"وما الخوف إلا ما تخوّفه الفتى ...ولا الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا"
منذ إنطلاق الروح العربية الثورية الرائعة في تونس الخضراء , عقل العروبة وملهمة إنطلاق الأجيال , تملكني الخوف عليها!!
وقفت متحيرا مندهشا أمام إرادة الجماهير وتطلعاتها الوثابة , الساعية نحو غدٍ أفضل وحياةٍ أجمل وأروع , وكتبت متوجسا ومترددا , عددا من المقالات في حينها , ولا يزال الخوف على تونس يتملكني!!
ذلك أن الشعب التونسي قد أقدم على خطوة غير مسبوقة ولا مسموح بها , فالحرية والديمقراطية والسلام من المحرمات على العرب أجمعين.
فلا سلام ولا ديمقراطية في بلاد العُرب أوطاني!!
فكيف ثارت تونس , وأدهشت الدنيا وفاجأتها, وأنّى لها تحقيق إرادة الحياة , التي نادى بها "أبو القاسم الشابي" منذ بدايات القرن العشرين؟!!
تونس تتحدى وتتخطى الممنوعات , وتحطم المحذورات!!
وبعد أن ألهمت العرب وعلمتهم أن الشعب يمكنه أن يصنع الحياة , تمكنت الإرادات المضادة من قلب الحالة , وتحويلها إلى مأزق دموي وتخريبي متواصل في الدول العربية التي ثارت.
وتونس هي الدولة العربية الوحيدة التي أنجزت عملية الإنتقال الديمقراطي بواقعية معاصرة ومتميزة , فأسست لحالة إلهامية عربية أخرى عجز جميع العرب عن تحقيقها , وصارت تونس هي المَثل والقدوة.
وبعد إنجازها الدستوري الثوري الديمقراطي الرائع بدأت تتعرض للهجمات , وأوّلها على المتحف والثانية قبل بضعة أيام في أحد المنتجعات السياحية , وفي الحالتين ذهب العديد من السياح الأجانب الأبرياء ضحايا للهجمات الغادرة.
وبعد الذي حصل تصاعد التهديد والوعيد , من قبل القوى التي تريد الإنتقام لضحاياها من الفاعلين.
فما هو الرد؟!
هل سيتم تحويل تونس إلى ساحة لمحاربة الشرور , بإستخدام طائرات بدون طيار , وبتفاعلات مبرمجة وقاسية ؟!!
تونس منبع الثورة والحرية والحياة , هل ستتشوه صورتها وتُحسب على أنها موطن لمجاميع إرهابية , على المجتمع الدولي أن يطاردها ويهاجمها؟
فما دامت الدولة غير قادرة على القضاء عليها , فأن الدول الأخرى ستفعل ما تفعل.
وربما سيحصل المحذور , وجميعه ليس من صالح تونس!!
أللهم إحفظ تونس وأبْقِها منار وجودنا الهادئ الملهم الآمن المتنعم بالرحمة والمحبة والسلام!!
ولا زلت أخشى على تونس , لأنها قلب عروبتنا النابض بالآمال والمترع بإرادة الحياة!!
فهل سيستجيب القدر؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat