صفحة الكاتب : واثق الجابري

الحسين مدرسة البطولة ومصدر العطاء
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا شك أن واقعة الطف؛ خلاصة صراع أزلي بين الحق والباطل، والإنسانية بمعنياها السماوية، والهمجية بفعلها الوحشي، وكلا الطرفين أورثوا تاريخ وتجارب، ومن المفترض أن يكون أنصار الحق أكثر عدد في مجتمع ختام الرسالات.
حدثت واقعة الطف؛ لإدراك الإمام الحسين عليه السلام، حقيقة إندثار الأديان السماوية والرسالة المحمدية؛ إذا إستمر الظلم وأغدقت الأموال لتشويه الفكر.
إنتشر آلاف الأنبياء في مختلف بقاع العالم؛ منذ أن أخلف الباري جل جلاله الإنسان في الأرض، وختم الرسالات بسيد الأنبياء، وجامع الرسالات وللناس كافة، وإستمر ببعثة نبيوية 23 عام، منها 13 في مكة و 10 في المدينة، وبدأ دعوته سرية لثلاثة سنوات، وبعدها العلنية، حتى دخل الإسلام بعض من القوم؛ يخشون كساد تجارتهم وسطوتهم؛ بعد سنوات من مقاتلة المسلمين؟!
تَحَرك الإمام من المدينة الى الكوفة بناءً على معطيات؛ أن بقاءه سيؤدي الى مقتله في البيت الحرام، مع تأكيد رسائل أسياد الكوفة بالقدوم، والبناء على قاعدة الحكم العادل التي تركها علي أمير المؤمنين عليه السلام من حكم أربعة سنوات، ومعرفتهم بالأحداث بعد إستشهاده في محرابه، وما تلاها مع الإمام الحسن عليه السلام، وإطلاعهم على إتفاقية الصلح مع معاوية، التي ثبتت أحقية الإمام الحسين بالخلافة في حال موت معاوية.
تم محاصرة الإمام الحسين في أرض كربلاء؛ بعد الغدر بمسلم بن عقيل، وإجبار جميع السكان والمتبضعين من عاصمة المسلمين في القريب الماضي، وخرجت النساء والإطفال والرجال، وقطعت وعود كبيرة لقادة الجيش بالملك، وأعلنت الجوامع والشوارع فكرها التضليلي؛ على خروج الأمام عن طاعة ما يُسمى ( أمير المؤمنين يزيد بن معاوية)؟!
إن الإمام الحسين عليه السلام؛ لم يترك دليلاً حتى قدمه أمامهم؛ وقام خاطباً يشرح بوضوح وهم يعون ما يقول، ويعرفون أنه بن علي أمير المؤمنين وفاطة الزهراء بنت نبيهم، و" الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا"، والحرب تعني الكفر بالرسالة وخروج من الإسلام؟! ، وأخر رسالة إعلامية قالها الأمام الحسين عليه السلام " ألست أنا أبن بنت نبيكم"؛ ولكنها عقول منحرفة؛ لا تؤمن بالإسلام دينا، وتعبد الدينار قبلتةً.
لا يحتاج الإمام الحسين الى وسيلة إعلام للتعريف بشخصه، والرسالات السابقة والدين المحمدي مقدمات لثورته الإصلاحية.
إنقسمت الأمة في عاشوراء الى فريقين: أولهما دخل مع المسلمين حفاظاً على مصالحه ولم يؤمن بالرسالة " لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل"، وآخر ذهب مع مصالح دنيونية وهو عارف بعذاب الآخرة: " أفكر في أمري وأني لحائر، بين ملك الري وقتل حسين"، وآثارها الى اليوم؛ حيث تمازج الفكران؛ لإنتاج مذهب منحرف يعطي ذرائع للقتل وتشويه الإسلام، ونفس الإعلام ضلل الرسالات والنبوات التي عرفت بسبل العيش الإنساني، وأنتجت الأمة الخاوية سوى 70 فارس؛ كما اليوم؛ حيث ينفق بترول الدول الإسلامية؛ لدعم الإنحراف، ومحاربة المدافعين عن إسلامهم ومقدساتهم وأرضهم، ولن يُكسروا لأنهم يستلهمون من ثورة الحسين مصدر العطاء والعزيمة والشجاعة، والهداية الى سعادة الشعوب، وتعلم منه قادة العام وأنكره بعض المسلمين المنحرفين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/25



كتابة تعليق لموضوع : الحسين مدرسة البطولة ومصدر العطاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net