دوافع الصراع السياسي في العراق ن ثورة 14 تموز نموذجاً
احمد سامي داخل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في البدء احب ان اتقدم بخالص التهاني بمناسبة ذكرى ثورة 14تموز 1958 . الثورة التي قادها الزعيم الركن الراحل عبد الكريم قاسم والتي عبرت عن فئات واسعة من الشعب العراقي
والتف حولها الملاين من العراقين لرب سائل يسأل كيف ولماذا التف العراقين حول حب عبد الكريم قاسم واضافوا علية هالة من التقديس والرمزية الاعتبارية والكارزما . الجواب يكمن في السلوك السياسي للزعيم الراحل وفي اي موقع اصطف ومن كان اعداءة .
احاول اليوم ان اتحدث عن الصراع السياسي في ثورة 14تموز واثر ذالك الصراع على العراق في المراحل التالية من تاريخ العراق السياسي او الاجتماعي ... لعل الادب العراقي يوضح
جانب مهم من جوانب الحاجة الفعلية لقيام ثورة 14 تموز عبر عنها الجواهري في بيت شعر شهير قيل بحق عبد الكريم قاسم .
عبدالكريم وفي العراق خصاصة ......ليد, وقد كنت الكريم المحسنا .
الخصاصة لغتآ بمعنى الحاجة فما هي حاجة العراق لثورة 14تموز ان الاوضاع الاجتماعية والسياسية في العهد الملكي التي تمثلت بسيادة الاقطاع العشائري وما تمخض عن ذالك من اجحاف بحقوق الفلاحين وهجرة العديد من عوائل الفلاحين الى العاصمة ليشكلوا حزام للفقر ومدن للصفيح في شروط حياة غير انسانية وبلا تعليم اضافة التى تهميش الفئات المتعلمة والمثقفين من سكان المدن وتغيب الارادة السياسية للعراقين حيث ان النظام البرلماني الملكي لم يكن حقيقة فعلية بل هنالك نخبة حاكمة تكونت من مجموعة من الضباط القادمين مع الملك فيصل من سوريا ومجموعة من بقايا الجيش وجهاز الادارة العثماني من الذين تعاونوا مع الانجليز وتحالفت هذة المجموعة مع شيوخ الاقطاع في اطار تبادل منافع فلم تكن هنالك اي عملية تمثيل حقيقي للشعب واذا عرفنا ان نخب الضباط القادمين مع فيصل وجهاز الادارة الذي تشكلت بموجبة الدولة العراقية كان من طائفة بعينها اي العرب السنة فهذا يعني تهميش للبقية الباقية من سكان العراق وهذا ما اشار الية بوضوح كل من حسن العلوي في كتاب الشيعة والدولة القومية وكذالك عبد الكريم الازري في كتابة مشكلة الحكم في العراق من فيصل الى صدام حسين حيث بقيت مشكلة التمثيل السياسي في الوزارات المتعاقبة وفي الجيش قائمة حتى نهاية العهد الملكي كما لم يتم حل مشكلة حقوق الاكراد في العراق وبقي التوتر قائمآ من هنا فأن الارضية كانت مهيأة لحدث مثل 14تموز ومن هنا يمكن تفسير المظاهرة المليونية التي خرجت صبيحة يوم الثورة .
بعد الثورة لابد ان يكون هنالك صراع فتلك خصائص الاشياء وطبائع الامور فأذا بتكتل يتكون من الذين تضرروا من سياسات الثورة في الاصلاح الزراعي والطائفين والشوفينين العنصرين يسندهم ويدعمهم الجهد الاستخباري الدولي المنزعج من تأميم بعض المصالح النفطية والخروج من منطقة الاسترليني وحلف بغداد يتكتل حول البعث وعبدالسلام عارف وبدعم اقليمي من مخابرات عبد الناصر وعلى رأسها الجلاد صلاح نصر فتتولى المؤامرة تلوا المؤامرة ضد زعيم عاش الزهد والعمل من اجل المستضعفين كأن روح ابي ذر الغفاري عادت الى الحياة .
من هنا يمكن ان نفسر حجم المقاومة الشعبية التي انطلقت من ناس بسطاء ضد المتأمرين والانقلابين وقد خلد هذة المقاومة الشاعر عريان سيد خلف في قصيدة في العام 2005 في نادي العلوية .تصور حجم التعاطف ونوعية المتعاطفين الذين حملوا السلاح دفاعآ زعيم كان زاهدآ منحازآ للبسطاء وانتقد انتقاد المحب الزعيم بسبب تساهلة في القضاء على المتأمرين
صَدِك موملامه.. وتعداك اللوم
بس جمرة عتابة اتمشكلت بيها
يا سيد العفة ويانزيه الروح
ويارمز الشجاعة.. الحّد تواليها
يملاكَي الرصاص اعيونك امورثات
زلم الغدرتك.. ما ظن زلم بيها
الزلم تولي وتعف.. ونته الطلكَت اركَاب
جان الموت حكَـ.. امفصّل عليها
وجان الوطن يلهب.. والجموع اتصيح
اعدم.. والخطورة اتساهلت بيها
من هنا فأن عهد مابعد عبد الكريم شهد تراجعآ وعودة الى الوراء لكل ماهو مشرق وانساني وعادت سلوكات الغدر والتزلف للحاكم لتكون اساس في التعامل واصبح منهج تصفية الخصوم السياسين جزء من الممارسات التي تسلكها السلطة وولدت ثقافة العنف والقمع والارهاب والحروب
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
احمد سامي داخل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat