صفحة الكاتب : علي الغراوي

"برلسكوني" لا يستحق المكنسة!
علي الغراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كثيرةٌ هي المفارقات بين بلدنا المنعزل، والبلدان الأخرى؛ حتى في محاسبة المفسدين.. هناك أسلوب من العقاب، يختلف تماماً عن ما هو متعارف في طبيعة دستورنا التائه!
لم تكن العقوبة التي نفذها المتظاهرين في أوكرانيا، بِرمي  البرلمانيين الفاسدين بِحاوية النفايات؛ وحدها الفريدة من نوعها، فما قام به الأيطاليون أمرٌ يستحق الوقوف والتفكر؛ بِفرضهم عقوبة إجتماعية على رئيس وزراءهم السابق"برلسكوني" بعد تورطه بِفساد إداري ومالي، بِتنظيف شوارع روما لمدة سنة واحدة.
على ما يبدو؛ إن للمكنسة وحاوية النفايات علاقة وثيقة بالمفسدين في مجتمعات الغرب، بل أصبحتا عقوبتين تهددان المتورطين بالفساد بِمختلف أنواعه.
قد يكون هذا النوع من العقوبات؛ أسلوبٌ للتهذيب والتوبيخ العلني ، ورسالة عميقة  إلى كثيرٌ من المفسدين، وليس إنتقاص من العاملين في حقل تنظيف الشوارع والمباني.
لم نشهد في مجتمعنا، عقوبات توبيخية كتلك التي حدثت في أوكرانيا، أو أيطاليا؛ فالمتورطين بالفساد تزايد عددهم إلى حدٍ كبير، وهذا يتطلب إنشاء معمل للمكانس.. تصنع خصيصاً لهم! كما إن ضخامة حجم الفساد، لا تنفع معه مكنسة، بل في بعض الأحيان؛ يحتاج إلى مشنقة!
في حكومتنا؛ هنالك كثيرٌ ما يحتاج إلى وضعه في حاوية نفايات، وآخرين(سياسيين) أصيبوا بِداء العظمة و(التعنجه) يُنظفون شوارع بغداد من المياه الآسنة لما أفسدوه، وهنالك من يحتاج إلى مشنقة؛ لكن العقوبات جميعها متوقفة حتى هذه اللحظة!
لم تعاني أيطاليا أزمات، وكوارث حتى دفع مواطنيها بِتنفيذ العقوبة الإجتماعية بِحق"برلسكوني" لكنهم بِرسالتهم هذه؛ سبقت من كان يحاول أن يسير على خُطى رئيس وزراءهم،
تعتريني الرغبة في قذف الأيطاليون بِوابلٍ من التساؤلات:
ماذا ستفعلون بِمن تسبب بِنزوح مليوني مواطن؟! ماهي عقوبة من كان سبباً في إرتكاب المجازر؟! ماذا ستفعلون بِمن مزق نسيجكم الإجتماعي بإبتداع الحروب والكوارث؟! ماهي عقوبة من هدر ميزانية تقدر ب(130) مليار دولار؛ بِصفقات فاسدة، ودعايات إنتخابية كلفت المليارات من الدولارات، وأوصلنا إلى حالة التقشف؟! ماذا ستفعلون بِمن جعل حكومتكم مرتعاً للفاشية(البعثية) بِمختلف مفاصلها؟! ما حكمكم بِمن تسبب بالخراب، وفتح عليكم أبواب جهنم؟!
مسكين أنت يا"برلسكوني" فلو عرف الأيطاليون حجم المفسدين، وهوامير البترول في بلدنا..  لهرعوا إلى بلدهم، وجعلوك مثالاً للنزاهة، والإخلاص! بدلاً من عقوبتك بِتنظيف شوارع روما!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/29



كتابة تعليق لموضوع : "برلسكوني" لا يستحق المكنسة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net