صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

بروسترويكا العبادي
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يمضي الرئيس العبادي قدما في محاولات تبدو جادة لإحداث تغيير وقيادة حركة

إصلاحات من المستبعد أن تكون جذرية لكنها منتظرة ومطلوبة وبشدة من قطاعات

شعبية تبحث عن التغيير بعد تجربة طويلة من الإحباط عاشتها الدولة

العراقية لم يتحقق الكثير على الأرض وخاصة في قطاع الخدمات، فالوزراء هم

أتباع نظرية المحاصصة والعيش في جلباب القيادة الروحية للكتلة والحزب

والإرتهان لتعاليم وتوجيهات السلطة العليا فيها التي تريد تحقيق مصالح

خاصة فئوية ولاتعبأ بالناس وعذاباتهم التي أخذت تتكشف رويدا وتبعث حراكا

غير مسبوق يهدد بنية الدولة الأساسية خاصة، وإن المشاكل عميقة في

الإقتصاد وسوق التوظيف والخدمات العامة كالماء والكهرباء والصحة والتعليم

والطرق وكل قطاع يمكن أن يكون متصلا بحياة الناس وأملهم في مستقبل آمن

ومستقر لهم ولأجيالهم التي بدأت تنضج وتكبر ولاتريد العيش في ترهات

الماضي وتبريرات السياسيين الفاشلين، أو اللصوص الذين إعتادوا السرقة

ونهب المال العام وبحجج واهية لاتنطلي على أحد من العامة حتى على البسطاء

والسذج وجموع المستغفلين الذين تعودوا أن يستمعوا للكذب فيتبعون أسوأه.

السيد ميخائيل غورباتشوف قاد حركة إصلاحات وإعادة هيكلة نهاية ثمانينيات

القرن الماضي، وكان يركز على الإصلاح الإقتصادي الذي هو مشكلة كل أمة

يقودها الى الفشل حكام لايمتلكون الأهلية، ولا القدرة، ولا الرغبة

وينشغلون بأحلام وطموحات فارغة، وليس من العدل أن نتهمه بالفشل حتى لو لم

نصرح له بالنجاح فقد فتح أفقا أكثر حيوية لروسيا الإتحادية التي تخلصت من

أعباء عديد الدول الفقيرة وإنشغلت بالأصل بعد أن كانت مرتهنة بالفروع،

وبدت كأنها دولة إستعمارية غير شريفة، وكان غورباتشوف في مساعيه التي

راقبناها طوال نهاية الثمانينيات يركز على علاقة ملائمة مع الغرب من

بينها التحرك في قطاع الإستثمارات الكبرى التي مهدت لروسيا جديدة يقودها

فلاديمير بوتين. لاأعرف وقد أكون مخطئا لكن الفكرة تعجبني حين أتأمل في

السياسة التي إتبعها الرئيس الإيراني المعتق هاشمي رفسنجاني الذي قاد

إيران بعد الحرب مع العراق وكانت تعاني من مشاكل جمة، وربما كان نجاحه هو

السبب في إطلاق تسمية " الثعلب" عليه من قبل الغربيين.

السيد حيدر العبادي لايريد أن يكون غورباتشوف روسيا، ولا رفسنجاني إيران،

لكنه ترأس حكومة تعاني من تصدعات، ومن فشل ذريع في الإدارة، ولاصلة

للأوضاع في روسيا وإيران بالأوضاع العراقية خاصة وإن هذا البلد مر

بتحديات الإحتلال وتبعاته، ومشاكل الإقتصاد والمحاصصة الطائفية، وإنتشار

مجموعات مسلحة عديدة، مع وجود منظمات إرهابية عالمية تبحث عن فرص لتقويض

جهود الإستقرار وبناء الدولة، وهنا تبرز الحاجة الى حكومة خارج حسابات

المحاصصة الطائفية والعرقية، مع محاولة لابد أن تكون جادة للحصول على دعم

شعبي وإستثمار حضور المرجعية الدينية في الشارع العراقي لتمرير الإصلاحات

المهمة رغما عن المعاؤضين وهم كثر من الفاسدين الذين لايهتمون بالعراق

ومصالحه، ويركزون على مصالحهم الخاصة سواء في البرلمان وأطراف الحكومة،

أو المتحالفين معهم من أصحاب الأموال ومافيات الفساد في الشركات الخاصة

والتكتلات الكبرى النفعية التي فعلت الأعاجيب وماتزال مصرة على خراب

الدولة طالما إنه يحقق مصالح خاصة. العبادي بحاجة الى دعم شعبي كامل

وتفويض وتشجيع وشجاعة أيضا لينجح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/22



كتابة تعليق لموضوع : بروسترويكا العبادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net