الجمعة الأخيرة تحت نصب الحرية،غريبة كعادتها،اجتمع أصحاب القلوب المحترقة ليعلنوا فرحة سماع صوتهم من قبل القضاء العراقي باصدار قرار اعدام قصابي مجزرة عروس الدجيل،كعادتي،تلمست اصابع الكيبورد لأتنقل بين القنوات التي(تنكَّط شرف!!)،حملت معي(طاسة الوطنية)و(خاولي المباديء)،كنت أخشى من فيضان دموعي وسط قيظ الصيف،ساحة التحرير تتوزع حسب عيون كاميرات الفضائيات الوقحة،منهم من يظهرها انها عارية ومنهم من يظهرها امراة محترمة،ومنهم من يظهرها عاهرة،تعددت المشارب حسب لون المذهب ورائحة الطائفة وطعم الدولار،العراقية كانت تظهر العراقيين وهم فرحين بصدور قرار اعدام فرس النهر وجماعته،قناة افاق تسجل انتصارها الاعلامي لانها سحبت البساط من بعض القنوات التي تريد الاطاحة بالحكومة فتظهر تاييد الشارع،قلت لأحمل طاستي لأشاهد رأياً مغايرا،17 جمعة في دوري تظاهرات ساحة التحرير لم تكن في يوم ما مع الحكومة مثلما كانت في اخر جمعتين،ذهبت الى قناة البغدادية،فوجئت انها بدل ان تعرض تظاهرة في بغداد اعادت بث حلقة من مسلسل(فوبيا بغداد) للرائع حامد المالكي،قلت ربما كان مزاج اصحاب البغدادية مثل مزاج نغم عبدالزهرة وهي تريد ان تطيح بالفاشية الشيعية من القاهرة،كيف يمكن لقناة مثل البغدادية التغاضي عن فرحة العراقيين في يوم كهذا؟الم يكن من الاولى ان تخرج علي الخالدي قرب ساحة التحرير لتصوير حلقة من مسلسل (خل نبوكَه!)،بيدي طاستي وانا اتوقع ان أملأ منها قطرات من عرق المتظاهرين اترجمها على شكل حروف الا ان قناة عون طلعت فرعون وجعلتني امسح وجهي بالخاولي منها،قلت ربما هم مستاؤون من غلقها ولهم الحق في اشعال الفتنة من اجل حرقا لعراق حتى تقوم هيئة الاعلام والاتصالات باعادة الحياة الى البغدادية بعد ان تحولت الى المصرية!،قلت لأذهب الى حيث ينام اللحم الدافيء،ذهبت الى الشرقية التي توقعت ان تنقل التظاهرة بالمباشر عسى ان تجد لها مشهد لمتظاهر يحمل توثية او عكَال لتتهم حكومة المالكي بتوزيع التواثي وفق مؤامرة اقليمية تم الاعداد لها في ايران ويتم تنفيذها من قبل العشاير العراقية،وقلت عسى ان تجد (عركة سكارى) بـ(ابطالة العرق) لتقول ان احدهم من شباب ساحة التحرير وانه خرج يتظاهر بسبب تفشي ظاهرة العرق المغشوش لتحولها الى ملفات فساد كبرى بحق اي وزير لاترى انه يتواف وعقلية صاحب الشرقية في اشعال حرائق الحضور،كانت الشرقية في وقت التظاهرة تعرض لمشاهديها حلقة من كارتون(توم وجيري!).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat