عددها وليعرفوا ماتقوم به وزارة الكهرباء الفاشلة، ويعرفوا كم عدد المتواطئين مع اللصوص وتجار المولدات وأصحاب شركات إستيراد المولدات الذين يساهمون في تعطيل عمل وزارة الكهرباء من أجل بقاء مصالحهم على حساب الشعب؟
مافائدة ان يقر البرلمان قانون الموازنة العامة، وهل هي الغاية، نعم هي مهمة، لكن ماقيمة إقرار موازنة ستذهب الى المفسدين، أو أن تصرف في غير مواردها التي تكون في خدمة الشعب العراقي وتوفر ضمانات لتمتين البنية التحتية في مجال الخدمات العامة وكل مايحتاجه الناس من خدمات صحية وطبية ومياه وكهرباء وتعليم ورياضة وإتصالات وسواها من إحتياجات؟ نريد لهم أن يقروا الميزانية لكن نحتاج الى رقابتهم المستمرة ودورهم الحقيقي، وأن يراعوا مصلحة الشعب في كل مايعملون عليه من قوانين؟ كنت أتمنى أن أرى نواب الشعب في محافظاتهم المحتلة كلماوصل والأنبار والساخنة في ديالى، حتى إني حزنت عندما سخر البعض من نواب ذهبوا الى آمرلي وكنت أرى أن ندعمهم حتى لو كانوا يقومون بعمل تحت طائلة ( صورني وأنا مغلس) لدفع الناس للحركة وتعضيد الهمم والقيام بدور وطني حقيقي.
اليوم صباحا وكالعادة مررت بالمزابل التي تحيط بغداد من جهتها الشرقية وكانت الحاويات ترمي الأزبال والأطفال والكبار يحرقون تلك الأزبال فتتصاعد الأبخرة والسموم والدخان الى عنان السماء، كم أتمنى أن يحضر نواب البرلمان الى هناك ويعقدوا جلسة طارئة لمناقشة واقع المزابل في العراق.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat