عبد الرؤوف الشايب تاريخ ناصع ومقاوم بطل
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بيان أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين الذي يستنكر ويدين تعرض قناة تلفزيون البحرين المعروفة بـ"قناة العورة" للأستاذ المجاهد والمناضل الشريف عبد الرؤوف الشايب في برنامج "نقطة حوار" على لسان الساقط سعيد الحمد.
بسم الله الرحمن الرحيم
تعرضت وكعادتها قناة البحرين المعروفة بـ"قناة العورة" في أحدى حلقاتها من برنامج "نقطة حوار"والذي كان يدير هذه الحلقة العميل الخبيث والمرتزق الخليفي "سعيد الحمد" للأستاذ المناضل الكبير عبد الرؤوف الشايب ، ضمن سلسلة التشهير بالقادة الدينيين والسياسيين التي تتبعه وزارة الإعلام وهيئة الإعلام والتلفزيون ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في البحرين ضد القيادات الدينية والرسالية
إن أنصار ثورة 14 فبراير في الوقت الذي يستنكرون ويدينون وبشدة هذه الدعايات المغرضة التي هدفها النيل من قياداتنا الوطنية الشريفة ، نذكر الشعب البحريني وشعوب العالم بأن شخصية القيادي البارز في المعارضة عبد الرؤوف الشايب قد لعبت دورا كبيرا في بيان الحقائق لما يتعرض له شعبنا المظلوم في البحرين من مختلف المظالم المتعددة الجوانب والأبعاد ، وإن تعرض تلفزيون البحرين للشايب في حلقة خاصة عنه دليل على أهمية هذه الشخصية ونيلها ثقة الشارع البحريني رجالا ونساءً ، علماء دين وسياسيين ومواطنين ودليلا على دور الشايب المهم والفاعل والحيوي على الساحة البحرينية والدولية، وأنه قد وجه ضرباب وصفعات موجعة للسلطة الخليفية وقام بتعريتها أمام وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية ، خصوصا من مقره في بريطانيا وبالتحديد في العاصمة لندن.
وقد برز عبد الرؤوف الشايب على الساحة الإعلامية في الداخل والخارج وعلى مستوى المنظمات الحقوقية وقد لعب دورا مهما في تحشيد الرأي العام البريطاني والعالمي من خلال منبر "الهايبدبارك" في العاصمة البريطانية ، ولا زال يجاهد من أجل شعب البحرين ولإحقاق الحق وإبطال الباطل.
وقد وجهت الحكومة الخليفية تهما عديدة لإعتقال الشايب عبر شرطة الإنتربول منها كونه المتهم الأول في قضية الحجيرة مع الأستاذ الشيخ حسن مشيمع وكذلك هو الآن أحد الرموز الذين يحاكمون حاليا وبصورة غيابية ومطلوبون من سلطات آل خليفة وآل سعود للمثول أمام المحاكم الخليفية.
ولد عبد الرؤوف الشايب في عام 1964م في عائلة عرفت بالتدين والإيمان والولاء للإسلام والتشيع العلوي الأصيل ، فهي عائلة حسينية تسكن في العاصمة المنامة ، وقد ترعرع الشايب في مجالس الإمام الحسين (عليه السلام) في الحسينيات والمساجد والمآتم وتربى التربية الرسالية الثورية الرافضة للظلم والإستعباد الخليفي.
في بداية عام 1978م إلتحق الشايب بالعمل الثوري الرسالي وأصبح من كوادر الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ، وكان الشايب رادود حسيني ، وخلال مسيرته النضالية والجهادية وبعد خروج المظاهرات المنددة بشهادة آية الله العظمى الإمام السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) وإستشهاد الشهيد السعيد جميل علي محسن العلي تحت التعذيب في العاصمة المنامة قام مع إخوانه ورفاقه الرساليين الحسينيين وتخليدا للشهيد "جميل العلي" بتأسيس مأتم أطلق عليه "مأتم الشهيد" خلف مسجد مؤمن بالمنامة ، وبدأ هذا المأتم بنشاطه الحسيني الثوري منطلقا من شهادة أول شهداء الثورة الإسلامية في البحرين.
لقد بدأ هذا المأتم بعدة أفراد من الشباب الثوري ولكنه بعد ذلك أصبح من المآتم الكبيرة حيث كان حضوره بالألآف ، وكانت يرفع الشباب في مراسم العزاء الحسينية الشعارات الحسينية الثورية المنددة بالظلم والإستبداد والديكتاتورية وتذكر الشعب بشهداء المسيرة الإسلامية ومنهم الشهادة الدامية والمروعة للشهيد جميل على محسن العلي ورفاق دربه رضوان الله تعالى عليهم.
