انا الشاعر الوحيد الذي يسبق بشعره حظور المسميات
الشعر في ميسان لايعدو كونه نصا واحدا مترجما الا ماندر
حوار عبدالحسين بريسم
عرفته في طريق الشعر حينما كانت اولى خطواتي في طريقه وكان مقهى – نوشي- المطل على نهر دجلة وهو يحتضن الشعراء بين الحدائق مكان التواجد الشعري في بداية الثمانينيان من القرن الماضي هناك حيث علي الهندي وعلي سعدون نحن الصغار عمرا وكان عبدالرزاق عبد الوهاب وماجد الحسن وماجد البلداوي وجمال جاسم امين وكان عبد الرزاق المتحدث الابرع والشاعر المتجدد علامة فارقة لتجمع مقهى – نوشي- من هناك انطلقنا وكان صداقة استمرت من اجل هذا لابد ان نعرف الى اين وصل الشاعر عبد الرزاق عبد الوهاب الذي انتقل للعيش في بغداد ولكنه لا ينسى جذوره في ميسان
س- جمعت بين الشعر والسياسة ايهما اثر في الاخر في الكتابة عندك. وهل تحتاج السياسة شاعر ومثقف ليكون المثقف العضوي فاعلا في المشهد
ج- الشعر افتراضي الاخير والمنفتح على وجودي انا والعالم. قدرتي على المضي نحو امكانات وصفي للماحول مما اريده ولعل ما أريده كان يسير للخراب والموت انذاك والشعر كان يدفعني بقوة الموت والخراب لأستنطاق مايحدث . فقد عرفت مبكراً ان الشعر وحده قادرا على الالتفاف على المعنى والمضي برفضك الى حيث تريد... فكتبته رافضا ومؤسساً لخطاب يشير ويحدد انتمائي لذلك الرفض دون المساس بجوهره الجمالي.ومن المفارقة الجديرة بالأهتمام ان الشعر هو من قادني للسياسة فكان كل مااكتبه شعرا اميل الى فهمه وتوجيهه الى السياسة التي افهمها انذاك .. الرفض التمرد بناء عالم افتراضي للغد غد يخلو من الموت بقوة السلطة غد يخلو من الخراب بقوة السلطة . لذلك لم تكن هنالك فواصل واضحة في كتابتي بين الشعر والسياسة كانا اشتباكا هائلا من التمرد حتى شكل القصيدة ذاتها لذا انا وللان وحدة كبرى من عالم يغط في الشعر في عالم السياسة.. فالشعر حقيقتي المأثرة في كل شيء.....
س- منجزك الشعري هنالك منه الكثير لم يطبع للان؟ وانت قليل النشر ايضا هل من تفسير لذلك
ج- السؤال الاكثر تعقيدا على الاجابة .. كما ترى انا الشاعر ربما الوحيد الذي يسبق بشعره حظور المسميات ... ربما حتى منها الاحداث الجديرة بالاهتمام خذ مثلا نص مدن ميفطة كتب في تسعينيات العقد المنصرم وما تحقق منه على مستوى الواقع ونص التحول النص المطول والذي كتب في بداية التسعينات كذلك ..ومايحدث الان ....فكتابتي برؤيتي الكلية كرائي تخيفني حقا وربما مع ذلك الخوف شيء من الكسل وعدم الايمان بكل ماينشر شعريا... او ربما الاهم لايزال بي من تراكمات الماضي ان المنشور وثيقة ادانة اكثر مماهي مسودة شعر وعالمي لايسع ادانات مضافة......
س- يلاحظ انك انفردت عن مجايليك تجربة وحضور.... التجربة التي لم يسلط عهليها الضوء والحضور الذي يشهد لك بانك واحد من اهم شعراء جيل الثمانينيات
ج- شهادة تزيدني اصرارا على المضي قدما لتحقيق ماهو اكثر تميزا وفرادة...ولكن هنالك تجارب شعرية اصيلة تثير معنى تمايزها وتلك التجارب تحتاج الى وعي شعري وادراك كبير من لدن الشاعر ذاته للمضي بها بعيدا لتحقيق المنتج الشعري الذي يشار له بالفردانية والتميز . وادراكي للشعر قضية ووعي اثرا كثيرا على النوع فيما اكتب.. اضف ان الشعر لدي ليس ترفا فكريا او حسيا او عبثا ما في بناء شكل النص او روؤاه فقد عرفت انني اكتب وجودي ويجب ان يكون متميزا وحاضرا.. تعلم انني لم اكتف بالشعر فقد كتبت النقد والرواية كنت اؤسس لذلك الوجود وارتب له وعيا دائما للبقاء طويلا في عالم الادب.. وانا بصدد تشكيل جماعة ادب جماعة تعنى بالشعر والنقد والبحث عن الابداع الشعري عربيا للنهوض بالواقع الشعري والخروج به لعالم اوسع.
