صفحة الكاتب : عباس الكتبي

الحشد الشعبي ثمرة التعبئة المهدوية
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قوله تعالى:(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ).
علي بن ابراهيم: في تفسيره المنسوب الى الصادق عليه السلام قال: هو الامام الذي يظهره على الدين كله فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا...

أمم وديانات سماوية، تعتقد بمرحلة آخر الزمان، وترقب ظهور المنقذ، أو المصلح العالمي، وتبشر به، وهذه البشارات تتناسب مع ثقافة الديانات والشعوب، التي تؤمن بها، وليس عند الشيعة فقط، كما يصوروه بعض الجهلة والمتطفلين، بأنها خرافات واوهام خيالية، جآءت بها الشيعة، نتيجة الظلم الذي وقع عليهم طوال التاريخ..!

ركزّ أهل البيت( عليهم السلام)، هذه العقيدة المهدوية في نفوس شعيتهم، بل ان جدهم النبي( عليه وعلى آله الصلاة والسلام) بشّر في ظهوره، فقاموا أئمة الهدى، يبثون هذه العقيدة، بين أتباعهم ومحبيهم من خلال الروايات المستفيضة، وربّوهم عليها بواسطة الادعية والزيارات الكثيرة، كدعاء( العهد والافتتاح)، وكزيارة( الناحية المقدسة) لسيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، وهكذا سار علماءنا الصالحين من سلف الى خلف، على هذا المنهج العقائدي والتربوي.

لكنّ العجيب في هذا الامر، والشئ اللافت، أنهم( عليهم السلام)، ربطوا القضية المهدوية، بالحسين عليه السلام، من خلال زيارته المتعددة والمتكررة، فكم من زيارة للامام الحسين عليه السلام، ذكروا فيها المهدي( عليه السلام)، وهذا ما ذكره الامام الحسين( عليه السلام)نفسه، عندما تحدث لاصحابه في كربلاء قائلا:(... فقد أخبرني جدي ان ولدي الحسين، يقتل بطف كربلاء غريبا وحيدا عطشانا، فمن نصره فقد نصرني ونصر ولده القائم...).

ألا يعطيك هذا القول من الامام الحسين عليه السلام، دلالة على ان انصار الامام المهدي( عجّل ظهوره الشريف)،هم انصار الحسين نفسهم، هم المواضبون على زيارته، والقائمين في خدمة زواره، والمحيين لشعائره، بل ان اصحاب الامام المهدي( عليه السلام)،كما وصفهم الصادق( عليه السلام)بقوله:(يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الل...، وشعارهم: يا لثارت الحسين...).

بمَ يجيب المعترضون على تسمية( عملية تحرير الانبار ـ لبيك يا حسين)، هل يعترضون على الصادق عليه السلام بقولهِ هذا؟!

هذه الصفات الحسينية، هي نفسها موجودة في أبناء الحشد الشعبي، فهم أبناء الشعائر الحسينية من: المواكب، والمجالس، والزيارة، واصحاب العزاء الحسيني.
وتركت اثرها عليهم، في حربهم ضد الارهاب وداعش، فتراهم يحملون اسم الحسين عليه السلام على راياتهم،وعلى أسلحتهم، وكلما حرروا مدينة، كانوا يكتبون عليها شعارات: يا لثارت الحسين، او هيهات منا الذلة، او لبيك يا حسين.
قد أشربوا حب الحسين، وخالط لحمهم ودمهم، وراحوا يلاحقون ويقتلون ذراري قتلة الحسين من الداعشيين.

جاء مرويا في كتاب علائم الظهور:(وحين يقول الناس في إمامنا عليه السلام إنه يقتل ولا يرحم، يرتقي المنبر ويخرح نعلا هي لسيد الشهداء عليه السلام ويقول: لو أني قتلت جميع الاعداء ما وفوا بهذا الدم، الذي تلطخ به سير هذا النعل) افالتعبئة المهدوية، للحشد الشعبي، جآءت من اصل وصميم، القضية الحسينية، لان كلاهما مرتبط بالآخر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/11



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي ثمرة التعبئة المهدوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net