كان عمره لا يتجاوز الرابعة عشر سنة إلا أنه كان ناشطا دينيا وسياسيا ومعارضا للظلم والجور والإضطهاد الذي تعرض إليه شعبنا في حقبة الثمانينات ، ولذلك تم إعتقال عبد الرؤوف الشايب عام 1980 إلى عام 1986م ، وتعرض خلال سجنه في أقبية السجون والمعتقلات الخليفية الرهيبة إلى أبشع أنواع التعذيب الروحي والجسدي ، تذكرنا بالتعذيب القاسي للقرون الوسطى والتعذيب في سجون الكيان الصيهوني الإسرائيلي الغاصب.
بعد خرجه من السجن هاجر بعد ذلك إلى خارج البحرين وواصل الشايب نضاله وجهاده خارج البلاد متنقلا بين بلدان العالم لينقل وينشر مظلومية شعبه إلى العالم ويناضل ويجاهد لإسقاط النظام الديكتاتوري الخليفي ، وقد عاد الى البحرين بعد صدور قرار العفو العام في عام 1992م ، وقد حاولت الحكومة الخليفية إغتياله في سيارته على غرار إغتيال السيد أحمد الغريفي إلا أنه غادر البحرين قبل عملية الإغتيال بسويعات فوقع الفخ الخليفي في إغتيال إبن خالته طالب العلم الشهيد السيد محمود الموسوي الخرازفي السيارة الخاصة بعد الرؤوف الشايب.
وفي عام 1995م تم إعتقال الشايب مرة أخرى بتهمة حيازة الأسلحة وتأسيس تنظيم إرهابي وحكم عليه بالسجن عشر سنوات وغرامة 10000(عشرة ألاف دينار بحريني) ظلما وعدوانا ،وإستمر إعتقاله حتى عام 2001م.
وفي عام 2002م قام بتأسيس "اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب" وكان رئيسا للجنة وناطقا بإسمها وناشطا سياسيا وحقوقيا فيها ، وواصل دفاعه عن مظلومية الشهداء وضحايا التعذيب وطالب بمعاقبة ومحاسبة المتورطين في قتل شهداء إنتفاضة التسعينات ومن شارك في تعذيب المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي.
وبعد قيامه بعدة إعتصامات للدفاع عن المعتقلين وضحايا التعذيب ومن أجل تشويه سمعته وشخصيته النضالية والرسالية قامت مخابرات السلطة الخليفية في 3 أبريل 2004م بإعتقاله وضمن خطة خبيثة بتدبير وتلفيق تهمة خبيثة بحقه وأودع السجن ، وعندما إلتقى الشايب بالمجرم عادل فليفل (الذي تتهمه لجنة ضحايا التعذيب بالعديد من قضايا التعذيب في العهد السابق) أخذ يهزأ به ويقول"سنقطع لسانك ، والقادم أدهى" ، وقد صادرت المخابرات الخليفية حينها سيارته لتدس فيها "المخدرات" لكي يقع في أيدي الجمارك عندنا يذهب إلى السعودية ، وهذه كان أحد خطط مخابرات وجهاز أمن الدولة للنيل من هذا المناضل الكبير.
لقد جاء إعتقال المجاهد عبد الرؤوف الشايب في أبريل عام 2004م وبالتحديد في شهر محرم الحرام ، قرار إحترازي لمنعه حينذاك من الدعوة لإعتصامات تضامن مع ضحايا التعذيب في أثناء برنامج سباق (فورملا1) وإنتقاما لنشاطاته في شهر محرم وفي إجتماعات لجنة حقوق الإنسان في جنيف ، وكل ذلك كان من أجل تشويه سمعته وإدخاله السجن بتهمة جنائية بدلا من تهمة سياسية.
وقد أصدر مركز البحرين لحقوق الإنسان حينها بيانا طالب فيه السلطات في البحرين بالإفراج الفوري عن الأستاذ عبد الروؤف الشايب وكشف ملابسات هذه القضية ، ورد الإعتبار لعبد الرؤوف مع معاقبة جميع المسؤولين المتورطين في هذه القضية وخصوصا للطريقة المخالفة للقوانين والأعراف التي حاولت بها وزارة الداخلية الخليفية تشويه سمعة الأستاذ الشايب،والنيل من لجنة ضحايا التعذيب في وسائل الإعلام المحلية.
