صفحة الكاتب : زيد شحاثة

الحرب العالمية الإعلامية الأولى
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أختلفت طرق خوض الحروب وأدواتها, على مر الزمن, وتطور الإنسان, وتقدمه الحضاري والعلمي.
هناك صنف من البشر, يميل بطبعه للبحث والاستكشاف, وتقديم كل ما هو مفيد للإنسانية, وهناك صنف أخر, يستفيد من تلك الإختراعات, دون أن يقدم مساهمة تذكر.. لكن هناك صنف غيرهما, يعمل على استغلال هذا التقدم, وما يرافقه من إكتشافات علمية, في مجالات سلبية, كصنع الأسلحة, و أدوات تعذيب.
إستخدام التكنلوجيا والعلوم, لأغراض بعيدة كل البعد, عن الهدف الذي أخترعت لأجله طبيعة بشرية, فكل يجير ما يتاح له, لتحقيق أهدافه الخاصة, ولا إشكال في ذلك إن كان الهدف الخاص مشروعا, ومقبولا من الناحية العقلية والإنسانية.
من يحاول أن يطّلع, على تاريخ الإعلام وأدواته, وكيفية تطورها, سيتفاجأ بالمستوى الذي وصلت إليه.. لكن سيتفاجأ أكثر, بكيفية إنحراف أهداف إستخدامه حاليا, عن أسباب إختراعه.
قديما وعندما رغب الإنسان, في أن يتواصل مع الأخرين, أخترع الكتابة, وحين أراد أن يوصل إليهم, معلومات أو أخبار, أخترع الرسم, وحين فكر في أن يكون له تأثير على الأخرين, فكر في الإعلام بطرقه البدائية, فأخترع الإعلان المعلق, والمنشور الذي تطور لاحقا إلى صحف.
الإعلام اليوم, بما يمتلكه من تأثير كبير, على الرأي العام, وخصوصا الفضائيات والصحف, سلاح خطير.. يمكنه أن يحسم معاركا قبل الدخول فيها, ويغير توازنات عسكرية, ويتسبب بكوارث أو هزيمة لمجموعة ما, وأنتصار أخرى, دون وجود, أسباب حقيقية لذلك.
هذا السلاح كان محرما علينا دوليا نحن العرب, ليس كل العرب طبعا.. فهناك أعراب فاضت أموالهم, فأستثمروها في قنوات فضائية وصحف متعددة, تحت لافتة الحرية الإعلامية.. لكنها مقننة ومحددة, ولا حرية فيها إلا ظاهرا, فهي تعمل بأجندة واحدة, تكاد تكون مركزية, تديرها جميعا, منظومة عالمية, بشكل أو باخر.
ما حصل من تضخيم إعلامي, لعصابة داعش, وحجم التغطية الإعلامية المبالغ فيها, لقدراتهم وإمكانياتهم, والطريقة المحترفة التي كانت تصور وتبث, تسجيلات جرائمهم, تثبت بشكل ملموس, أثر الأعلام, وأهميته, في صنع شيء من لا شيء, فهل تنبهنا ولو متأخرين, لأهمية الإعلام, وخطورة دوره؟
الدول الكبرى اليوم, صارت تحارب بعضها بسلاح الإعلام.. فتسبب إنهيارا في أسعار النفط, لتؤذي دولة ما, من خلال خلق أجواء إعلامية, ونشر أخبار تدعم هذا, أو تظهر إجرام جهة ما, ببث ما يؤيد ذلك, صحيحا كان أو مفتعلا.. فالقضية لا تتعلق بصحة الخبر, قدر تعلقها بالتحكم, بكيفية وحجم تأثيره, وكيفية توجيه هذا التأثير, ومن المستهدف منه؟!
من لم يركب القطار سيفوته, ولم يتهيآ للحرب بأسلحة كافية, سيهزم في بدايات المعركة, بل وقبل أن يدخلها, والحرب العالمية التي نخوضها حاليا, هي حرب إعلامية بإمتياز.
 لكن هل هي حرب, تخصنا كعرب, أم تخص المسلمين وإسلامهم؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/28



كتابة تعليق لموضوع : الحرب العالمية الإعلامية الأولى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net