صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

إصلاح أم تهديم؟ العراق إلى أين؟!
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تظاهرات مستمرة, شهدتها أغلب محافظات العراق, تظاهرات بدأت بالمطالبة بالخدمات, وأستمرت للمطالبة بحل مؤسسات الدولة.
الجانب الخدمي مطلب مهم, فالعراق يشكو ومنذ التغيير, من عدم تقدمه في هذا المجال, والحكومات المتعاقبة, مع ما صرفت من ميزانيات إنفجارية, لم تقدم شيئا ملموسا على أرض الواقع.
هذه الدافع أو المحرك, دفع العراقيين للنزول إلى الشارع, للمطالبة بتقديم الخدمات, ثم وبعد مطالبات المرجعية, تحولت التظاهرات للمطالبة بمكافحة الفساد المستشري في الدولة, وهو مطلب مهم جدا, فأساس إنعدام الخدمات, هو الفساد, الذي جعل من المشاريع, والعقود, والمناقصات, مغنما للمتنفذين.
كل هذا الكلام جيد, ولا يلام أي عراقي, يخرج للمطالبة بالإصلاح, أو توفير الخدمات, لكن يبدو أن التظاهرات بدأت تنحى منحً آخر, وصارت الشعارات تضرب بصميم كيان الدولة, المتمزق أصلا بفعل العمليات العسكرية, وقلة المورد الإقتصادي, بسبب إنخفاض أسعار النفط.
المطالب الجديدة, التي بدأت تتصدر مشهد التظاهرات, نادت بإسقاط البرلمان, وحل الحكومة, والمجالس المحلية, وإعلان حالة طوارئ في البلاد.
هذه المطالب, أخذت تطبل لها قنوات, ومؤسسات إعلامية, و تدعمها دول إقليمية, عُرفت بعدائها للتغيير الجديد في العراق.
المطالب الجديدة, والمبهمة المصدر, حتى ولو كانت حقيقية, فهي تحتاج إلى آليات تشريعية, ومعالجات دستورية, لكي يتم العمل بها, فمثلا حل البرلمان, وإعلان حالة الطوارئ, تحتاج لتصويت البرلمان نفسه, وتستمر الحالة لمدة شهر واحد, قابلة للتجديد.
الإستغراب من هذه المطالب, يأتي من تزامنها مع ما يمر به البلد, من تهديد أمني خطير, والمتمثل بوجود عصابات داعش الإرهابية, هذه العصابات التي لم يتصدى لها, إلا فصائل الحشد الشعبي, المستجيبة لفتوى المرجعية, بالجهاد الكفائي.
إن من يطلب هذه المطالب –حل البرلمان والحكومة- حتما أما لم يقرأ الواقع العراقي جيدا! أو أنه مدفوع بأجندات معادية للبلد, لأن أي إنهاء لمظاهر الدولة, يعني التأثير على معادلة المعركة, والتأثير على إدامة زخم تلك المعارك, وتثبيط معنويات المقاتلين, الأمر الذي يعطي داعش ومن يدعمها, زخما معنويا تستطيع من خلاله التقدم, لمساحات واسعة في العراق.
ثم أمر مهم؛ وهو إن العراق قد غادر سلطة القائد الرمز, والشخص الواحد, وما إعلان حالة الطوارئ, في هذا الوقت بالذات, إلا مطالبة صريحة بعودة صورة الدكتاتورية, عاجلاً أم آجلا!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/07



كتابة تعليق لموضوع : إصلاح أم تهديم؟ العراق إلى أين؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net