شهادة الدكتوراه والماجستير رغبة لزيادة الراتب لا العلم !
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العلم يكثر ولاينقص والعلم يحرسك ولاتحرسه وبالعلم يزداد عدد المحبون , هذه مفردات من اقوال الامام علي عليه السلام عندما سأل ايهما افضل العلم ام المال , في كل دول العالم ولااستثني منها الدول الفقيرة ان عملية النهوض والبناء تتطلب التضحية والادراك والاحساس العالي بالمسؤولية , وان تجعل الحاضر والمستقبل مرأة تكشف لك عيوب الماضي لتنطلق بثقافة علمية وان تشجع جميع الجوانب الاجتماعية بدون استثناء ولايصبح هنالك فراغ يتم من خلاله انشاء جيل متخلف , كما فعلته الدولة العثمانية في العراق واثناء حكمها الذي دام اربعة قرون واهتمت بالجانب الامني والعسكري وتركت المجال الصحي والتعليمي من مسؤولية الشعب وانتشر الجهل والآمية والبؤس والمرض بسبب الاهمال الشديد , وتكرر الحال في حكومة البعث لسنوات عديدة , ونتج عن ذلك تخلف كبير من جميع النواحي العلمية والثقافية والصناعية , ان الحضارة والتقدم العلمي لايتم الرقي فيه الا ان يكون هنالك تنافس وابداع في المجال العلمي والصناعي والزراعي تتصارع هذه الجوانب لااظهار الاحسن ثم الاحسن وهكذا تتقدم الحضارة دون ان يفاجىء بها الانسان ويبنى المجتمع عن طريق التنافس والابتكار العلمي لاعن طريق الجمود ومنع دخول الاجهزة الحديثة او النشرات والمجلات الخاصة بالمعرفة واقامة المؤتمرات ,وكل هذا لايأتي من فراغ بل من تفكير مستمر نابع من عقلية في طور النظرة المستمرة للآحسن , وللشهادة الدراسية دور مهم في بناء المجتمع وجوانبه الثقافية والعلمية وحسب قوة التحصيل والمعرفة واسلوب التعليم ومنحها لهذه الشهادة, كان حصول اي شهادة في عقد السبعينيات لايتم الا عند الجهد والمثابرة والمذاكرة والحضور المستمر في دوام المدرسة فتطلب منهم ترك اعمالهم والانتباه والتركيز كي يحصلوا على الشهادة لما لها من قيمه معنوية لامادية ومرموقة بين المجتمع , وفيما يخص الشهادة الاولية الجامعية فكانت صعوبة الحصول عليها لعمق الدراسة الاكاديمية والمناهج التي لم تعرب في وقتها وربما كانت صعوبة الحصول على الكتب اوارتفاع اسعارها,على العكس اليوم الذي مانراه في جامعاتنا العراقية وكما وصفها الكاتب خالد محمد الجنابي بمقاله ( من ينقذ الجامعة المستنصرية ) الذي اشار فيه الى المناهج الدراسية التي اكل الدهرعليها وشرب, اما فيما يخص بالحصول على شهادة الماجستير والدكتورا فكانت هنالك انظمة واختبارات عالية يتم من خلالها قبول الطالب , واكثر المتقدمين للحصول على هذه الشهادات كانوا يرمون تطوير اختصاصاتهم والعمل المستمر وحب المعرفة والعلم دون حدود , ومانصطدم به اليوم هو مجموعة كبيرة جدا" حصلت على الشهادات الجامعية في ظروف غير مستقرة مرة على البلد ومنحوا هذه الشهادات دون جهد متميز وعناء وبحث علمي وخلال فترة 2004ـ2009 ,وتربعوا على مراكز مهمة في مؤسسات الدولة , ناهيك عن شهادة الماجستير والدكتورا والتي اصبح الحصول عليها بشكل ميسور جدا" ولايكلفك تحصيلها عناء او سهر او سفر خارج العراق كما كان في السابق للبحث عن المصادر , وربما تجد نسخ موجود ومطبوعة عند معظم مكاتب الطباعة جاهزة وانت تختار العنوان والآسم , اما شهادة الدكتورا فتنبهر عندما تسمع اثنان يتحدثون بالسيارة او في مكان عام وتفتقد الى علمية حديثهم وضعف معلوماتهم الاختصاصية بسب عدم اكتسابهم للخبرة العامة, ومااكثر عددهم وقد حضرت مؤتمر اقيم في احدى كليات جامعة بغداد فلم اجد بجانبي من هو بمستواي العلمي البكلوريوس الا انا الوحيد وبعض منهم القليل جدا" وجلسوا الى جانبي من اليسار واليمين الدكتور الفلاني والدكتور ابو الفلان والباحث والاستاذ الماجستير واغلبهم من الشباب,وهذا قد يكون احد الامور السلبية تحسب على المؤسسات التربوية العليا وتسمح بذلك لقبول بعض العناصر من الاحزاب دون الاختبار ومنحهم لهذه الشهادات العليا , علما" ان اكثر الحاصلين على هذه الشهادات هو لاغراض زيادة الراتب او الحصول على درجة وضيفيةعلياوهذا ماكده احد الدكاتره (الشهادة هي تحسين من الوضع المادي وتجعلك تعيش في رفاهية ), هذا مفهوم شهادة الدكتورا عند الكثير وليس القليل , ولااستغرب ذلك ابدا" لان شهادة الاعدادية لسنة 1978 تعادل الماجستير لسنة 2006 من حيث الدراسة والبحث والمناهج التعليمة الهادفة , وقد تجنب الاستعمار في غزو الدول او الشعوب التي يكثير فيها حملة شهادة الدكتورا خوفا" من اصلاح الناس وتأثيرهم العلمي وتعميق وعيهم بما اكتسبوه من ثقافات وافكار تؤثر باساليبهم على المجتمعات وتبعث فيهم حب الوعي التراثي وكيان اممهم نتيجة ما حصلوا عليه من علوم ومعرفة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat