لموقع (المواقف) الاليكتروني؛الجزء الثاني والأخير أَلْحَشْدُ الشّعْبِيِّ خَيارُ الْوَطَنِ
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السّؤال الخامس: ما هو تحليلکم حول طلب "السّيد أُسامة النّجيفي" بـعدم إشراك قوّات الحشد الشّعبي في معركة تحرير الموصل المقبلة؟.
الجواب؛ ليتهُ نجح في تعبئة العدد الكافي من مكوّنهِ من أهالي الموصل ليُطلق ويقود عمليّة تحريرها بنفسهِ ومن دون مساعدةِ أَحدٍ، لكنّا قد صفّقنا لهُ ورفعنا قبّعاتنا احتراماً له وتقديراً لجهودهِ الوطنيّة، فأرواح مقاتلي الحشد الأبطال ودماءهم عزيزة علينا، ولكن..!.
إبتداءً يلزم ان ننتبهَ الى الحقائق التّالية؛
أولاً؛ ليس من حقّ ايّ أحدٍ تحديد نوعيّة القوّة التي تشارك في ايّة معركة من معارك الحرب على الارهاب، فتلك هي مسؤولية القائد العام للقوات المسلّحة والمؤسسة الامنيّة والعسكرية.
انّها المصدر الوحيد للقرار الامني والعسكري، فهي التي تقدّر الموقف والحاجة ثمّ تقرّر من الذي يشترك ومن الذي لا يشترك في ايّة معركة من معارك الحرب على الارهاب، فهي ليست رغبات او نزوات او ميول شخصيّة ابداً، كما انّ الموصل ليست طابو لهذه الاسرة او لذاك الحزب ابداً، انّها مدينة عراقيّة تقع مسؤولية تحريرها على القيادة العامّة للقوات المسلّحة حصراً.
ليس من المعقول ابداً ولا هو من المنطق ان يتحكّم في ساحة المعركة كلّ من عبّأ مجموعة من المقاتلين، فيحدد من الذي يشترك ومن الذي لا يشترك في ايّة عمليّة، ابداً، فهناك قيادة مركزية ميدانيّة هي التي ترسم الخطط وتحدّد نوعية القوات المقاتلة في ساحة المعركة.
ثانياً؛ من حقّ اي مواطن عراقي انخرط في صفوف التعبئة العسكرية العامة اثر احتلال الارهابيّين لنصف العراق وتلبيةً لفتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها المرجع الديني الاعلى ان يُشارك في تحرير ايّ شبرٍ من ارض العراق الطّاهرة اذا ما طُلب منه ذلك بغضّ النظر عن خلفيّته او انتمائهِ او ايّ شَيْءٍ اخر.
ثالثا؛ لا يجوز ابداً إطلاق التوصيفات الدّينية او المذهبية او الاثنيّة على المقاتلين الشّجعان الذين يحاربون اليوم في عموم العراق من اجل تحريرهِ من براثن الارهابيّين الذين عاثوا الفساد في ارض الرافدين وأهلكوا الحرث والنّسل، فاذا سمّى البعض الحشد الشّعبي بالحشد الشّيعي فهل يقبل هو او غيره ان نسمي الارهابيّين بالارهابيّين السُّنّة؟! خاصة وأننا وهم نعرف جيداً ان كلّ الارهابيّين ينتمون الى مذهبٍ واحدٍ فقط ويتغذّون على مصدرٍ واحدٍ من مصادر (الاسلام وتاريخهِ)؟.
رابعاً؛ لماذا يحقّ له ان يُشارك حشدهُ المسمّى بالحشد الوطني في عمليات تحرير الموصل ولا يحقُّ لغيرهِ ذلك؟ أَلِأَنَّ عناصره من مدينة الموصل؟ فلماذا لم يقبل انضمام شيعة الموصل وكرد الموصل والشبك والتركمان وغيرهم لهذا الحشد اذا كان بالفعل وطنيّاً؟ ام انّهم مشكوكٌ في ولائهم وانتمائهم لازالوا من غير مكوّنهِ؟ ام لا يحق لهم المشاركة في تحرير مدينتهم فهي طابو صرف لهم وحدهم؟ ونحن نعرف جيداً ان الموصل من المدن المختلطة التي فيها من كلّ مكوّنات المجتمع العراقي، فهي متعدّدة الأعراق والأديان والمذاهب؟.
خامساً؛ الأصل هو ان يحرّر أهالي كل مدينة مغتصَبة مدينتهم وارضهم وأهليهم من قبضة العصابات الارهابيّة، وهذا ما أكدت عليه المرجعية الدّينية العليا منذ اليوم الاول، ويتمنّاه كل مواطن عراقي، فمن هانت عليه مدينتهُ وعِرضه وناموسهُ وأرضهُ فسلّمها للارهابيّين بعد ان ظنّ بهم خيراً كبديلٍ عن (الفرس المجوس) شركاءه في الوطن، وبعد ان حول مدينتهُ الى حاضنةٍ دافئةٍ للارهابيّين، معتبراً سيطرتهم على الموصل انتفاضة وثورة ضدّ الظّلم والقهر! يجب عليه وطنياً واخلاقياً ان يفعل المستحيل من اجل تحريرها والاعتذار لاهلهِ وعِرضه الذي تعرض للاغتصاب على يد الارهابيّين، على تقصيره في الدفاع عنهم، وفشلهِ في حمايتهم.
