مشهد الأبن وهو يهم بذبح أباه في أحد حلقات ) سيلفي ( اهميته لا تكمن في أن احد افراد داعش يهم بذبح والده طاعة لمعتقده وجماعته وولائه الديني أو التنظيمي . اهمية هذا المشهد تكمن في مجرد فكرة ذبح الابن لأبيه، اجزم ان، لو أوشك مثل هذا الأمر ان يقع ويوشك ان يذبح الابن أباه او العكس، اجزم أن أحداً ما كان سيتدخل في هذا الأمر ويوقفه، نعم من داخل داعش أنفسهم. لا أعتقد أن أمراً كهذا يعقل أن يحدث مهما حاولنا تصوير داعش على أنها دموية وعلى انها وحشية وحتى همجية، لم ولن يحدث أمر كهذا. معلوماتنا عن داعش أنها تسارع في إذاعة وإعلان إعداماتهم المتعددة والتي تتفنن فيها في الكثير من تلك الإعدامات وتحاول تقديم كل ما هو جديد ومشوق في عالم الإعدام وطرقه ولو أن أمراً كهذا حدث كأن يذبح إبناً أباه أو ان يذبح أب ابنه لسارعت داعش بتوزيع عملية الإعدام هذه على محطات العالم دون تردد.
لا نريد ان نبدو وكأننا نقلل من فداحة ووحشية ما تقترفه داعش فهي لم تقترب حتى مجرد الاقتراب من القتل الذي يملأ صفحات التاريخ قديماً وحديثاً، لا الذي وقع علينا على أيدي التتر ولا الذي وقع علينا على يد البريطانيين ولا الذي وقع علينا بأيدي الصهاينة، ولمشجعي الأتراك والتيار التركي، ولا حتى الموت الذي وقع علينا كعرب على يد الأتراك.
كان المستعمر البريطاني يجمع الأسرى العرب ويقيدوهم في حزم دائرية واضعين أصابع الديناميت في أفواههم ويقوموا بإشعال هذا الديناميت فتتناثر رؤوس الأسرى العرب في كل مكان. ولن ننسى بقر اليهود لبطون الحوامل الفلسطينيات والصورة الشهيرة لأحد الصهاينة وهو يمسك الجنين بعد بقر بطن أمه ولا زال حبله السري ملتصقاً في أمه المبقورة. وأما من نسي الموت على الخابور التركي على يد الأتراك فننصحه بشرب عشبة الجنسنج لتقوية الذاكرة.
قام التتار في غزواتهم لبلاد العرب بعمل حلقات شواء لأجساد المقاتلين العرب الذين وقعوا في الأسر قاموا بشواء أجسادهم وهم أحياء ثم كانوا يطعمون لحوم هؤلاء العرب المشوية لكلاب كانوا كان التتار قد أحضروا معهم هذه الكلاب القوقازية وهي نوعية بين الكلب والذئب لا تزال بعض فصائل تلك الكلاب المتوحشة الضخمة موجودة في بعض مناطق اليمن والحجاز في جبال الطائف وأبها ويطلقون على هذه الكلاب اسم ) الطحش ( وهي من سلالات كلاب التتر الذين أتوا بها التتر إلى بلاد العرب . كذلك الموت الذي كان يوقعه الرومان على الأسرى العرب وغير العرب في حروبهم وكان هناك الموت تحت أقدام الفيلة وذلك بأن يقوموا بوضع رأس الأسير على مصطبة دائرية ويقوم الفيل بدهك رأس الأسير بقدمه الضخمة. أو أن يقوموا بشد أطراف الأسير إلى أربعة خيول تنطلق كل منها في اتجاه معاكس فتنفصل أطرافه عن جسده ويبقى الرأس والذي لايزال فيه رمق من الحياة يشاهد الموت الذي يصعق الجسد من غزارة نزيف الدماء من الجسد المقطعة أوصاله هذا والكثير من وسائل القتل في التاريخ القديم لو جلس مؤلفو ومنفذو عمليات الإعدام في داعش سنيناً ما خرجوا بطرق إعدام لم تقترف إما قديماً أو حديثاً.
في فيتنام على سبيل المثال كان الكميراروج يأخذون معهم الأسرى من الجنود الأمريكيين إلى القرى التي تتهم بالتعاون مع القوات الأمريكية ويجبرون الجنود الأمريكيون الأسرى على الإمساك برؤوس الأطفال وأجساد هؤلاء الأطفال الحية تتدلى قبل أن يقوموا بقطع رأس الطفل منهم ويبقى رأس الطفل بين يدي الجندي الأمريكي الأسير يحمله معه وحتى يعود إلى زنزانته لدى الكاميرا روج الفيتنام. ألاف من الجنود الأمريكيون عادوا إلى الولايات المتحدة وهم في حالة اختلال عقلي شديد معظمهم أقدموا على الانتحار ومنهم من قام بإعادة عمليات القتل التي أجبروا على مشاهدتها والمساهمة فيها وارتكبوا ذلك القتل على جيرانهم بل وعلى أطفالهم.
وكما ا وضحنا لسنا هنا بصدد الإتيان او حتى الحديث عن الإعدامات التي تمارسها داعش وغير داعش من تنظيمات الإسلام التي لا يعلم سوى الله هويتها وأهدافها، نحن هنا بصدد هذه المبالغة و هذ ا التضخيم لصورة هذا الموت أكثر وأكبر مما هي عليه، ولو قامت داعش غداً بإجبار أحد أفرادها على أن يعدم أباه أو أن يعدم أباً ابنه فإننا سنلوم برنامج ) سيلفي ( هذا على تشجيع هذه الواقعة وإعطائهم فكرة إعدام جديدة قد لا تكون حتى الآن من ضمن أساليب إعدامات داعش وقد كانت كما قلنا لكم قادرة على تصوير هذا او مثل هذا لو حدث فعلاً وك ذلك هنا لنا وقفة مع مثل ذلك النقد الموعز، كفانا ايعازاً بقتل الصديق للصديق وكذلك الأخ لأخيه وابن عمه وابن خالته، قدرة الإنسان العربي أن ينسلخ من إنسانيته ويقترف هذا العمل هو أمر مهم يجب أن نعكف على أسباب وجوده في مجتمعاتنا العربية بالذات، من أين أتى وكيف نما بيننا كل هذا التعطش للذبح وللدماء؟ وحتى نصل إلى الإجابة الشافية لكل هذا الموت الذي يدور بيننا يجب ان نكف عن هذا الإيحاء المباشر وغير المباشر والذي تمارسه منتجاتنا الإعلامية فأن تنتقد شيئاً وأن توعز بارتكاب أفعال لم يرتكبها بعد من تنتقدهم فأنت تساهم في هذا القتل الجديد إن حدث بعد مشاهدة انتقادك هذا بفكرة الإعدام الجديدة التي قدمتها لداعش وغير داعش ، وكما قلنا فإنه وحتى يومنا هذا لم ترتكب داعش مثل هذا الإعدام الذي صوره لنا برنامج ) سيلفي ( ولو حدث مستقبلاً فإن خطيئة الإيعاز بالقيام بمثل هذا العمل هي في رقبة معد برنامج سيلفي ورقبة .. ناصر القصبي.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat