الربيع العربي وقدره السيء(6)
علي السواد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تونس البداية - القسم الاول
ربما الكل يعرف ان بداية الربيع العربي قد انطلقت في تونس بعد الدراما الاليمة التي كان بطلها بائع الخضار المتجول الشاب النحيف محمد البوعزيزي، الذي احرق نفسه في مكان عام محاولا لفت انظار الشارع التونسي الى مدى الظلم الذي لحق به بسبب سلطة مستهترة بانسانيته وانسانية جميع ابناء شعبه.انها دكتاتورية الرئيس زين العابدين بن علي الذي رفض التفاهم او اي حوار حول السلطة بل اصر ان يبقى يمارس الدكتاتورية والانفراد بالحكم، بعد ان تأكد له.
ان الولايات المتحدة الامريكية ليس لها اي رغبة بان تكون ضده فأي لحظة طالما هو مطيع ومنسجم مع سياستها. وهي ايضا بدورها كانت متأكدة من اخلاصه لها وكضامن وحامي لمصالحها اما مصلحة الشعب التونسي فهي اخر ما تهتم به اوغير معنية بأي وضع يكون عليه الشعب التونسي هو او غيره ولكن الاحتجاجات التي اندلعت في كل شوارع ومدن تونس تقريبا قد افقدت الدكتاتور القدرة على ان يستعيد السيطرة قبل انهيار سلطته ونظامه بالرغم من كل محاولاته اليائسة.
في استخدام قوة السلاح لارهاب المحتجين وزعزعة ارادتهم لكنه فشل في كلها ولم يبق له الا ان يمارس التملق العلني والخضوع المهين فصار يخفض اسعار الخضروات كالفجل والبصل والحليب والبيض والخبز واللحوم والاسماك، ومع كل هذا فلم يستطع في ذلك ان يحقق اي شيء ولا حتى اي اختراق ولو بسيط بين صفوف الشعب وهكذا وبدأت الاحتجاجات تزداد قوة وكثافة وانتشارها امتد وتوسع بشكل داهم، حتى اصبحت كل جغرافية تونس خالية من اي مظهر من مظاهر سلطتة لقد انهار بن علي والذي اصبح ليس له اي وجود او اي تأثير على مسرح الاحداث.
سوى انه محاصر في مخبأه بعد ان عرف ان فرنسا والولايات المتحدة الامريكية ليس في وسعهما ان يساعدوه او ينقذوه من ورطته بعد فشلهما المحرج في تغير سير الاحداث لصالحهما ولم يستطيعا ان يستمرا في مشاهدة قمع الاحتجاجات، مما ادى الى التنصل من مواقفهم السابقة كي لاتنكشف فضيحتهم واضطروا اخيرا ان يعترفوا بالاحتجاجات ويعتبروها شرعية وتستحق المساندة والاقتراب منها وهذا ماحصل بالضبط و كان واضحا من خلال تحرك المسؤولين الامريكان باتجاه اجراء المقابلات على الفور لضبط ايقاع الاحداث لكي لاتفلت منهم الامور.
وتخرج عن القدرة والتحكم في نتائجها وحصلت لقاءاتهم مع القوة التقليدية في تونس وفي مقدمتهم حزب النهضة الذي تنتمي كوادره الى التنظيم العالمي لاخوان المسلمين بقيادة الشيخ راشد الغنوشي بعد رفضهم الصريح لقوى اليسار والعلمانية مفضلين عليهم الاسلاميين المتزمتين يبدو هذا توجه او سلوك جديد للولايات المتحدة الامريكية لجعل الاسلاميين يحكمون ولو بكل وسائل التخلف ساعود الى الموضوع الاساسي وسنشرح لاحقا كل ما يخص سياسة وصول الاحزاب والحركات الاسلامية وبالتالي كان هذا الاجراء او هذا التلاقي بالمصالح بين الولايات المتحدة الامريكية.
واخوان المسلمين . فهو بداية مشؤومة وانتهازية مكشوفة والتفاف مقصود على الحراك الشعبي وقضم استحقاقه وطرده من لحظة تاريخية كاد يقرر فيها مصيره ويحدد معالم حياته السياسية الجديدة و لكن المتدخلين والفضوليين في شؤونه كانوا كثر وفي طليعتهم الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام لتخريب اي جهود تتحدث او تتمنى ان تؤسس حياة مدنية وحياة ديمقراطية تحقق مفهوم او مبدأ تداول السلطة بطريقة سلمية ويصبح الشعب هو الرقيب ونخبه الفكرية والحزبية تتنافس عبر الانتخابات النزيهة الخالية من اي ارادة قسرية لاتعترف بالنظام الديمقراطي وحرية التعبير.
علي السواد
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي السواد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat