العراق وسياسة الانفتاح
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السياسة الخارجية الناجحة والارادة العاطفية للجمهور الشيعي ضدان لا يجتمعان ، فبدعوى حب المذهب يجب طرد سفراء جميع الدول الغير متفقة معنا فكرا ً ، وهل الاتفاق الفكري كان شرطا ً للعلاقات في يوما ً ما ؟
زيارة السفير السعودي الى العراق يجب النظر اليها من باب المكاسب ، وليس التخوف منها ، بدعوى انه رجل ذو نزعة عسكرية ، وضع العراق المتأزم يجعل جميع سفراء الدول من العسكر ، وهذا شيء عهدناه في جميع سفراء الدول العربية وغير العربية ، وجود سفارة سعودية في العراق يرفرف فوقها العلم السعودي هو اعتراف بحكم الاغلبية الشيعية ، وهو ما لم يكن قد حدث في السابق ، فمصلحة التشيع الانية ( المرحلية ) ان يتم الاعتراف بحكمهم في العراق وهو شيء لا يجب الاستهانة به ، فهو يعتبر رضوخ للأمر الواقع وعدم نجاح كل المحاولات الخليجية والتركية وما رافقها لأسقاط هذه النظام ، فزيارة السفير السعودي ووزير الخارجية القطري الى بغداد ، اعتراف بهزيمتهم من جهة واعتراف بحكم الاغلبية الشيعية من جهة اخرى ، ولو ظاهريا ً ، فمن يصف الحكومة بأنها انبطاحية لاستقبالها سفراء ووزراء هذه الدول في بغداد اثبت انه لا يفقه شيء من السياسة ، لأنه لو عمل مقارنة بسيطة مع السياسة الخارجية الأيرانية التي باتت مثلا ً يضرب في النجاح بعد كل ما حققته ، سيرى استثمارات اقتصادية في الامارات تصل الى 450 مليار دولار ، على الرغم من النزاع السرمدي على الجزر الثلاث ، وسيجد ايضا ً اكبر ملحقية ثقافية في العاصمة القطرية الدوحة هي ايرانية ، وسيجد التبادل الاقتصادي الكبير جدا ً مع تركيا على الرغم من التقاطع الحاصل في الرؤية ازاء القضية السورية ، فالاختلاف الفكري والديني والمذهب والسلوك والمواقف تجاه جميع القضايا لم يعد مبررا ً للانغلاق ، بل اصبح الانفتاح على الجميع شرطا ً للنجاح ، فالجميع يملكون البضائع ، ولكن من يريد بيع بضاعته هو من يفتح ابوابه لمن يرغب بالشراء ، واما من يغلق ابوابه فهنيئا ً له ببضاعته التي ستتعفن قبل ان يوصللها الى المحيط ،
اصحاب الفكر الشيعي هم اكثر من يجب ان يعملوا ويطالبوا بالانفتاح ، ليعوضوا فترات الانغلاق والظلم ، ليوصلوا صوتهم الى جميع الدول بعيدا ً عن التعصب لانه آفة تنخر في جسد كل من يتبنى فكرة الانغلاق ، ليوصلوا ان هناك فكرا ً اسلاميا ً اخر لا يتبنى التطرف ، ولا يذبح الأطفال تقربا ً الى الله ، فالانغلاق لا يعبر عن حب بل عن جهل ، والانفتاح لا يعتبر خيانة بقدر ما يعبر عن امكانيات وقدرات للتفاوض ونشر الرؤى ، والجلوس مع من يخاف ان يجلس معهم الجميع ، فنحن الكر كما قال ذلك السيد مهدي الحكيم (رحمه الله) ، نجلس مع الجميع ولا نتأثر بهم ، بل نؤثر فيهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat