صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

فضيحة رابع ايثيل الرصاص, وغياب العدالة
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فساد الأمس لا يجب إن ينسى, فالعدالة تطالبنا بفتح ملفات سنوات الفساد, مليارات تم سرقتها, في زمن أحوج ما يكون البلد لكل دينار, ووزارة النفط كانت لها نصيب كبير من الفساد, بحكم مواردها الكبيرة,وتشعب علاقاتها بالشركات العالمية, مما يجعل منها بيئة مفضلة جدا للصوص, فضائح حدثت بعهد من مضى, لكن نتائجها مازالت تحدث قيحاً, والسكوت ما هو إلا مشاركة في الجريمة.
قصة شراء وزارة النفط ,مشتقات نفطية سامة, تناولتها الصحف الغربية بإسهاب قبل عامين, وتحقيقات صحيفة ذي غارديان البريطانية, أحدثت ضجة وحصل بعدها تحقيقات قضائية,مع كبار العاملين في شركات التصدير, فدخان الرشاوى كدر الحياة, فمادة رابع ايثيل الرصاص, وهي تضاف للبترول وتدخل مع الوقود, فقط تشتريه دولتين هما العراق واندنوسيا, وهو ممنوع أوربيا, لخطره على أدمغة الأطفال, فالشركة تدفع رشاوى كي يتم قبول بضاعتها, وتم الأمر عراقيا, بفعل الفاسدين, لكن محليا صمت غريب في سنوات الفضيحة, واغلب العراقيين لايعلمون بها.
الأغرب إن لا يخجل هؤلاء اللصوص, ويغردون بكلام الحق والعدل, ويتباكون على جرح العراق, ويهاجمون جهود اليوم الإصلاحية, ويسعون لتسقيط الآخرين, كي تعود عجلة الزمن للوراء, ويعودون لنشاطهم العفن, فالعالم من دونهم اقل فسادا, وهذا ما لا يتناسب مع طبيعتهم المنجذبة للخطيئة, لذا يهرجون ويعلو زعيقهم, بحق الآخرين حنقا وحقدا, مثلما كان الطاغية صدام, حاقدا حانقا على العهد الجديد, لأنه أحس إن العالم من دونه اقل فسادا.
كانت الخطيئة الكبرى, إن تركوا من دون حساب, بسبب قضائنا المعطل عن الفعل, فلو كان لدينا سلطة قضائية حقيقية, لأخذت الموضوع باعتباره تهديد للمجتمع العراقي, وفضيحة رشاوى, وتقوم بدورها كما قام القضاء الغربي بدوره, لكن سكتت تماما, ومرر الأمر, وتمت الصفقات, وجني ثمارها تجار الليل, وتيقن هؤلاء إن لا ملاحقات قضائية بحقهم, فصكوك الحصانة تنجيهم من كل خطر, لذلك غادرهم الحياء والخوف, فمن امن العقاب .
الإعلام العراقي كان ضعيفا, في عملية التعاطي مع الفضيحة, مع أنها كان يجب إن تكون رأي عام, لخطرها على المجتمع, وعلى أطفالنا بالخصوص, وما ارتفاع نسب إمراض السرطان والأورام الخبيثة, إلا نتاج الفضائح, وهذا الأمر يدفعنا للشك بحجم المال, الذي اسكت الإعلام, عن تداول الموضوع, كل هذا نتاج فساد المسئولين , الذين غاب الضمير عندهم, وأصبحت المصلحة بأبشع صورها بغيتهم, فحولوا الواقع إلى حفرة وحل كبيرة.
ننتظر إن يفتح ملف رابع ايثيل الرصاص, ويلاحق قضائيا كل من اشترك في جريمته, وننتصر للعراق وشعبه,ونحقق العدالة, فأطفالنا في خطر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/22



كتابة تعليق لموضوع : فضيحة رابع ايثيل الرصاص, وغياب العدالة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net