كنّا نتمنّى ان يُبادر أهالي وشباب المناطق المغتصبة للانخراط في التعبئة العامة لتحرير مناطقهم بدلاً من ان تسيل دماء شباب المناطق الاخرى لتحريرها وبالتالي فبدلاً من تقديم الشّكر والثّناء لهم يتعرّضون لأقسى انواع الطعن بالولاء والهوية والسّلوك من منطلق طائفي دفين وحاقد!.
ان ايّة دعوة ومن ايٍّ كان ترفض مشاركة الحشد الشعبي في تحرير ايّ شبرٍ من ارض العراق الطّاهرة هي دعوة طائفيّة وعنصريّة، ولو لم تكن كذلك فليقبل الحشد الوطني ان ينخرط في صفوفهِ كل مَوصلي ينوي المشاركة في تحرير مدينته من الارهابيّين، بغضّ النظر عن خلفيّته، فلماذا يجوز لِبَعْضٍ ولا يجوز للبعض الاخر الانخراط في صفوفه؟ لماذا لا يتمسّك هذا الحشد بهويتهِ ليكون إِسماً على مسمّى، اوليس هو حشدٌ وطنيٌ كما يقول؟ فلماذا يوصد أبواب التطوّع بوجه شيعة الموصل وتركمانها وغيرهم من المكوّنات التي لها الحق في المشاركة في تحرير مدينتهم كما هو حقٌّ لغيرهم!.
لا ادري لماذا يحقّ له إطلاق صفة الوطني على (حشده) ولا يحقُّ ذلك على حشدِ غيره؟ لماذا هم وطنيّون دائماً وغيرهم عملاء دائماً؟!.
السّؤال السادس: ما هي أهم التّحديات السیاسية و الاقتصادية التی تواجه الحکومة العراقيّة الحالية؟.
الجواب؛ ثلاثة تحديات خطيرة لازالت تواجه العراق؛
الاوّل؛ هو التّحدّي الامني بسبب سيطرة الارهابيّين على عدة مدن، وعلى رأسها الموصل الحدباء.
الثّاني؛ انخفاض سعر النفط الامر الذي تسبّب بهبوط ميزانية الدّولة الى حدّها الأدنى منذ عمليّة التغيير ولحدّ الان، وما رافق ذلك من حالة التضخّم وخفض الرّواتب والمشاكل التي خلقتها هذه الأزمات مع شركات البترول العاملة في العراق وغير ذلك.
الثّالث؛ الفساد المالي والاداري، اذ لازلنا لم نر لحدّ الان (عِجلاً سميناً) واحداً على الأقل خلف القُضبان، على الرّغم من مرور أكثر من عام على إطلاق الخطاب المرجعي للحرب على الفساد عندما دعا الى الضّرب بيدٍ من حديدٍ على الفاسدين.
امّا التّحدّي الاخر الذي بدأ يتفاعل بشكلٍ متسارع فهو موضوعة التغيير الوزاري واعتماد التكنوقراط في ايّة حكومة جديدة مرتقبة.
وأقول انّهُ تحدٍّ كبير لانّهُ ليس من السهولة بمكان تحقيقهِ في مثل ظروف العراق الحالية التي سيطرت الحيتان الكبيرة على المشهد السّياسي طوال هذه المدة من الزّمن التي اعقبت التغيير في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الان.
انّها خطوة ضروريّة بحاجة الى قرارٍ شُجاع لا يأخذ الا الصّالح العام بنظر الاعتبار، امّا المجاملات والمداراةِ وعودة المحاصصة من الشبّاك بعد طردِها من الباب، فلن ينفع شيئاً ولن يغيّر شيئاً من الوضع القائم أبداً.
يلزم الانتباه والحذر فالعراق على المشرحةِ يعاني من أزمةٍ قلبيّة ودماغيّة في آنٍ واحد، فالخطأ التّافه هو خطأٌ قاتل، قد يودي بحياةِ مريضنا لا سمح الله.
اخيراً؛ نسأل الله تعالى ان يجنّب العراقيين المزيد من المعاناة، والحمدُ لله رب العالمين.
والشّكرُ موصولٌ للزّميل العزيز السّيد أمجد الموسوي لاتاحتهِ لي هذه الفرصة الثّمينة لأتحدّث من خلالِها لقرّاء وروّاد الموقع الناجح والمتميّز.
*للاطلاع على كامل الحوار في الموقع الاليكتروني؛
http://mawaqif.net/?p=9690
٢٠ شباط ٢٠١٦
للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat