صفحة الكاتب : علي السواد

مدمن المظاهرات الفاشلة
علي السواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في كل يوم جمعة تقريبا السيد مقتدى الصدر،يندد بالفساد ويدعو جماهير التيار الصدري والعراقيين بشكل عام الى التظاهر،والجماهير لا تتردد بالحضور ومن كل محافظات العراق تقريبا للمطالبة بالاصلاح والتغيير،بعد فشل العملية السياسية التي تفاقم فسادها حتى فقدت اهميتها عند اكثرية العراقيين الذين خدعوا بشعارات التحرير سنة 2003،ومن هنا استغل السيد مقتدى الحالة العامة لتذمر العراقيين ليكون الزعيم الشعبي الاقوى والاكثر ازعاجا للنظام الحاكم،بفعل التظاهر المستمر،وان يتوقف التظاهر احيانا بعض الوقت وقد تطول مدته او تقصر،ولكن بشكل عام المظاهرات والاحتجاجات التي يقودها السيد مقتدى من اكثر الفعاليات الجماهيرية و الشعبية استمرارية ضد نظام الحكم الطائفي.
ولكن للاسف المظاهرات لم تحقق اي شيء ايجابي للمصلحة العامة ولم تؤثر تأثيرا ايجابيا في سلوك العملية السياسية الطائفية وبسبب هذا نحن الان، نتمنى من السيد مقتدى الصدر ان يغير اسلوب تعامله لكي تتم الاستفادة من الجماهير وهي في ساحة الميدان او في ساحات التظاهر لتحقيق مطالب وحقوق كل الناس في العراق، دون تأجيل او مساومات،اما ان تبقى المظاهرات مجرد تظاهر من اجل المظاهرات فهذا تخريب وعبث في مشاعر الجماهير التي قد يصيبها اليأس فأي لحظة وبالتالي اما ان ترفض السيد مقتدى او تتخلى عن تحمل المسؤولية كحال الاكثرية من العراقيين الذين هم في حالة اليأس الشديد وهذا مالاينبغي ان يكون على الاطلاق واذا تخلت الجماهيرعن مسؤوليتها اوعن دورها فبالتاكيد قيادة التيار الصدري هي التي تتحمل ذلك،وتتحمل ايضا المسؤولية بسبب علاقتها المشبوهة مع حزب الدعوة وباقي التنظيمات الشيعية العراقية التي ثبت ولاءها الى النظام الايراني.
 المعادي للعراق،ولهذا على السيد مقتدى ان يغير من اسلوب معارضته لكي يبدأ بمواجهته الحقيقية مع النظام الفاسد ان كان فعلا يشعر بظلم العراقيين،لان اسلوب التظاهر السابق قد انتهى مفعوله وفقد اهميته بسبب تكراره، حتى تحول الى عمل روتنيني والنظام قد اعتاد عليه لانه لم يؤثر عليه ولم يخضع فيه لتنفيذ شروط المتظاهرين لكي يستجيب الى الاصلاحات ومحاربة الفساد.وبالتالي يجب الانتقال الى مرحلة العصيان المدني الشامل او الى الاضراب الشامل،لان قادة الفساد وقادة الميليشيات لاتنفع معهم الوسائل السلمية بل تنفعهم معهم التهديدات والقوة.لكي تتنزع منهم حقوق العراقيين الم يطاح بنظامهم الفاسد بعد ان فشلت المظاهرات السلمية،على اجبارهم لتحقيق رغبة الجماهير التي تطالب بتحقيق العدالة والقانون.
منذ 14عاما الكريهة بكل تفاصيلها والنظام يتهرب ولايريد ان يعترف بحقوق الانسان العراقي،وهذا سببه ان زعيم المظاهرات هو من استهان واساء الى اهمية المظاهرات لانه لم يكن خصما حقيقيا للعملية السياسية ولم يكن خصما حقيقيا لقادتها ولهذا سوف لن ولم يحصل اي تغيير لاوضاع الفساد وهذا الدليل الاول،اما الدليل الثاني، فأن السيد مقتدى،فهو شريك في العملية السياسية منذ بدايتها والى الان هو في حالة الارتباط والترابط  معها بحيث التيار الصدري مشارك في كل الدورات البرلمانية ومشارك ايضا في كل الحكومات الخمسة،التي تشكلت منذ الاحتلال الامريكي وبالتالي كيف يستطيع التيار الصدري تبرير مثل هذا التناقض المهين لمفهوم الوطنية والمهين للمصداقية التي يدعيها؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/07



كتابة تعليق لموضوع : مدمن المظاهرات الفاشلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net