صفحة الكاتب : علي الدوري

سُنة العراق وحياة لم يعد بالإمكان إصلاحها!
علي الدوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 محنة الإختلاف أمر في غاية التعقيد بين أبناء المذهب الواحد، فصور الصراع المرير من أجل المناصب والمكاسب بات يهدد التنوع العشائري في المناطق الغربية، فبين التراجعات والإنتكاسات تنهال خيبات الأمل السياسية، بسبب النزعة الكتلوية وكأننا نعيش فلماً للرعب ولأسباب غير مفهومة، يتمنى بعضهم أن يتنهز الفرص للإنتقام وهذا ما حدث فعلاً، فهناك مناطق عاصرت صحوة أبناء العشائر وحاربت القاعدة بعصاباتها الهوجاء، لكن بعض الساسة كأن على رؤوسهم الطير لم يأبهوا لتمدد الفكر المتطرف، فاستبدلوا القاعدة بأختها داعش التي كانت أكثر تطرفاً وتكفيراً من غيرها.
مئات من فصول الندم ستمر بمدن الغربية، لأنهم أعطوا الفرصة للإرهاب بالتمدد على حساب وحدة العراق، فرجل السياسة السني بدا وكأنه مستطرق غريب ضيع طريقه، فإقتحمت حياته أفعى سامة لا تعرف معنى التعايش أو الحوار لان التوحش والتطرف والعنف في الجوار، ولم يفكروا لحظة أن هؤلاء القابعين في ساحات الاعتصام سيولون الإدبار ويتركون مناطقهم مستباحة بيد دواعش التكفير.
 إستيبحت الأرض وانتهكت الأعراض على حد سواء، متوهمين بأن دولة الخلافة هي المنقذ لهم ولمذهبهم لكنهم وللاسف وقعوا في فخاخ الطائفية المقيتة، ودفعوا ثمناً باهظاً لهذا التفكير المتهور الذي أودى بحياة الملايين بين التهجير ونزوح وتدمير، حتى قال بعض الساسة: أن مدن سنة العراق باتت حياة من جحيم لم ولن يعد بالإمكان إصلاحها، لان مقدار الخراب والفوضى كان كبيراً جداً دفع بعضهم للهرب الى الدول الداعمة للإرهاب، تاركين القتلة والظلام يجولون بين عشائرهم التي صدقت وعودهم الكاذبة، وهتافهم السخيف (قادمون يا بغداد).  
اليوم الناس من أحبابنا في الرمادي والفلوجة وكل مناطق الأنبار وصلاح الدين، يدفعون ثمن خيانة المتسلقين على أكتاف الطائفية الجبناء، فتجد أن طعام الطفولة عبارة عن حليب اسود وعشب اصفر وخبز احمر، وفكر مفروض بقوة الحديد وإسلام قائم على التكفير والذبح تحت راية دولة الخرافة القذرة، أما طرقات المدن فلا أظنها إلا بالوصف التالي ريف مهجور، وشيخ مقهور وثورة عمياء وملح غامض، وشفاه متحجرة ونقاط سوداء على أرصفة الدمار.
 ساستنا ومن يمثل السنة لم يقرأوا ما قاله أفلاطون: قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه، فانظروا أي أمر تجرأتم على فعله فقد تمزق غربنا، ودمرت مساجدنا وشاخت منائرنا لان آذانها ليس من الإسلام في شيء، فماذا تنتظرون يا سنة العراق ومناطقكم تئن خراباً وعنفاً وهل سيبقى الوضع على ما هو عليه، أم أنكم تنتظرون جحافل الحشد الشعبي لتحرر مدننا ثم أننا أمسينا نقول ما لا نفعل هذا ما يقوله ساستنا الفطاحل عنا.
إذن علينا أن نقوم بثورة عارمة ضد الساسة السنة الذين يتكلمون عن لساننا، ويدعون حرصهم على وحدة مكوننا السني الذي أصبح مبعثر الأشلاء والفكر بسببهم، ولنثبت للعالم أجمع أن سنة العراق لديها من الكفاءات، ممن يمثلها ويدافع بصدق عن حقوقنا، وليس عن الكرسي الملعون. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الدوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/16



كتابة تعليق لموضوع : سُنة العراق وحياة لم يعد بالإمكان إصلاحها!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net