هل يستطيع العبادي الاختلاف مع امريكا وايران ؟؟؟
عامر هادي العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان الجواب يعرفه الجاهل والعاقل على حد سواء ...انه لا ولن يستطيع ذلك لان كلا الدولتين قادرتان على إزالة كل من يقف بوجههما فردا او جماعة في بضعة أيام ...ان امريكا مثلا وضعت العراق كله على حافة الانهيار الاقتصادي من خلال انخفاض أسعار النفط التي يتحكم بها حلفائها( آل سعود) وإذا أرادت ان تعاقب العبادي فلا يكلفها ذلك إلا غمزة واحدة للملك سلمان كي يصبح البرميل بعشرين دولارا وبذلك ستهب عاصفة الصحراء من جديد ومن نوع جديد على العراق الجديد ...أما نفوذ إيران في العراق فلا يحتاج إلى دليل فهي تمتلك أحزابا وجماعات تبدو للمراقب البسيط أنها متناحرة ولكنها في الحقيقة تؤدي أدوارا مختلفة وفقا لتطورات الأحداث ..ومما تقدم نستنتج بان امريكا وايران قد توافقتا على إصلاح او تغيير العملية السياسية ,,
ان المشروع الأمريكي في العراق معلن وواضح وهو تقسيم العراق إلى دويلات متناحرة فماذا عدى مما بدا وكيف نستطيع ان نفسر قبولها اليوم بالإصلاح وتخليها عن مشروعها التدميري ليس في العراق فقط وإنما في الشرق الأوسط الذي يريدونه (جديدا ) ؟؟والجواب هو ان امريكا اضطرت للتخلي عن الملف العراقي وتسليمه إلى ايران كاملا بعد الاتفاق النووي بينهما بينما أصبح الملف اليمني بيد (آل سعود ).... ..وهنا يبرز السؤال التالي ...ماذا تريد ايران من العراق ؟؟؟وماذا تخطط له ؟؟
ان ايران لا تريد قطعا تقسيم العراق لأنها ستتهدد هي أيضا بالتقسيم علما أنها تعلم بان هذه البلاد غير قابلة للتقسيم موضوعيا في المرحلة الحالية واذا حدث ذلك فانه سيكون فقط فرصة للفوضى والاقتتال المرير بين ( دويلاته) المسخ والتي سوف لا تعمر طويلا ...ان ايران لا تريد استمرار الفوضى على حدودها الغربية ...ان ايران تريد ان يكون العراق سوقا مستقرا لبضاعتها ..ان ايران تخطط لعراق موحد مستقر نسبيا محكوما بطريقة لا تبتعد كثيرا عن نموذجها وقد وجدت ان الطبقة السياسية الحالية وبالأخص حلفاؤها ستجعل هذا الحلم بعيد المنال بل وفي مهب الريح وستخسر في آخر المطاف مجالها الحيوي على حدودها الغربية ..إن الأوضاع الحالية إذا استمرت لسنة او سنتين فان هذه البلاد ستتعرض إلى ثورة جياع عارمة وقد ترتد الناس عن الدين الذي قدمه هؤلاء كاسوأ نموذج للحكم منذ أقدم العصور ...
ومما تقدم نستنتج بان العراق سينتقل من خلال مشروع الإصلاح هذا من مرحلة (اللا دولة ) إلى مرحلة الدولة وتلك نقلة عظيمة إلى الأمام وعلينا جميعا الاصطفاف خلف العبادي لتحقيق ذلك بغض النظر عن الجهة الدولية الراعية لذلك لان العراق لم يعد دولة وإنما ضيعة يتحكم بها الإقليم وأمركا .. ان السنة سينصفون وداعش ستنتهي وستقلم أظافر الأكراد وهذا هو الطريق الوحيد السالك في ظل الأوضاع الحالية لانقاذ ما بقي وهو قليل جدا من مقومات تأسيس الدولة العراقية وإلا فان العراق سينزلق وسيتحول قريبا إلى غابة حقيقية تزخر بالقتل والاغتصاب والسلب والنهب على يد مئات العصابات المنظمة وحينذاك سيحن العراقيون إلى أيام (هولاكو ) رحمه الله
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عامر هادي العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat