عيد الغدير والرسالة الشعبية
الشيخ جميل مانع البزوني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يصادف الاحتفال بعيد الغدير في هذا العام مع وضع استثنائي في البلد فتوجد زمرة من الارهابيين قد اخذت مساحة كبيرة منه وهي تمعن في اذلال الشعب وتغيير افكاره واستغلال غياب الدولة في تلك المناطق .
اما المناطق الاخرى من البلد فهي زاخرة بالاحتفالات البهيجة وتمتاز شوارع المناطق الوسطى والجنوبية باللافتات المرحبة بالمناسبة وانتشار غير طبيعي للزينة من على سطوح المنازل والمحلات التجارية .
وتمتاز القضية هذا العام بوجد نحو من الاحتفال الخاص بوجود اسراب من المشاة القادمين من بعض المناطق القريبة لمحافظة النجف وكربلاء ويكون نهاية محطتهم هو النجف الاشرف وهذه المجاميع تزداد في كل عام حتى اصبحت القضية ظاهرة .
وبالرغم من وجود انخفاض في درجات الحرارة الا ان هذا لم يمنع الزوار من التزايد في كل عام وهم يرفعون الاعلام والشعارات خصوصا الاطفال .
ولعل الملفت في هذا العام هو الحرص الكبير على الاحتفال بالمناسبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .
وقد زخرت مواقع التواصل بالاف البوسترات المعبرة عن حب الشيعة العراقيين خاصة لهذه المناسبة وبكل الصيغ المتاحة فالبعض جعل الشعر هو طريق الاحتفال والبعض الاخر جعل الرسم وهكذا وقد اصبح الاحتفال بهذه المناسبة منذ اسبوع تقريبا الشغل الشاغل لمئات الالاف من العراقيين في كل بقاع الارض .
وقد تميزت الاحتفالات بهذه المناسبة بمشاركة الجميع فيها صغارا وكبارا ومن كلا الجنسين وهذا امر قلما يحدث في التواصل الاجتماعي بان يجمع بين جميع الاطراف .
كما ان المكاتب الخاصة بمراجع الدين العظام تقيم احتفالات سنوية بهذه المناسبة البعض منها على شكل احتفال جماهيري والبعض منها على شكل احتفال شعري وهكذا وهذه الاحتفالات تزداد في كل عام خصوصا التنافس الموجود من المحبين كما هو حال المناسبات الحزينة فان وتيرة الاحتفال تبدا بمجموعة ثم تزداد وتيرة التنافس حتى يصبح الاحتفال تصاعديا في كل عام .
ومن الواضح ان الاحتفال بهذه المناسبة في هذا العام ليس له نظير وذلك لشعور الكثير من الشيعة بوجود ارادة لاخافتهم وابعادهم عن ائمتهم المعصومين ولعل التهديدات التي حملتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي للشيعة على لسان بعض كبار الارهابيين قد زادت من الرغبة الشعبية في الاحتفال بطريقة مميزة هذا العام وهذا ما يبدو بصورة واضحة هذا العام في شوارع النجف .
ولعل من يسير في شوارع النجف هذه الايام يرى بعينه كيف ان الاحتفالات غير مسبوقة وكانها رسالة صريحة للارهابيين بلن تهديداتهم قد ذهبت ادراج الرياح وهذا ما يلمسه الانسان عندما يمر في الشوارع العامة او القريبة من المرقد الطاهر لامير المؤمنين عليه السلام .
كمان الاحتفال هذا العام اختلط بمشاعر الرغبة في نجاح العمليات العسكرية وفي فك اسر المخطوفين ويشعر الشيعة بان الولاية لامير المؤمنين في خطر كبير في هذه السنة وان هناك تحديا جديدا يضاف الى تحديات الايمان بمنهج اهل البيت عليهم السلام .
وقد ساهمت الممثليات المتعددة للمرجعية العامة في الاحتفال بهذه المناسبة ايضا في كل المحافظات بالرغم من الانشغال الكبير بمتطلبات ايواء النازحين وتلبية طلباتهم .
ومن المهم القول ان الاحتفال في هذا العام صار له طعم خاص لما يمر به البلد من ازمة كبيرة كما ان هذه الازمة كان لها اثر ايجابي في زيادة رغبة الناس في التاكيد على مضامين هذه المناسبة.
كما تجدر الاشارة الا ان البعض من المنحرفين سوقوا لبعض الافكار على شبكات التواصل الاجتماعي بهدف التقليل من الاهتمام بهذه المناسبة من خلال نشر بعض الافكار التي تحذر الناس من مغبة الاحتفال بالمناسبة كما حصل مع الذين راؤا النبي عليه الصلاة والسلام من التخاذل فيكون الاحتفال حجة على المحتفلين وهي خدعة يحاول البعض من المنحرفين تسويقها على بعض السذج من الناس .
وقد خابت هذه الافكار كما خابت عمليات التهديد التي اطلقها الارهابيون من اجل تخويف الناس من الاحتفال وصارت شوارع النجف وغيرها من المدن مليئة بالمنشورات والاضوية الخاصة بهذه المناسبة في رد عملي على ما يرتكبه الاعداء من مجازر في المدن المحتلة .
وهذا المظهر صار سمة من سمات شوارع النجف منذ اكثر من اسبوع وسيستمر ذلك الى نهاية الاسبوع حتى تنتهي الاحتفالات التي تاجل فعلها الى الاسبوع القادم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ جميل مانع البزوني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat