صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

المعرفة المظلومة
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما تمنح الحرية فالاستغلال الامثل هو ان تعمل على استثمار العلوم التي تنفعك في ساعة العسر لا ان تعتمد على ما ينفعك في البلاء وانت في قمة الرخاء، هذا لا يعني ترك المستحبات بل منحها قدرا من الجهد والوقت بعد ما تمنح العلوم المهمة ( فيزياء كيمياء رياضيات حاسوب طب وغيرها) تمنحها ما تستحق ، فاذا كنت في زمن الحرية وانت تجهلها فهل في زمن العبودية سيسمح لك؟
انا لا امانع بناء المدارس الدينية والحوزات والتي انتشرت مع مجهولية العائدية والتمويل لبعضها ولكن اسال كم معهد علمي، مركز بحثي او برامج تقنية الكترونية تم تاسيسها او حتى ورش عمل حرفية بل وحتى نوادي رياضية، الظروف تحتم علينا انتقاء العلوم التي يجب ان نتعلمها ، فمثلا لو تواجدت قرية على نهر او بحر فهل تعلمون ان تعلم السباحة فيها واجب كفائي ، هذا الواجب الكفائي من اجل درء المخاطر التي قد تعترض القرية.
ان ما يلفت النظر الموجة العارمة والتيار الجارف للتاكيد على ادعية وصلوات واحراز ، واعذروني اذا قلت في بعض الاحيان قصص خرافية يتم تداولها من على مواقع التواصل الاجتماعي ، انا اقول يجب ان تمنح المساحة التي تستحقها وهي مهما كانت اقل من مساحة العلوم الميدانية ، دخل رسول الله المسجد وراى مجموعتين الاولى تقرا الادعية والصلوات والاخرى تقرا العلوم فقال المجموعتين الى خير ولكن هذه فاشار الى التي تتعلم العلوم هي افضل من هذه وجلس معهم وقال انما بعثت من اجل العلم ( المعنى وليس النص) .
لا تستبعدوا ان بعض من يضخ هكذا اعمال واحراز هم من اعداء الدين لانهم يريدون ان يبقى المسلمون يعيشون في هذا التخدير، بل ما يؤسف له ان في المكتبات رواج كبير لكتب تفسير الاحلام والاحراز وادعية الرزق وحلال المشاكل ، وكان عقولنا اصبحت حبيسة لهكذا اوراد وادعية وبغيرها لايمكن لها ان تتحرر وترتقي بنا. 
في ليلة القدر سئل الانصاري من احد طلبته ماهي الاعمال المستحبة في ليلة القدر؟ فساله الشيخ ماهذا الكتاب الذي بيدك؟ فقال انه شرح ابن عقيل، فقال له الشيخ اقراه فانه الافضل. غاية الشيخ الانصاري قدس سره هو التاكيد على العلم فانه طريق الرقي والعلا.
هل تعلمون لماذا الغرب متطور ميادنيا لانه يمنح الحرية لشعوبه بل يمنح الافضل لمن يفكر افضل وزد على ذلك فانهم يستقطبون مفكرينا بمنحهم امتيازات توازي جهودهم العلمية ، ومن ثم نتبجح على الغرب عندما يثني على علمائه فنقول لهم بان البعض منهم مسلمين او عرب .
وهل ازيدكم من تاريخنا مثل، عندما قال الامام علي عليه السلام سلوني قبل ان تفقدوني قام احدهم ليساله كم شعرة في راسي؟ بينما عندما راى الامام يهودي يفكر في مسالة فقال له الامام ان اعلمتك بالحل تسلم فقال نعم ، فاعلمه بالحل، فهل تعلمون بماذا كان يفكر اليهودي ؟ كان يفكر في معرفة الفرق بين الحيوانات اللبونة والبيوضة ، فقال له الامام عليه السلام كل حيوان ظهرت اذناه هو لبون ومن اختفت اذناه فهو بيوض .
امنحوا العلوم حقها واغتنموا الفرصة فانها تمر مر السحاب

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/17



كتابة تعليق لموضوع : المعرفة المظلومة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net