صفحة الكاتب : دلال محمود

عزة نفس طفل عراقي
دلال محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الشهور القليلة الماضية كنت في زيارة لحبيبي العراق,وكان عليَّ ان أنجز بعض الامور التي تتطلب مني ان استقل السيارة, لقضاء حاجاتي.
كانت الشوارع تختنق بالازدحامات التي وجِدت عمداً, في جميع الشوارع وفي مختلف المناطق في بغداد الحبيبة, نعم أنت مجبرٌ, لتشعر ان من بيدهم زمام الامور ومابيدهم, انهم اوجدوا تلك الطريقة القاتلة والمؤلمة في نفوس العراقيين بحيث تقرأ اليأس في الحياة,وانعدام الامل في اية بشرى قد تنقذهم مما هم فيه, لقد ملوا من الوعود الكاذبة التي صورت لهم ان الحياة ستغدو جنة من جنات الاحلام بمجرد انتخابهم لشخصية من تلك الشخصيات القمئة التي ملأوا الشوارع بها  وحتى بعد انتهاء عملية الانتخابات المزعومة فان صورهم بقيت لاشهر وهي تزين الشوارع واي تزيين؟

في غمرة هذا الحزن واليأس الذي يعتصر القلوب وقفت السيارة التي كنت استقلها عند احد اشارات المرور, واذا بطفل عراقي لايتعدى عمره الستة اعوام كان يحمل بعض من الدعايات الخاصة بنادي اربيل وهي توزع مجاناً, كان سعر الواحدة يبلغ ال250 دينار, اعطيته ثمن اربعة وقلت له لااريد هذه الجاجيات فانا لااحتاجها , بيعها لاخرين, هذا الطفل العراقي الذي لاتزال ملامحه عالقة في ذهني, ابى ان يأخذ نقودا دون ان اشتري منه, قلت له بحق الحسين الشهيد لاترد مااعطيته اياك من نقود , واعتبرها هدية مني اليك, أجابني بصوت قوي ذي نبرات تنم عن الكبرياء حتى تخايل لي ان من يتكلم يبلغ من العمر عتيا, وحق ابي عبد الله لااستطيع تقبُّل  ماوهبتيني اياه, بكيت بدموع ملؤها الحزن, والتأسي, لكني في تلك اللحظة شعرت بكبرياء كل العراق وقد تجلت امامي في صورة ذاك الطفل وتألمت كيف فاتني ان اطلب منه الذهاب معه الى بيتهم, لألتقي بوالدته علني اقبلها من جبينها الشامخ الذي يعلو وجهها ,, ولأقدم لها فخري بها وكيف أستطاعت ان تغرس في نفس ولدها الذي لايتعدى سن الستة اعوام ان يكون بذاك الشموخ وعزة النفس العراقية الاصيلة.
ياترى كم من الذين يتولون الحكم الان يملكون جزء الجزء من عزة واباء ذاك العراقي؟سؤال يصعب الرد عليه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


دلال محمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/21



كتابة تعليق لموضوع : عزة نفس طفل عراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net