صفحة الكاتب : مهدي المولى

شليلة او ضايع راسها
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هذا المثل المعروف والمشهور ينطبق على اوضاع العراقيين على مشاكل العراقيين على معانات العراقيين من هو السبب  من هو المسئول عن هذه الكارثة كيف نتصدى لها كيف نزيل اثارها ليس هناك من يعرف الجميع تعلن البراءة وبعضهم يتهم البعض وهكذا ضاع العراق وأهله من خلال تفاقم واتساع تلك الكارثة  فاصبح الارهاب  والفساد هما السائدان الغالبان والضحية هو المواطن امواله  مسروقة على يد الفاسدين واللصوص وحياته معرضة للذبح في اي ساعة وفي اي مكان على يد الارهابين الدواعش الوهابية والزمر الصدامية وهو لا حول له ولا قوة الى من يلتجئ ومن يرتجي   لا يعرف ولا يدري

القوى الامنية من القاعدة الى القمة  مخترقة من قبل المجموعات الارهابية والصدامية ولهم اليد الطولى هم الذين يأمرون وينهون وبيدهم كل شي كما ان  دوائر الدولة ومؤسساتها المختلفة من رئاسة الجمهورية مرورا بالحكومة والبرلمان وانتهاءا بمجالس المحافظات وحتى المجالس البلدية كما ان الشعب محتل من قبل  جيش من الفاسدين من اللصوص والمحتالين الذين يطلق عليهم حماية المسئولين فهؤلاء عددهم اكثر من  القوى الامنية الاسرائيلية

فالسياسيون في العراق  منقسمون الى مجموعات دينية طائفية عرقية عشائرية مناطقية  عائلية وكل مجموعة لها حكومة لها جيشها وعلمها وخطتها وبرنامجها وكل حكومة تقتل وتسرق وتسبي  حسب خطتها وبرنامجها والمواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة يصرخ  يستنجد فلا يجد منقذ ولا منجد من يسرقه من يذبحه من يعذبه لا يدري الجميع تتظاهر بالعفة والخلق والدين الجميع تعلن تمسكها والتزامها في تطبيق  الشريعة ورسالة الانبياء 

هل في العراق مسئول واحد شريف امين  يملك دين وخلق طبعا لا يوجد ابدا لو كان يوجد مسئول واحد شريف امين يملك خلق ودين لازداد لخلقت لنا مساحة شريفة صادقة وخلقت لنا شرفاء صادقين  الا انه لا يوجد اي  مسئول شريف امين يملك خلق ودين ولن يوجد الان ولا في المستقبل لان مافيا الرذيلة والفساد سوف تمنع  وتجهض اي ولادة لانسان شريف امين الآن وفي المستقبل

نعم عشنا نحن العراقيون كل حياتنا منذ ألوف السنين عبيد ارقاء عقولنا محتلة كلمتنا مقيدة لا رأي لنا ولا موقف غير الخضوع والتملق والتذلل للحكام وللامراء وللشيوخ وكل من يغتصب امي فهو ابي وهذه القيم والاعراف امتزجت بدمائنا بعقولنا فاصبحت جزء اساسي من دمنا ولحمنا لا يمكننا التخلي عنها  والتصدي لها هل يمكن للانسان ان يتخلى عن دمه عن لحمه

نقتل بعضنا البعض نسرق بعضنا البعض نغتصب بعضنا البعض تحت راية الشيخ الامير الحاكم ومن اجله وتحقيقا لرغباته لكننا لم ننطلق من قناعاتنا من مصلحة عامة وهكذا عشنا عبيد يبيعنا الحكام للحكام

لا شك ان عام 2003 عام التغيير  عام التحرير لاول مرة العراقي يتحرر عقله وتتحرر كلمته كان المفروض  ان نجعل من هذا العام عام جديد  للعراق والعراقيين في هذا العام ولد العراق وولد العراقيين في هذا العام انتقل العراق والعراقيين من بحر الظلام والعبودية الى بحر النور والحرية

الا اننا للأسف كنا غير مهيئين للحرية والنور لحرية العقل والكلمة فاستخدمنا اساليب وقيم الظلام والعبودية في عصر النور والحرية وكانت النتائج اكثر سوءا وفسادا وظلاما من عصر الظلام والعبودية

لهذا لا اعتقد ولا اتصور  لنا القدرة  على حكم انفسنا بانفسنا فترك الامر لنا وحدنا يعني سنجعل من العراق نار جهنم   لا تذر ولا تبقي

لهذا لا نجاة للعراقيين  الا ان يحكمنا  شخص آخر غير عراقي دولة خارجية تفرض علينا فرضا لاننا لا نجيد الاختيار ابدا  فلا تزال عقولنا محتلة   مقيدة بقيود العبودية ترى في الحرية عار وخروج على القيم والاخلاق 

لا شك ان هذا الاقتراح سيرفض رفضا قاطعا من قبل السياسيين اللصوص والحرامية والفاسدين وحتى الارهابين الوهابين والصدامين لان تحقيقه يحول بينهم وبين تحقيق  مراميهم في سرقة اموال العراقيين وذبحهم على الطريقة الوهابية لكن بحجة الشرف والكرامة والدين والقيم رغم انهم جميعا لا يملكون اي ذرة من كل ما يتظاهرون بها بل انهم  الاعداء الحقيقيون لها

علينا ان ندرك ان سبب هذه الصراعات والاختلافات بين العراقيين ليس طائفية ولا دينية ولا عرقية ولا عشائرية ولا مناطقية ابدا ولو الظاهر يقول هكذا  فالسبب هو المصالح الشخصية المنافع الذاتية الغير شرعية حب الانا سيطرت قيم العبودية والاستبداد فجعلت كل واحد  منا وحش مفترس يفترس عائلته في سبيل نفسه  وكل من حوله اذا تعرضت مصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية لاي خطر

فهل تدرون ان الصراعات والخرافات بين ابناء السنة بين ابناء الشيعة بين ابناء الكرد اشد ضراوة واكثر وحشية بين السنة والشيعة بين العرب والكرد

فالخطوة الاولى لوحدة العراق والعراقيين عندما يتوحد اهل السنة ويتوحد اهل الشيعة ويتوحد اهل الكرد عند ذلك يتوحد العراقيون وتنتهي المنازعات بينهم فطالما هناك  حروب وصراعات بين ابناء السنة انفسهم وبين ابناء الشيعة انفسهم وبين ابناء الكرد انفسهم لا وحدة للعراقيين ولا اتفاق بينهم

ويبقى العراق يدور في حلقة  دائرية لا يعرف رأسه من ذيله 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/31



كتابة تعليق لموضوع : شليلة او ضايع راسها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net