صفحة الكاتب : مهند ال كزار

ماكنة المؤامرة عملاقة ؟
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الجغرافية كانت عصية على جميع محاولات الوحدة الوطنية, فرضت نفسها حتى على شكل الهوية, قسمتها بحسب اهوائها الشخصية, واهملت كل الاواصر الثقافية التي كانت متلاحمة, بحكم التاريخ والحضارات التي سادت المنطقة, هذه الثقافات التي انطلقت من هذه الجغرافية لتحكم العالم الا المكان الذي انطلقت منه, لأنه كان عصياً حتى على الذي خلق من ترابة, ولا يسمح بطمس الهويات الفرعية أو اندماجها بسهولة, بل بقي محافظاً على مكانة هوياته الفرعية التي فرضتها هذا الجغرافية على حساب الهوية الوطنية .
قد لا يقتنع بعضهم بنظرية المؤامرة, التي تعرض لها العراق, وكل منا يحتفظ بخارطة مؤامرة خاصة في ذهنه, الا أن العملية الاخيرة التي قادتها القوات الامنية, وبإسناد كبير من قبل ابناء الحشد الشعبي في صلاح الدين, قد برهنت للعديد بأن الدمى التي تتحرك على المسرح بخيوط لا مرئية  وبأيادي خفية, قد تحولت في النهاية الى أدوات لعبة مرئية وواضحة المعالم, فالانتصارات التي تحققت على ارض الواقع, قد حركت هذه الاذرع ألتي دائماً ما تحاول أن تضرب في عمق الانتصار, أول هذه الاذرع هو الجنرال المتقاعد ديفيد بيترايوس عندما صرح قائلاً :
(أن المليشيات تمثل الخطر الاكبر على استقرار العراق على المدى الطويل وليس تنظيم داعش, متهماً اياها بقتل عناصر التنظيم والمدنيين على حدً سواء ), وهو اللاعب الدولي الاساسي في المنطقة, ومن قبلة الازهر المصري الذي أتهم الحشد الشعبي بالقيام بعمليات قتل وتطهير لأهل السنة متناسياً ما قامت به هذا العصابات ضد العراقيين, وهو المحرك الديني الاقليمي المؤثر في الساحة, وقد ظهرت بوادر الطعن الداخلي بهذه العمليات الوطنية,  بعدما أنتقد مسرور برزاني الحكومة العراقية لاعتمادها على ابناء الحشد الشعبي لما له من تأثيرات طائفية على البلد .

كل هذه المحركات تؤكد, بأن العراق هو البلد الوحيد, الذي يتعرض الى اكبر غزوة في تاريخ البشرية الحديثة, والذي اختير لكي يكون, منطلقاً ومركزاً لحكم هذا القطعان الهمجية, التي لا عمل لها سوى استباحة دماء الابرياء, الذين اصبحوا فريسةً سهلة, بسبب المشاكل الطائفية والعرقية التي فرضتها الجغرافية .
هذه المسالة لاتحل, سوى بالأيمان بالوحدة الوطنية, والتوحد ضد هذا العدوان, وان نؤسس لجغرافية جديدة, عابرة للأثنية, وطريقها قد عبدته دماء الشهداء الذين سقطوا ويسقطوا يومياً من أجل الدفاع عن وحدة الوطن, والتي طالما كانت سبباً في العديد من مشاكلنا والمأسي التي مررنا بها, ولا يمكن الخلاص منها ما لم نجعلها السبب الوحيد الذي يجب ان نصر عليه من أجل بقاء وحدتنا, وعدم الانجرار وراء الاصوات النشاز التي تريد تحويل مسار السفينة لصالح كفة الاستراتيجيات الخارجية .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/29



كتابة تعليق لموضوع : ماكنة المؤامرة عملاقة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net