الكادحون
هم
عضلات الأرض
من ضلوعهم وعرق جباههم
شُيّدوا معالم هذه الدنيا
وبسبب قسمة ضيزى استوطنهم الحرمان
وفارقتهم السعادة لحظهم المنكود
وحدهم
يركضون الى قبورهم بلهفة وحبور
لأنهم تخلصوا من جحيم الحياة
وحين تفتح باب رضوان لهم
تشع اركان الفردوس رحمة وضياء
فكل الثياب تحرقها النار الا اسمالهم
لأنها منسوجة من خيوط دموعهم
ولأن قلوبهم من ذهب
نرى جيوبهم ملأى بالتراب
والبلاد التي لا ترعاهم
لايحبها الله .
* رضوان : حارس باب الجنة .
الجشعون
من شفط دماء الفقراء
تتكاثر نقودهم كالذباب
ولأن قلوبهم من قصب
نرى جيوبهم ملأى بالورق
الدولار قبلتهم
والمصارف معابدهم
لا يفكرون بجنات عدن
لأن ثرواتهم صنعتْ فراديس على الأرض !
وراء جنازتهم لاتمشي غير النقود
واللعنات
يكرهون الثقافة
لإنها تكشف عوراتهم
ويعشقون الجهل
لأنه صديقهم الوحيد
حين تسقط دمعة من عيونهم
يتحمل جحيمها الكادحون
يكرهون الشفقة
اكثر مما يمقتون الضرائب
قصورهم من عظامنا
وثروتهم من عرق جباهنا
وكروشهم من لحم اكتافنا
وحين نطلب اجورنا منهم
يتناسون كدحنا
وبإنوفهم معنا
يتحدثون
ويتركوننا بلا قوت
ولاهم يحزنون .
الطاغية
وجه يتبسم زيفا
امام الوفود وفي المؤتمرات
ولسانٌ منمقٌ ومعسولٌ
للصحافة والفضائيات
ومفخخ بالبطش والتهديد والوعيد
لأبناء شعبه بالخفاء
ربطة عنقه بلون دماء ضحاياه
وموكبه الرئاسي ضد الرصاص
دماغه اجوف وقلبه اسود على الدوام
اخطر من الوباء
وليس هناك امهر منه
في حلب ضرع البلاد
لصٌّ علني تخشاه الشرطة
ويهابه القانون
القلم الحر عدوه اللدود
تراه في حل وترحال
واذا ماطرق بابه المواطن للشكوى
قال له هذا هو الحال
يصحو بعد الظهيرة
لأن مساءه مثقل بالغواني والكؤوس
حبر قلمه احمر
والورق الذي يكتب عليه خطبته الشمطاء
اخضر
لأنه يفكر بالدماء والدولار على الدوام
واذا تدهور حال البلاد
تراه اول الراكضين الى المطار
يخدم جيبه ولايخدم الناس
ويعرف جيدا ان الشعب يمقته
ولذا تراه احيانا يتفقدهم متملقا
وعلى وجهه المرعوب ابتسامة صفراء
وقعقعة اسلحة الذئاب تسوّره
خشية على رأسه الدموي من الإغتيال .
الإرهابي
اخطر وباء
لأنه يفقس في كل مكان
لا اصدقاء له
ولايحمل في قلبه
سوى الأحزمة والعبوات
واشهى طعام ينتظره
الـ..تي ان تي والسيفور
ضُرَّته الحياة
ويرى الحب
عدوه الأول والأخير
وعندما يؤم المساجد للصلاة زيفا
تبصق الملائكة عليه
لأنه كومة عقارب
وافاع ٍ وصديد
ولأنه لايحب النور
نراه ينسف الجمال
في وضح النهار
والمكان الوحيد
الذي لاينفلق فيه
هو الخلاء
لأنه ملاذه الأثير
ما من ارهابي
على وجه الأرض
الا وتراه لقيطا
ونسبه يعود الى شجرة الزقوم
واذا ما دخل الى الجنة سهوا
سينفجر على الملائكة والأولياء الصالحين
مرة اخرى هناك .
الغزاة
يدخلون البلدان مثل جراد
عيونهم لاتنام
لأنها غرقى بالقلق
وحتى في سباتهم وخلوتهم
ترى اصابعهم من الخوف على الزناد
ضحكة طفل
تفزعهم
يحتلون كل شيء
الاّ قلب الإنسان المقاوم
ولايشعرون بالذنب
الاّ حين يعودون الى منازلهم
ويكتشفون ان ابناءهم
ازدادوا عددا ! ؟
ضمائرهم من دم بارد
ونبيذ معتق وحفنة دولارات
يبصرون كرامتهم مهانة
بعيون الناس التي تشجبهم بصمت
وعنفوان نصرهم تدوسه اقدام الناس
وحين ينسحبون تلاحقهم اللعنات
لأنهم لا يتركون خلفهم الا الرماد .
بيرث- 2010
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat