صفحة الكاتب : زين هجيرة

العلاقات النفعية و العلاقات الاجتماعية
زين هجيرة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



في ضرف زمني قصير تحولت كل العلاقات الاجتماعية التي كانت تحكمها قواعد و قوانين انسانية بحتة الى علاقات نفعية محسوبة و محسومة مسبقا الى ان وصلت هذه الماساة الى علاقات صلة الرحم فقطعت الارحام و الافئدة و كل الروابط الاسرية.
من نتائج الانحلال الخلقي الاهتمام بالمظاهر و الحفاظ عليها على حساب اللب الذي ذاب فيما يسمونه العصرنة .ذابت كل القيم الانسانية و تلاشت تحت راية العصرنة المزيفة و التي اخرجت الانسان من انسانيته و عرته و كشفت كل عوراته.
تصرفات لا تصدر الا على اناس منحطين همجيين ذوي تفكير ضيق و ان كان هناك تفكير اصلا. لا توجد في مجتمعنا عائلة كاملة متكاملة تجتمع فيها الاخوات و الاخوة و العمات و الخالات و الاعمام و الاخوال و ابناء العم و ابناء الخال نتيجة التفكير المادي الذي طغى على افراد مجتمعنا فيدعي التمدن و هو متخلف في كل سلوكاته و 'متمدن' في مظهره .بل حتى في الاسرة الواحدة قد تقطع العلاقات بين الوالدين و الابناء لغياب المنفعة المادية و قد تقطع العلاقة بين الاخوة الاشقاء لعدم وجود مصالح مادية نفعية بينهم و اكثر من ذلك قد تتكون عداوة حمقاء من جراء ذلك...فيحتقر الاخ الغني اخاه الفقير و يحتقر الاب الغني ابنته الفقيرة و يحتقر الابن والده الفقير و يتبرء منه كي لايظهر معه في اي مناسبة كانت حتى يحافظ على مظهر الزائف و مركزه الزائل لا محالة.
اما الجران فلا تربطهم اي صلة على الاطلاق بسبب الخوف المتبادل من جهة و غياب المنفعة الخاصة من جهة اخرى حتى اصبح لا يعرف الجار جاره الى حد ان ياتي السراق على اثاث كل المنزل فيحسب الجار ان جاره يرحل.
اما الابناء الذين يتبرؤون من والديهم لا نعرفهم الا عندما يموت اولئك الوادين فتقام الولائم و يدعى اليها الوجهاء و اصحاب البطون المنتفخة الذين ينتمون الى نفس التشكيلة.
و هكذا يكون الانسان البدائي احسن من الانسان المعاصر بعفويته و انسانيته و علاقاته الاجتماعية التي قامت على اسس انسانية و ليس الا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زين هجيرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/29



كتابة تعليق لموضوع : العلاقات النفعية و العلاقات الاجتماعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net