إحتراق غابات الذات العربية!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما تشهده أمة العرب من تفاعلات خطيرة وهجمات كثيرة ذات طاقات تدميرية شاملة , يمكن تشبيهه بالحريق الذي ينشب في الغابات بسبب هجمة رعدية , ذات صولات نارية على أجزاء من الغابة العطشى جدا للماء , مما يتسبب بتجفيف العديد من أشجارها وتأهلها للإنحطاب والإشتعال السريع .
وحالما تنشب النيران في البقعة الجافة من الغابة , فأنها تتأجج وتستعر وتمتد نحو الأشجار اليانعة الخضراء , لأن الحرارة تبخر ماءها وتجففها فتلتهمها النيران الزاحفة.
ويبدو أن الذات العربية قد عانت من آليات التصحر المعرفي والجفاف الإدراكي , ومضت في أمية ظلماء تسببت بتيبّس أجزائها وتلهفها للتحول إلى رماد , وما أن قدحت شرارة شرور فيها حتى إحترفت ومضت في شديد الإحتراق والإحراق.
وهذه النيران الفتاكة العاصفة في أرجاء الأرض العربية لا تنطفئ بالعويل والدموع والأحزان والحداد , وإنما بتظافر جهود أبناء الأمة كافة , وإبتكارهم لآليات محاصرة الحريق وإخماده , وتتطلب تدفق أنهار الفكر والعلم والدراية , وسطوع أنوار المعارف والإدراك والقدرات الإبداعية الأصيلة اللازمة لتحويل آفات الإحتراق إلى رماد , يتم به تسميد تربة الوجود العربي وإستصلاحها نفسيا وسلوكيا وحضاريا.
أما إذا بقيت الأمة بأبنائها مكتوفة منتصبة كالأشجار اليابسة , التي تنتظر إقتراب النيران منها لتأكلها , فأن مصير الأمة في خطر كبير.
وحقيقة الحرائق الناشبة في أمة العرب , أنها فكرية عقائدية أخلاقية دينية , تسعى لقدح شرارات أمّارات السوء والبغضاء في ميادين السلوك العربي , مما يؤدي لسفك دماء وهدم بناء , وتدمير ملامح ومميزات ذاتٍ وموضوع , وقتل صيرورة واعدة , وإنطلاقة عربية صادقة , فهل سنتكاتف لنحاصر النيران الملتهبة فينا ومن حولنا؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat