صفحة الكاتب : اسعد كمال الشبلي

التحالف العابر..ضرورة وطنية
اسعد كمال الشبلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وفق التشكيل السياسي المعمول به بعد 2003 كانت ولاتزال ثلاثة تحالفات محورية وأساسية تمثل المكونات العراقية الرئيسية (الشيعة،السنة،الكرد) الا ان تلك التحالفات لازالت تفتقد الى التوافق الداخلي ووحدة القرار.
ومن افرازات التخبطات الداخلية  لهذه التحالفات الثلاث بسبب تعنت بعض الاحزاب ومحاولاتهم للتفرد في القرار واقصاء المنافسين، عانى النظام السياسي العراقي كثيرا من التخلخل وعدم الاستقرار بل أنه أصبح مؤخرا مهددا بالانهيار !
ومن أجل معالجة الموقف وعبور الازمة وتأسيس لبنات بناء سياسي رصين وانسجام وتكامل بين السلطات الثلاث دعى رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم في خطابه المفصلي لهذا اليوم، الى تأسيس تحالف ائتلافي وطني عابر للطوائف والقوميات.
كانت دعوة جريئة جدا ومتجردة من كل الاعتبارات الانتخابية والمزايدات السياسية، فربما سيعترض الكثيرون من المزايدين السياسيين على هذا الخيار بحجة أنه سيكسر عصي المكونات وخصوصا عصى التحالف الوطني الممثل للغالبية الوطنية، الا ان السيد الحكيم  عندما أطلق هذه المبادرة وباسم تيار شهيد المحراب،كان واثقا من ان الاستمرار بتحالف وطني ضعيف وهش لا يصب في مصلحة مسار العملية السياسية والحفاظ على المنجزات، فلم يتفق التحالف الوطني على اختيار رئيس له ولم يصدر في يوم ما قرارا مصيريا ومفصليا باسم التحالف، بل أن دوره حجم في عملية تشكيل الحكومات فقط لاغير!
ان دعوة السيد الحكيم الى تشكيل هذا التحالف العابر تمثل خطوة لافراز المفسدين وأصحاب المشاريع الشخصية من داخل التحالفات الثلاث والذين تسببوا بواقع مأساوي واراقة دماء لابناء الوسط والجنوب، والنزوح وضياع الارض والمعانات الانسانية التي لاتوصف لابناء المناطق الغربية المشردين اليوم، وكذلك فانه تسبب بصخب جماهيري كردي غاضب لتأخر صرف رواتب موظفي الاقليم لعدة شهور بسبب سياسات رئاسة الاقليم التصعيدية مع حكومة المركز.
فجاء الحل بصوت حكيمي يمثل قرار الوطن الاصوب في دعوته لان يلتقي جميع من يريدون الاصلاح بصدق عند مشروع وطني  يجمع أغلبية مناسبة تمثل الشركاء الاقوياء في مكوناتهم ممن يؤمنوا بالعراق الواحد لكي يتمكنوا من تدعيم الاجراءات الحكومية الاصلاحية ويوفروا لها الاطر الدستورية والقانونية عبر تشريع القوانين واصدار القرارات.
ومما اراده الحكيم ايضا لهذا التحالف أن يكون متفقا على مساحات الالتقاء التي توفر الارض الخصبة لنمو الاصلاح وتدعيمه، وكذلك فان على هذا التحالف أن يكون متفاهما في مساحات الاختلاف ،فالاختلافات الطائفية والقومية يجب أن تذوب هنا ويتكلم الجميع باسم المواطن العراقي المظلوم طيلة الحكومات المتعاقبة، فالانتماء للوطن لايعني خلع الرداء الديني او القومي لهذا المكون او ذاك، فلكل مكون خصوصيته ولكن هذه الخصوصية يجب أن ترسم الثوابت ولا تؤثر سلبا في التوافقات الوطنية وتفاصيل العمل السياسي.
من المرجح أن يتلقى هذا المشروع ترحيبا كبيرا من قبل جميع الاطراف ذات النوايا الصادقة  وسيكون فيما لو طبق مشروع الخلاص من بؤر الفساد والمحسوبية وبداية لمرحلة تاريخية ومفصلية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد كمال الشبلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/05



كتابة تعليق لموضوع : التحالف العابر..ضرورة وطنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net