صفحة الكاتب : حميد الموسوي

الزهو في زمن الخيبات العربية
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الوقت الذي تشهد فيه الاوطان العربية هزات متلاحقة عنيفة ..هزات كان المتوقع منها انجاب يقظة – وان كانت متأخرة – تسهم في اعادة ترميم ماهدمته الحكومات التسلطية طيلة قرن كامل من زمن الانسانية الجديد ،و التي جرت الخراب والدمار لشعوبها واقعدتها عن السير في ركب الانسانية الزاخر بالانجاز الحضاري تلو الانجاز، لكن هذه الهزات لم تستثمر بالشكل المطلوب  بل على العكس تماما ،عمقت الجراح ،واشعلت الصراعات ، وسعت الى التجزئة والانقسام بفعل الشراك المحبوكة التي نصبتها ايادي الاستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة وحلفائها والتي لم تكتف بالفوضى الخلاقة اسلوبا لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي امتدت تداعياته لتمزيق العالم العربي ككل ،بل صنعت من نفس الجسد العربي حركات هدامة مثل القاعدة وداعش والنصرة ومن لف لفها، تستثمر النصوص الدينية والاحاديث المكذوبة التي تدعو الى القتل والغزو في الازمنة الغابرة مستغلة المراهقين والشباب المتشرد من الطبقات البائسة،  واجبها اللعب على الوتر الديني المتطرف الذي يكفر الجميع ويدعو الى ذبح المخالف ومصادرة امواله  ،ولا يؤمن برأي اخر ،و يشعل المزيد من  الصراعات الطائفية ليعود بالشعوب العربية الى زمن الكهوف بعد ان تكون شعوب العالم قد لفضتها وكرهت التعامل معها، وما يجري في ليبيا واليمن وسوريا ومصر خير شاهد ودليل  .لم يسلم العراق من تداعيات تلك الهزات، وحبائل تلك الشراك مع ان تجربته الديمقراطية سليمة، وجاءت عبر قوافل من الشهداء، وانهار من الدماء، لكنها لم ترق للاخوة الاعداء ،ولا لاذناب وعملاء اميركا في المحيط الاقليمي ،فوجهوا بوصلة  صنيعتهم ( داعش ) نحو المناطق العراقية الرخوة المترددة من التجربة الجديدة ليعششوا فيها ويعيثوا خرابا ودمارا  املا في افشال التجربة الوطنية واعادة العراق الى عصور الدكتاتورية والتخلف،لكن العراقيين وكعادتهم حين ينتفضون بعد صبر الحليم تكون انتفاضتهم كسيل العرم وهاهم جيشا وحشدا شعبيا يكتسحون دواعش العصر وبامكانياتهم الخاصة دو ن مساعدة اساطيل الشر التي لم تضع في حساباتها صولة عراقية بهذا العنفوان .العراقيون النشامى حرروا مدنا بظرف ساعات وطهروا محافظات بظرف ايام مراهنين القادة الاميركان الذين وضعوا جدولا زمنيا لتحرير تلك المحافظات يمتد من ثلاثة اعوام الى ثلاثين عاما !!.     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/17



كتابة تعليق لموضوع : الزهو في زمن الخيبات العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net