طراد يغادر البلاد
حيدر الحد راوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وصلت انباء وفاة اخا طراد , الذي يسكن في الكويت مع ابن طراد الاكبر , فعزم على السفر , لحضور مأتم الفاتحة .
في ساعة متأخرة , طرق الباب , ففتح طراد الباب , فأذا برجل ملثم , يدخل البيت , ويتوسل بطراد ان يسافر معه الى الكويت , حيث كان هاربا من الجيش الشعبي , وافق طراد ان يصطحبه .
انطلقا في وقت مبكر , حتى وصلا الى مكان ما في البصرة , تابعا سيرهما في صحراء مترامية الاطراف , بحذر تام .
ما ان لمحتهم دورية ما , حتى بادرت الى اطلاق النار عليهما , فأسرعا بالاختباء والتحرك ما بين الكثبان الرملية , لكن طراد اضاع الطريق , فتوقف ليتأمل , ويعيد التفكير , عله يصل الى نقطة ما , ترشده الى الطريق .
طراد : احتاج خريطة !
ساهي : شنو تهنه ! .. منين نجيب خريطة بالصحراء .
طراد : ذيج قرية .. لازم بيها طلاب .. واكيد عدهم جغرافيه .
اقتربا بحذر من القرية , وقع نظرهما على راعي اغنام صغير , معه امرأة , رحبت بهما المرأة , وانصرفت بعد ان همست بأذن الولد بشئ ما , فسأل طراد الولد ان كان لديه جغرافيه فيها خارطة العراق والكويت , فاجاب الولد بنعم , فطلب منه احضارها مع مسطرة , ووعده بأن يعطيه شيئا من المال , وان لا يخبر احدا بالموضوع .
انصرف الولد , وعاد ومعه الخريطة والمسطرة , تناولها طراد , واخذ يقيس المسافات .
طراد : لو اكو بوصلة ! .
فأخرج الولد بوصلة في جيبه .
طراد : عفيه ابني !
اعطي للولد دينارا , قلب الولد الدينار .
الولد : هذه عراقي ! .
ساهي : جا شتريد ولك .. روح اشتريلك جكليتات .
الولد : ما يمشي .
طراد : جا شتريد دولار .... يالله بس .. خلي احسب .
انشغل طراد بالخريطة والقياسات , بعد فترة من الزمن .
طراد : بعد سبعمية كيلو نوصل للكويت .
ساهي : جا كول نوصل لزاخو ! .. يمعود احسب زين .
الولد كان يستمع اليهما , وكلما حاول ان يقول لهما شيئا , نهراه , وطلبا منه السكوت , واعاد طراد حساباته .
طراد : بعد سبعين كيلو
ساهي : لا خويه لا ... ما معقولة !
الولد : يدي .. يدي .
طراد : اسكت ولك ... ما تشوفنه مشغولين .
اعاد طراد حساباته من جديد , فوضع المسطرة على الخريطة , واخذ يسجل ارقاما على الارض , وخلص الى القول .
طراد : بعد سبع كيلوات بـــــــــــــــس !
ساهي : ما معقولة .. احسن شي ... خلي نسأل الولد !
فبادر الولد : انت مو حجي طراد ؟
طراد : أي انه حجي طراد .
الولد : انتم هسه بالكويت .. او هاي المرأة امي .. مرت ابك الجبير ... وراحت تخبر الربع وانه ابن ابنك ابنك ... وكلما ريد احاجيك ... تكلي مشغل بالحسابات ....  هذيج الفاتحة ... والناس منتظرينك من زمان !! .

 

الموضوع السابق من هيفاء وهبي...إلى أسامة بن لادن !

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat