صفحة الكاتب : علي الزاغيني

في ليلة العيد
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلما تقدم بنا الزمن نستذكر الماضي وكلما تقدم العلم اصبح التواصل الكترونيا وكلما اقترب العيد نحمل ذكرياتنا القديمة معنا لتكون قصص الى الاجيال لتنصت بخشوع الى  الحنين الى ما مضى من ايام كانت بحق تسمى اعيادا .
لو عدنا بذاكرتنا  قليلا  لوجدنا الفرق الكبير في طقوس العيد  بين الامس  واليوم  وان البعض من هذه الطقوس قد يتلاشى يوم بعد اخر وربما الاجيال القادمة لا تعمل بها  وانما فقط تسمع بها وهكذا نطوي حكايات الماضي وتقاليد الاعياد التي طالما انتظرناها بفارغ الصبر  في طفولتنا لتكون لنا فرحة كبيرة  لا توصف ونحن نرتدي ملابسنا الجديدة ونستلم العيديات من الأهل والأقرباء .
في ليلة العيد سابقا كانت  تصدح السيدة ام كلثوم بصوتها العذب ( الليلة عيد والدنيا سعيد ) حيث كان التلفزيون قناة واحدة  او اكثر حيث ينتظرها الجميع معلنين بذلك قدوم العيد وسط فرحة تملا القلوب والتي انتظرت العيد بعد ان تهيأت  وعملت على استقبال العيد وضيوف العيد واكملت كافة تقاليد العيد ولاسيما (الكليجة  العراقية ) التي لها نكهة خاصة خلال الاعياد , واستقبال المهنئين  بالعيد  واعداد موائد الطعام  للضيوف .
قد لا نكون مبالغين ولا سباب كثيرة ولعل الظروف الراهنة جعلت من تلك التقاليد تكون شبه منسية او تلاشت وخصوصا  بعد انتشار التكنلوجيا الحديثة التي جعلت من العالم قرية صغيرة وتكون التهاني برسالة صغيرة او مكالمة هاتفية وينتهي كل شئ وبذلك يكون اهم تقليد جميل  قد الغي بدون ان نعلم , ولكن هنالك تقاليد لا يمكن ان تختفي مهما تغير الزمن وتطورت التكنلوجيا وتبقى متوارثة على مر الاجيال وهي زيارة القبور في اول ايام العيد والتي تعد مقدسة لدى الكثير من العراقيين , ومع كل هذا يبقى للعيد طعم خاص ونكهة جميلة  وخصوصا لدى الاطفال الذين  كثيرا ما ينتظرون العيد لا شباع رغباتهم باللهو والمرح  رغم ان فرحة العيد قد تكون ذات طعم ليس حلو المذاق لما يمر به الوطن من احداث امنية  جعلت من الكثير من العوائل تنزح وتهجر من مدنها وتبحث عن الامان فيا ترى اي طعم للعيد عند هذه  العوائل واطفالها وهم يبحثون عن ماؤى امن ؟
هنا يجب ان نفكر كثيرا بهذه العوائل واطفالها قبل عوائلنا واطفالنا ونحاول ان نمنحهم شئ من فرحة العيد ونقدم لهم ما يمكن تقديمه حتى لا يشعروا بالغربة بوطنهم واطفالهم بلا ملابس جديدة واصدقاء يمرحون معهم , دعونا نكون لهم سندا ونشاركهم العيد ولو بايتسامة  او كلمة طيبة  تزيح عنهم غربتهم داخل وطنهم  وتشعرهم بطعم العيد  وحلاوة ايامه , كنت اتمنى ان تقوم الحكومة بتوزيع مبلغ لكل عائلة نازحة قبل العيد لشراء ما يمكن شراءه من متطلبات العيد .
مهما تحدثنا عن  الاعياد  ومهما عدنا تلك  ذكريات  يبقى لكل عيد منها طعم خاص وذكريات لا يمكن ان تسعها الذاكرة  نستذكر من خلالها من كانوا معنا وغيبهم الموت ومن اجبرتهم الظروف على الهجرة  .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/17



كتابة تعليق لموضوع : في ليلة العيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net