لقد كان عبد الرؤوف الشايب وهو في شبابه يدعو إلى إسقاط النظام ، وعندما كان في السجن كان يدعو إلى إسقاط النظام ، ولم يهادن السلطة وكان ثابتا على نهج الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ،وكان مواليا لأهل البيت (عليهم السلام)، وكان ثابتا على نهج الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) ولا زال ثابتا على نهج مفجر الثورة الإسلامية والمجدد روح الله الموسوي الخميني ، ولا زال ثابتا على نهج وخط الولاية للأئمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام) والمرجعية الدينية الشيعية الثورية وتابعا لنهج ومدرسة ولاية الفقيه والإسلام المحمدي الأصيل المتمثل في خط المرجعية الدينية والسياسية لولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله العظمى الإمام الخامنائي (دام ظله الوارف).
وبعد حصوله على اللجوء السياسي في بريطانيا في عام 2006م ، أعتبر حينها أول لاجيء سياسي في عهد الإفساد الخليفي ، وقد حصل على اللجوء السياسي في غضون يومين ، لوضوح ظلامته أمام الأجهزة القضائية والأمنية البريطانية، ويعتبر الأسرع حصولا على اللجوء السياسي. وبعد ذلك أسس وفي نفس العام حركة خلاص البحرانية وهي الداعية إلى إسقاط نظام آل خليفة وتعتبر حينها هي الحركة الوحيدة في البحرين الداعية إلى إسقاط النظام ،وشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي رفع في 14 فبراير 2011م من قبل ثوار البحرين.
وبعد تفجر ثورة الغضب في 14 فبراير 2011م أسس عبد الرؤوف الشايب تحالف ثوار 14 فبراير وأصبح ناطقا بإسم التحالف ، ولا زال يطالب بإسقاط الظام الخليفي الديكتاتوري ، لا يهادن ولا يعرف للحلول السياسية مع هذه النظام أي معنى، لأنه قد وصل إلى قناعة تامة بأن السلطة الخليفية لن تقوم بأي إصلاحات سياسية ترتقي إلى مستوى تطلعات شعب البحرين وشباب ثورة 14 فبراير.
وبعد ثورة 14 فبراير أصبحت شخصية الشايب معروفة أكثر بخروجه على الفضائيات والإعلام وحضوره في "الهايدبارك" في لندن والبالتوك والمواقع الخبرية والإعلامية على الإنترنت والفيس بوك، ودفاعه المستميت عن نهج شباب الثورة وتطلعات شعب البحرين في إسقاط النظام وإقامة البديل السياسي الحضاري على أنقاضه ، ولذلك فإن السلطة الخليفية ونتيجة لتأثير شخصيته وخطاباته ولقاءته الإعلامية قامت في الآونة الأخيرة بمحاولة للنيل منه وتشويه شخصيته وكعادتها في تشويه الشخصيات الدينية الوطنية ، حيث تعرضت قناة البحرين إلى معظم الشخصيات العلمائية والوطنية والسياسية.
ويبدو أن السلطة الخليفية في البحرين قد إنتهت إلى حد ما من إعتقال أغلب الناشطين السياسيين والحقوقيين وقادة المعارضة السياسية في الداخل وتقديمهم على دفعات للمحاكمة في المحاكم العسكرية، وهاهي تتفرغ الآن الى الشخصيات القيادية المعارضة خارج البلاد للنيل منهم وتشويه سمعتهم تمهيدا لمحاكمتهم غيابيا وملاحقتهم عبر شرطة الإنتربول.
إلا أن السلطة الخليفية في البحرين لن تفلح هذه المرة في تلفيق التهم للقيادات الدينية والسياسية وملاحقتهم ، لأن رموزها أصبحوا ملاحقين في محاكم الجنايات الدولية في لاهاي وغيرها على ما إرتكبوه من جرائم حرب وإبادة وما إرتكبوه من إنتهاكات فاضحة وصارخة لحقوق الإنسان في البحرين.
لقد أصبح رموز السلطة الخليفية هم الملاحقين والمطلوبين للمحاكمة في المحاكم الجنائية الدولية ، وأصبح قيادات الشعب البحريني يحظون بتقدير وإحترام المجتمع الدولي والشرفاء والأحرار في العالم لما يقومون به من نضال وجهاد ودفاع مستميت لحقوق شعبهم في البحرين والمطالبة بتحقيق مطالبه العادلة والمشروعة.
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين – المنامة – 15 يونية 2011م
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat