صفحة الكاتب : نزار حيدر

(التّهديدات) دليلُ تَورُّط (آل سَعود) بالارهاب
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  لولا انَّ الرّياض تعرف نفسها جيداً انّها متورّطة بشكلٍ مباشر في هجمات (١١ايلول عام ٢٠٠١) الارهابيّة ولولا انّها تخاف الفضيحة وجرِّها لمواجهة القضاء كمجرمِ حربٍ لما ارتعدت فرائصها من القرار المزمع تشريعهُ في الكونغرس الأميركي والذي يفسح المجال لملاحقة نظام القبيلة في المحاكم الأميركيّة، وهو القرار الذي سيُجيز نشر الصّفحات السريّة من التّقرير الخاص الذي صدر عام ٢٠٠٤ بشأن الهجمات الارهابيّة المذكورة.
   انّ تهديداتها بسحبِ أرصدتها من الولايات المتّحدة تشبه الى حدٍّ بعيدٍ (كذبة نيسان) فهي اقرب الى المُزحة الثّقيلة منها الى الْحَقيقَةِ والواقع.
   لم يعُد نظام القبيلة قادراً على التأثير على السّياسات العامّة وفي العلاقات الدّولية، بعد ان تقلّص دور البترودولار جرّاء الانهيار في أسعار النفط في السّوق العالمية، وبعد كلّ هذه الهزائم المتتالية التي مني بها نظام (آل سَعود) في كلّ ملفٍّ دسَّ فيه انفهُ ليخرج مِنْهُ يجرُّ اذيال الخَيبةِ مُمرّغاً انفهُ بالوحلِ، كما هو الحال في اليمن وسوريا على وجه التّحديد.
   فاذا كانت الرّياض قد نجحت بالبترودولار في التستّر على هذه الصّفحات السريّة التي ظلّت مخفيّة في الأدراج الخاصّة مدّة (١٢) عاما عندما ظلّت توزّع الرّشاوى الضّخمة على العديد من مراكز القُوى الرّسمية منها وغير الرّسمية، ومنها الاعلام، فإنّها اليوم فشلت في ذلك بسبب انحسار دور البترودولار من جهة، وبسبب تغيّر أدوات اللعبة الدّولية على صعيد منطقة الشرق الأوسط من جهةٍ أُخرى، الامر الذي يدفع بالولايات المتحدة وحليفاتها الغربيّات للنظر الى الرّياض من الان فصاعداً على انّها صديق من الدّرجة الثّانية او حتّى الثّالثة فلم تعد الحليف التقليدي لهم كما كان ذلك في السّابق.
   انّ واشنطن أعربت اكثر من مرّة عن خيبةِ املِها من نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيّة في الحرب على الارهاب، كونها لم تتعاون بالشّكل المطلوب ولتورّطها في إِفشال جهود المجتمع الدّولي الرّامية الى إيجاد حلولٍ سياسيَّةٍ للملفّات السّاخنة خاصةً في العراق وسوريا والبحرين واليمن وليبيا وغيرها.
   انّ القرار المزمع تبنيه في الكونغرس من قبل الحزبَين، الجمهوري والديمقراطي، يأتي تتويجاً لجهودٍ سياسيَّةٍ واعلاميّةٍ وديبلوماسيّةٍ واسعة بذلها مشرّعون وسياسيّون وإعلاميّون وكُتَّاب ومفكّرون وباحثون هنا في واشنطن لخلقِ رأيٍ عامٍّ لصالح فكّ الارتباط العضوي بين واشنطن والرّياض من خلال نشر كل ما من شأنهِ تاكيد تورّط (آل سَعود) والحزب الوهابي بالارهاب الذي بات يشكّل اليوم تهديداً عالمياً للسّلم والأمن الدّوليّين، بدءً بجلسة الاستماع الفريدة من نوعها في الكونغرس قبل عدّة أشهر والتي استخلص فيها المتحدّثون الذين أَدلَوا بشهاداتهم الموثّقة على ان كلّ الحركات (الجِهاديّة) الارهابيّة المنتشرة في العالم وبمختلف أسماءها ومسمّياتها هي ثمرة لعقيدةِ الحزب الوهابي الفاسدة المتحالف مع نظام القبيلة الفاسد الذي يغطيّه بالمال والسّلطة فيما يغطيّه الحزب الوهابي بفتاوى التّكفير والقتل والكراهية التي يُصدرها فقهاء البلاط تحت الطّلب وعند الحاجة.
   سيُشرّع الكونغرس الأميركي هذا القرار، وستتقدّم أُسر ضحايا الهجمات الارهابيّة بشكاوى ودعاوى قضائيّة ضد نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وضدّ الحزب الوهابي وفقهاء التّكفير للمحاكم الأميركيّة، وسيُجرَّمون جميعهم كمجرمي حرب ارتكبوا أبشع الجرائم الارهابيّة ضد البشريّة لينالوا جزاءهم العادل بإزاء كلّ قطرةِ دمِ مظلومٍ قضى حتفهُ بسبب فتاواهم التي ظلّت تُحرّض على القتل حتى غسلت أدمغة الشباب المُغرّر بهم، فارتكبوا كلّ هذه الجرائم البشِعة.
   {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
   
   ١٦ نيسان ٢٠١٦ 
                       للتواصل؛
‏E-mail: nhaidar@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/17



كتابة تعليق لموضوع : (التّهديدات) دليلُ تَورُّط (آل سَعود) بالارهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net