مسدس الألوان
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قديماً قال أجدادنا العرب: "لكل مقام مقال"، وهذه قاعدة عقليَّة تنظم سلوك الإنسان، وتزن تصرفاته بمعيار مراعاة الظرف، فيكون إنساناً سويَّاً يوظف أقواله وأفعاله وفق ما تقتضيه السياقات التي تكتنف الحدث المعيش، وفي ظرفنا الراهن حيث معركتنا المصيريَّة مع عصابات الإجرام الداعشية ومن يقف وراءها، ولا يمر يوم لا يزف فيه العراق ثلة من رياحينه لمقصلة الموت التي وقف على قمتها الخلود، وسط ضجيج الرصاص وأنين اليتامى ونواح الثواكل، تطل علينا من حدائق الزوراء في بغداد مجموعة ممن جهلوا المقام فأخطئوا تقدير المقال بما يسمى (مهرجان الألوان)، في الوقت الذي يحمل فيه الأبطال سلاحهم ليصوبوه إلى صدور أعداء الإنسانية، يحمل متهتكو الزوراء مسدسات بلاستيكية مملوءة بألوان خيبتهم ليصوب بعضهم مسدس سفهه لبعض، ليواسوا ثواكل العراق ويتاماه بضحكاتهم عديمة اللون، إذ لم يلونها شيء من ألوانهم المزيفة، والعجيب أن يحدث كل هذا في الوقت الذي يفجع فيه العراقيون بتفجير خان بني سعد في ديالى، رقص على الجراح تحت عنوان رسم الحياة وإعادة الأمل، أي أمل هذا الذي تبعثه ألعاب أطفال بأيدي عقول متطافلة، وأي حياة تلك التي لا لون لها من ألوان مهرجانهم الكسيف إلا لون وجوههم السود، الحياة التي يُفخر بها هي تلك التي تبعثها بنادق المجاهدين في سوح الوغى، والأمل الأصيل هو ذلك الذي تبثه مواقف رجال الله في ميادين الجهاد، أما ميدان الزوراء فلا يبعث إلا الخنث والتسافل، ومهما أطلت فلا أستطيع وصف هذه الأفعال المشينة التي لا تمت لروح العصر بصلة، وقراءة الواقع بعقل حصيف، لكن أختمها برسالة للمتثيقفين الذين تمتدُّ ألسنتهم أمتاراً على الشعائر الحسينيَّة تحت شعار ما أصلها؟ ومن أين جاءت وما الفائدة منها؟ لكل هؤلاء أين صوتكم عن مهرجان الألوان الذي لوَّن حياتكم بلون الخيبة، ما أصله؟ ومن أين جاء؟ وما الفائدة منه؟ أم أن ألسنتكم خرست لهذا !!!!!؟؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat