كلنا قد سمعنا أو قرأنا الحادثة التي وقعت في معركة صفين حينما انخدع جيش امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)
وانطلت عليهم حيلة معاوية وعمرو بن العاص برفع المصاحف بعد أن كان النصرُ قاب قوسين أو أدنى منهم وبعد أن بات الخلاص من رأس الشر والذئب الجاهلي معاوية اقرب من حبل الوريد ولقد عبر مالك الأشتر عن ذلك بقوله ( بيني وبين خيمة معاوية عدوة فرس)..!!
ولكن ما الذي حصل حتى انقلبت موازين تلك المعركة رأساً عَلَى عقب ..؟؟
إنه الجهل وعصيان القيادة السماوية المتمثّلة بسيد الأوصياء علي بن ابي طالب ع.. ؟!
نعم للأسف فلقد قام هؤلاء الهمج الرعاع بقتل النصر الذي كان هو النتيجة الحتمية لهذه المعركة الطاحنة .. قتلوه لأنهم لم يفهموا أو يعرفوا معنى قيادة إلهية معصومة عن الخطأ لم يكونوا يعرفوا من هو علي بن ابي طالب ...!؟ مع العلم بأن الإمام حذرهم من مغبة هذا العصيان وبين لهم خطورة هذه المؤامرة ولم يبخل عليهم بالنصيحة ... مع كل هذا أنصتوا لكلام المنافقين وذوي الاطماع أمثال الأشعث وعمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وكانت هذه الأنتكاسة هي السبب في دمار الأمة والأساس لسفك دماء الآلاف المؤلفة مع الاسف !
كم كنّا نتألم حينما نقرأ أو نسمع عنها وكنا نلقي اللوم عَلَى هؤلاء ونكلم أنفسنا ونردد كلمتنا المعهودة ..( لو كنّا حاضرين لما فعلنا هذا العمل المُشين الذي يُدمي قلب إمامنا علي عليه السلام) !؟
مع العلم بأن الإمام كان يُمثل القيادة الربانية .. القيادة التي تضمن سعادة الدنيا والآخرة لمن اتبعها.. ولكن ومع كل هذا وذاك عصوها وقبلوا بتحكيم الحكمين ( ابو موسى الأشعري وعمرو بن العاص) ووقعت الطامة الكبرى وخُلِعَ الإمام أبي الحسن والحسين من قبل أبي موسى الأشعري (لعنهُ الله )
وقام الآخر (عمرو بن العاص )بتثبيت صاحبه معاوية (لع)
والأعجب من هذا كله هو أنهم لاموا الأمام وكفروه وقالوا له بِكُل وقاحة لقد كفرت يا علي ..!!!؟
فقد حملوا الإمام تبعات أخطائهم عَلَى الرغم من أن الأمام قد حذرهم وبين لهم عاقبة فعلهم هذا .. رجعوا يلقون اللوم عليه ..!!
الآن وقد مر أكثر من أربعة عشر قرن عَلَى هذه الحادثة وقع الكثير منا بنفس الخطأ فبعد أن بات القضاء عَلَى رأس الإرهاب داعش خطوات قلائل تمردنا عَلَى القيادة الإلهية وبنفس الأعذار والذرائع التي قدمها أهل صفين مع الاسف وصرنا نُصغي لأبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص ..! وصرنا نلقي اللوم عَلَى القيادة الإلهية ونتهمها بالسكوت عَلَى الرغم من انها (بُح صوتها)..!
وتركنا معاوية يُفجر ويقتل وينتهك الأعراض والحُرمات وسمحنا لعمرو بن العاص بأن يسرق مقدراتنا ويتلاعب بأموالنا كيف يشاء وصرنا نهتف لأبي موسى الأشعري لأننا أنخدعنا بلحيته الطويلة ..!؟
هل يتكرر نفس المشهد وتنطلي علينا خدعة رفع المصاحف ..؟؟؟
أم أننا سنقف مع علي بن أبي طالب زمانه الى آخر المعركة لكي لا يهرب معاوية وينجو مرةً أُخرى
فمتى نستوعب الدرس ياتُرى ؟!