العيدُ ليس سعيداً في العراق.!!!!
علاء الخطيب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما ان أوشك شهر رمضان على الرحيل حتى تكررت عبارة عيد سعيد وأسعد الله ايامكم وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير ، تبادر الى ذهني. سؤال: هل في العراق العيد سعيد ومبارك حقاً وهل ايام العراقيين تعرف السعادة ولونها وطعمها ورائحتها ، في ظل ما يتعرض له البلد من تحديات خارجية وداخلية ، اين هي السعادة والإرهاب يجاورنا والتفجيرات والمفخخات تملء شوارعنا وتعبث بأرواح شبابنا وأطفالنا ونسائنا ، وأين هي السعادة والكهرباء يزورنا كطيف يداعبنا ليريح أرواحنا المتعبة من العمل والصيام، وما ان نستيقظ حتى نواجه درجات الحرارة التي تجاوزت الخمسين درجة مئوية وقد غاب عنا ، اين هي السعادة والنازحون يفترشون ارض الله الواسعه ويعانون الأمرين والبعض منهم يلتحف السماء ويفترض الارض وتسرق أمواله وهو يستجدي في بلده ، اي عيدٍ وسعادة والأيتام في تزايد مستمر والأرامل تجاوزت سقوفها الطبيعية في جميع المجتمعات، اي كلمات للسعادة يتبادلها العراقيون وفيهم سياسيون فاسدون وموظفون مرتشون وأي بركة والسراق يملؤن مؤسسات الدولة ودوائرها . اين تختبأ السعادة في العراق في أي شارع وفي اي بيت وهل سنجدها اذا ما فتشنا عنها ، ربما سنجدها في بيوت المسؤولين الذين يدفعون فواتير هواتفهم النقالة بالملايين من اجل ان تلهو أطفالهم بـ الواتس أب وغيره من البرامج ، و ربما نجد السعادة في مسبحة نائب رئيس الوزراء التي اشتراها بكذا مليون وهو يتفاخر بها او نجدها في فيلا نائب استأجرها من أموال الفقراء بـ 50 مليون دينار ، او في مسبح بيتٍ من بيوت الوزراء المتحاصصين , او على موائد رمضان الرسمية التي ينطبق عليها قول امير المؤمنين عليه السلام ( وليمة قومٍ عائلهم مجفو وغني هم مدعو ) والأدهى من ذلك كله هي الفضائيات التي تسرق السعادة في وضح النهار و تسوق ( الحرامية ) وتعيد لنا إنتاجهم من جديد. ليسرقوا خطابنا وكلماتنا، فضائيات لم تعد مهمتها سوى الإثارة وأعداد المشاهدين ، ومشاهدون لا هم لهم سوى إضاعة الوقت والنقاشات التي لا تنتج ولا تغني من جوع ، فغدو يسمعون سرقات السياسيين وتجاوزاتهم ولم يحركوا اي ساكن في ضمائرهم ، يالها من سعادة يعيشها العراقيون وسط جو من النفاق والكذب والزيف الذي يمارسه النواب والوزراء والمسؤولين، فجميعهم ينتقدون الفساد ويرفعون شعار محاربته ، وكأن الفاسدين قد جاؤوا من كوكب آخر او صدرتهم لنا الصين او تايلند وربما سنغافورة ، معمم ونائب سابق انتقد الفساد بشدة وراح يلعن المفسدين ويتبجح بشجاعته ونزاهته كتاجر مفلس ، وبعد اللقاء امتلأت صفحات الفيسبوك بكلمات المديح لهذا المعمم ولا احد يسأله لماذا تسكن في بيت عزت الدوري في المنطقة الخضراء وهو التابع للدولة الذي استأجرته حينما كنت في قائمة السيد علاوي ب٣٠٠ دولا شهريا ولمدة ثلاثون عام هل يحق لك هذا . وأين الأموال التي أخذتها من الأمريكان في الانتخابات الاخيرة لتمول قائمتك لخداع العراقيين . أي سعادة والفقراء يزدادون فقرا ً و مجتمعنا يزداد تخلفنا ويعود الى عادته الجاهلية في الفصلَّية والفصل ، اي سعادة والمسؤولين يحتكمون للعشائر دون القانون . لا عيد ولا سعادة ولا خير مع هؤلاء فلسنا سعداء بهم كما ان العراق غير سعيد بهم
نحن سعداء في العراق بحشدنا وبغيرة الابطال من جيش الفقراء الذين يدافعون من اجل ان يبقى الوطن عزيزا ً وان يستطيع الأطفال ان يركبوا المراجيح ، ويرددوا أغانيهم الجميلة سعداء حقاً بـ التضحيات الكبيرة التي يقدمها اهل الغيرة ، سعداء بمصطفى العذاري و كاظم كريم الركابي واللهيبي والصليحاوي وغيرهم من الشامخين ،
هـذا هـو العيـدُ ، أيـنَ الأهـلُ والفـرحُ
ضاقـتْ بهِ النَّفْسُ ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟!
وأيـنَ أحبابُنـا ضـاعـتْ مـلامحُـهـم
مَـنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا. ( مصطفى جمال الدين )
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علاء الخطيب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat