صفحة الكاتب : مهدي المولى

المراة التونسية في المقدمة
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا شك ان المرأة في تونس لعبت دورا مهما في  حالة التغيير والتجديد في تونس وكانت في المقدمة على مستوى تونس وعلى مستوى الوطن العربي وكان لها تأثيرها في ماحققه الشعب التونسي من مكاسب جعلته ان يكون في مقدمة الشعوب العربية في نيل حقوقه الانسانية والمدنية والسير في طريق الكرامة والحرية وبناء المجتمع الديمقراطي التعددي الحر الذي اساسه احترام الانسان من خلال احترام رأيه وكرامته
 وهكذا اثبت الواقع فان تطور المجتمع وتقدمه يتوقف على مساهمة المرأة في هذا التطور والتقدم مساهمة فعالة واساسية حتى اصبحت مساهمة المرأة هو المقياس الذي يقاس به تطور المجتع وتقدمه او تخلف المجتمع وتأخره
للاسف حاولت بعض الانظمة  والحركات السياسية ان تجعل من المرأة دعاية اعلانية لها وتشاركها مشاركة شكلية هي التي تضعها وهي التي تحدد حركتها وتصرفها وتجعل منها مجرد ديكور ليس الا وهذا اكبر اساءة للمرأة واساءة للمجتمع وتحطيم لارادة المجتمع وهذا ما حدث في زمن صدام  وما يحدث في ظل حكم العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وما يحدث للمرأة العراقية بعد التغيير والتحرير
لا شك ان المرأة مسئولة عن ذلك مسئولية كبرى كان المفروض ان  تأخذ زمام المبادرة حتى لو كانت صعبة ولا تحقق المطلوب لكنها كخطوة اولى فالحقوق تؤخذ على خطوات وتحدد موقفها وتدعوا اليه بقوة وبدون اي تراجع الا انها لم تفعل ذلك
فأكتفت بوسيلة الاستجداء  رافعة يدها صارخة من مال الله والصخي حبيب الله او سارت وراء الاخرين معتقدة ان الاخرين سيحققون لها مطالبها وهذا هو الخطا الكبير الذي يمنعها من التقدم ولو لخطوة واحدة بل ربما يعيدها الى الوراء خطوات وهذا ما حدث في الوطن العربي باجمعه بعد مرحلة ما سميت  بالربيع العربي فعلا كان من الممكن ان يكون ربيع عربي لو كانت المرأة العربية بيدها زمام المبادرة والحركة
نجحت الشعوب في القضاء على الانظمة الفاسدة  عندما كانت المرأة في المقدمة ومساوية للرجل لكن تراجعت الشعوب عندما تخلفت المرأة في المساهمة في بناء الوطن   حتى الانتصارات الرائعة التي سجلت في منطقة آمرلي وعين العرب كان نتيجة لمساهمة المرأة في الدفاع عن ارضها وعرضها
لا اكون مبالغا اذا قلت مساهمة المرأة المساهمة الفعلية  في اي حركة سياسية في اي نظام سياسي هي التي تعطي لتلك الحركة لذلك النظام صفته الانسانية وتمنحه القدرة والقوة على النصر على البناء ونشر الحب والسلام قديما وحديثا واكبر دليل الاسلام   وكل الاديان نرى انها استمدت انسانيتها وحبها للحياة والانسان من خلال مساهمة المرأة مساهمة فعالة واساسية في نشره فاول من امن بالاسلام كان امرأة وهي خديجة الكبرى وكان لموقفها الشجاع وتضحيتها  التي مكنت الرسول وساعدته في نشر النور وتحدي الظلام كما ان اول شهيد في الاسلام هو امرأة وهي سمية تلك الانسانة التي لا يمكن تصور شجاعتها وهي تتحدى عتاة قريش صارخة بقوة وشجاعة بوجوههم  فدكت صروح  البغي والظلم وبددت ظلام الطغاة
 فكانت صرخة سمية في صحراء الجزيرة متحدية سياط الظلم والظلام اقوى من كل سلاح واقوى من كل عتاد هدمت حصون البغي والظلام  ومنحت للاسلام نوره ونزعته الانسانية دين الحب ولكن عندما انعزلت المرأة وحجبت تحول الاسلام  الى دين الظلام والارهاب وما يمثله داعش والقاعدة والدين الوهابي وال سعود خير دليل على ذلك
وهذا  الحالة موجودة في كل حركة انسانية دينية كانت اجتماعية   انتشار الحركة وانتصارها وتعاطف الناس معها لمساهمة المراة  في نشرها وبنائها مساهمة فعالة فخديجة الكبرى وسمية   كانتا تنطلقان من شعور كامل بالمسئولية وبالمهمة الموكلة لهن وهذاما حدث  للسيدة البتول مريم  مع المسيح وما حدث للسيدة ام موسى وشقيقته مع موسى حيث لعبن دورا فعالا في  انقاذ البشرية
وهذا حدث ويحدث حتى في الحركات الاجتماعية فكل ما كانت مساهمة المرأة منطلقة من قناعة ذاتية  كلما نجحت هذه الحركة  وتطورت وكلما ضعفت مساهمة المرأة كلما تراجعت هذه الحركة وفشلت وهذا ماحدث لكثير من الحركات وعلى رأسها الحركة الاشتراكية
 لهذا على المرأة   ان تتحرك وفق خطة خاصة بها وترفض السير وراء احد او جهة مهما كان ذلك ولا تجعل من نفسها ديكور لتزين البرلمان الحكومة ذلك الحزب
بل عليها ان تطرح ما تريده ومن يريدها ان يسير ورائها ويؤيدها ويدفعها الى الامام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/28



كتابة تعليق لموضوع : المراة التونسية في المقدمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net