س-الشعراء يتشابهون في ميسان من ناحية كتابة النص والتجربة الا اسماء معينة كيف تجد ذلك ومن تشير اليهم؟
ج- الشعر في ميسان لايعدو كونه نصا واحدا مترجما الا ماندر واشكال ذلك بعيدا جدا قد يختلف معي الكثيرون حول ذلك ولكن تفسير تلك الرؤية هو قراءة التطابق والتشابه لتلك النصوص واستنتجاج مسببات ذلك العوق الابداعي .. درجت العادة في ميسان شعريا ان يكون هنالك عرابا تخرج من معطفه نصوص البعض وقد شهدت التجربة والقصائد التي مرت عليها الاقلام .. تلك التجارب شوهت المشهد الشعري ولم تزل.. هنالك من كان يطالبك بالكتابة له ليصبح شاعرا او من يسرق نصا اضف لذلك انهم يجيدون الترويج لتلك الفضائح فلا استقراء في عالم مشوه ... الا ان هنالك اسماء كبيرة وعميقة التجربة استطاعت التأثير بشكل واضح على خارطة الشعر العراقي ولعل اهمها تجربة الشاعر رعد زامل والشاعر عبدالحسين بريسم والشاعر جمال جاسم امين.
س- كيف تجد المشهد الشعري العراقي الان؟
ج- منكسر على عهدة النقاد فقد اضاع ملامح رؤيته النصية التي تميز بها خلال عقود من الزمن.. لما طرأ عليه من توافد دعاة الادب والثقافة وضياع المنجز الابداعي واعتقد ان هنالك اشكالات اعمق . لعل ابرزها ابواق سياسة الاحزاب وعنف التدفق العقائدي الذي اعتقل حرية الشاعر لخوفه من قمع المجهول.......
س- كيف تجد النقد الثقافي والاشتغالات عليه في المشهد الثقافي العراقي
ج -ربما في الاونة الاخيرة وللتزاحم الشعري الموجود وعدم اللاجدوى الذي يعانيه البعض والاستسهال ظهرت وجوه كثيرة . اختلطت على تلك الاسماء المفاهيم النقدية مما اسيء للنقد حتما واضاع علينا متعة المتابعة ولكن برغم ذلك الكم من الاسماء فهنالك اسماء جديرة بالاحترام والمتابعة ومن اهم تلك الاسماء محمد الياسري وحسن السلمان
س- يقال ان الشاعر لابد ان يتخذ له خط وصومعة كيف تجد ذلك؟
ج- لااريد الدخول في الاسلوبية كثيرا ولكن يمكنني القول ان لاوجود لشاعر دون هوية واضحة في الكتابة وان بناء تلك الهوية كما يقول بارت (اكساء الهيكل العظمي للنص باللحم الحي) لتوضح صورة النموذج الابداعي او رصد ملامحه ومعرفتها لتمييزه عن اي اخر فشأن الابداع شأن اي كائن اخر يجب تفريقه عن الاجناس والمخلوقات الاخرى وان اختيار صومعة النص هي باقترانه بمذهبية خطابه وابداعه بعد اكتمال نموه ونضوجه حتما....
س- مواقع التواصل الاجتماعي قربت المسافات الثقافية هل اسهمت في جعل التواصل الثقافي اقرب مما كان.؟
ج-ان عالم التواصل الاجتماعي هو احد القنوات المهمة التي افرزت معطيات ايجابية في الكشف عن المسودة الغائبة لبعض المبدعين والتي طالما انهكنا التعب بالسعي وراءها..
والتحاور معها فكريا منحة العالم الافتراضي الذي ندين له بالكثير..
س - بعد عقدين من الشعر الى اين وصلت وماذا تريد من الشعر؟
وصلت بأدق تعبير الى تيهي وشكي الاكبر بمعطيات العالم المادي وخياناته المتكررة . وايماني المتكرر ان الشعر قضيتي الوجودية في مقابل انسحاق جماليات الواقع المعاش وما اريده من الشعر هو سؤاله الدائم عمن اكون في عالمه المتناقض....
س- ماذا تريد من السياسة؟؟
ج- تحقيق شعاراتها العريضة والخروج بحياة الناس الى عالم يستحق العيش.
س- هل تحتاج الى التفرغ للكتابة.
ج- امنيتي وسأسعى لتحقيقها....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat