إنها خاصرة أكتوبر النحيلة التي تتمايل مع نفحات الخريف الباردة وسحب الرماد ليعود الحنين من جديد الى مواسم الكستناء و المطر ... ذلك الزائر المفاجئ الذي يقتحم الذات عنوة بشمعدان الشوق الأحمر و شيء من رائحة البن الممزوج بعبق الذكريات .. كان و لا يزال يتقن فن الاختفاء و الظهور ! فكما المطر يكون هو ، حتى ان تفاصيله تثير التوق الى رائحة البن و الصنوبر المندى فهو يستخدم الشتاء و المطر سلاحاً آخر للإثارة و إشعال مواقد الحنين فيجعلها تضطرم بخشبه صنوبر واحدة فقط لينهي ذوبان الثلج مطرقاً لخرير السيول .. تنبعث من جديد معلناً قانوناً جديدً لنرجسيتك المرهقة الواسعة الارجاء ، تسيطر بثقة قائد يضرب سواحلي بسفن اللوتس و البن و بضع قصائد مرَّ عام على حبرها الذي ما برح يعانق مواسم المطر . هكذا انت حافل بالحياة و المرح و لا زلت تصارع سواحلي بأشرعة قصائدك .. هكذا انت ، تريد إختزال المواسم التي أعيش بالأوراق .. بقرطاس و قلم و روايات تكتب بك فتملأ الرفوف و تجعل من ذاتي طابعا بريديا يلتصق بكل أزمنتك و مواسم صخب حضورك الفخمة و انت تحمل لي مزن المطر و فناجين البن الساخن في صباحات الغيم الباردة مع رواية للحب تأبى صفحاتها ان تنتهي فتقرر الاستقرار بلا اغلفة تٌغلَق على الشخوص فتجعل منهم رهائن صامتة على الواح الرفوف .. مبدع هو المطر حين يعود بك اليّ كما أصوات السفن القادمة الى ميناء قديم و قد أصبحتْ مرتعاً لطيور استوائية شتى فاجأها اسطولك بالعودة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat