لا يكاد الإنسان يعيش من دون الثقة فان حياتنا تقوم على اساسها فنحن نثق بمن نتعامل معه بدرجة كبيرة واحيانا نعطيه قيادة أرواحنا قبل أجسادنا ولولا تلك الثقة لما اطمأنت نفوسنا لأشخاص يجرون لنا علاجا قد يصل اثره الى القطع .
لكننا ومنذ فترة ليست قصيرة نشعر بفقدان الثقة بيننا وبين فئة الشباب ولا ندري لم غاب عن علاقتنا معهم الوثوق والاطمئنان فصارت الشكوك بدل الحقائق والشبهات بدل العقائد والاتهام بدل الاتباع والاقتداء ...
هل فقدنا الاسوة في المجتمع حتى رجع الشباب الى نفسه لا يثق الا بها ؟؟ ام تعدينا على احلامه واماله واصبح يصنفنا اعداء بعد ان كنا دائما مساندين له ولا نكف عن الاشفاق عليه والحنو مهما كبر في العمر .
يدعونا هذا الوضع الى العودة الى النفس ومحاولة اكتساب الثقة من جديد لانها سلاح المطيع واساس الاتباع ولذلك كان الانبياء في اعلى درجات الموثوقية بالنسبة للامم التي ارسلوا في زمانها حتى اصبح جميعهم منارا للضالين وكهفا للفقراء والمعوزين .
وكان الشباب في مقدمة اؤلئك الاتباع وقدموا ارواحهم قبل اموالهم ثقة بالمرسل اليهم فكانت النجاة عندهم هو الموت من اجل العقيدة والفوز في نظرهم هو التضحية من اجل المبدا والقيم الانسانية , فكم نحتاج من وقت لنستعيد الق هذا الاتباع الموصل الى التضحية بالنفس الا يجدر بنا ونحن نرغب في قيادة تلك السواعد الجبارة ان نعمل من اجل اعادة الصورة النورانية التي تجسد قيم السماء وتكون محلا لثقة الاتقياء من سباب هذه الامة خصوصا ونحن نعيش حالة خاصة نحتاج فيها الى ازالة جميع الحجب عن نفوس الاتباع ونحن نواجه خصوما اشداء في باطلهم .
وتزداد الحاجة الى ثقة الشباب في مثل هذه الظروف التي يكون الشاب فيها معرضا لشتى انواع الصعوبات في هذه الحياة التي هي سجن المؤمن وجنة الكافر كما نطقت بذلك النصوص والروايات .
والشباب في كل الازمنة كانوا وقود الحدث واداته ومشعله فكانت تضحياتهم هي الاكبر على طول التجارب السابقة وهم اسعد الناس بهذه التضحيات لانهم يشعرون بقيمة ما يقدمونه للاخرين فاذا اضفنا الى هذه التضحيات ثقة بحجم الحدث كان الانسياق الى طريق مذبح الحرية ايسر عندهم واشبه بلقاء الحور العين .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat