صفحة الكاتب : صباح محسن كاظم

الزهراء والمرأة---- دراسة
صباح محسن كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقدمة: 
ثمة أسئلة ملحة عن دور المرأة المسلمة الواعية في التنشئة الاسرية والمجتمعية وبناء المجتمع الصالح في عصر العولمة ،والتغيرات الكبرى في البنى الاجتماعية.. والاقتصادية..والثقافية.. وتسارع نمط ايقاع الحياة السريعة بإتجاه إلغاء القيم والموروثات والهوية التي تحملها المرأة،وبالتالي نسف القيم ..والمثل.. والمباديء.. التي ترتكز عليها المجتمعات الاسلامية ؛ تناولت في هذا البحث دور المرأة في ترشيد القطاع النسوي الذي هو نصف المجتمع وفي ظل الحروب تزيد على المنتصف وتتحمل أعباء فقد الاب، والزوج، والاخ ..وتتضاعف انتاجية العمل التربوي في الاعداد
في البناء الاسري ،والاجتماعي لتتحمل أدواراً مضاعفة بالطبع لدور المساجد ،والحسينيات ،ومعاهد البحث الفكري ،والروابط النسوية، واصدار المؤلفات الروحية ،والاخلاقية، والتربوية ،وعقد المؤتمرات والندوات، والاهتمام بكرامة المرأة العاملة، والمشاركة كرديف في صنع الحياة مع الرجل يعد إسهامة كبرى في دورها الايجابي التنموي ،والتخطيطي لصنع الحياة الابهى والاجمل والانقى..؛ كذلك تناولت العولمة وتأثيراتها السلبية في اشاعة الرذيلة ومحاولة تمزيق نسيج الاسرة، وموقف النخب النسائية من مقاومة زحفها ،وهبوب الرياح التي تؤدي الى تحطم القيم
الاجتماعية بجعل المرأة سلعة تباع وتشترى بثمن بخس وجعلها مستودعا واناءً للغرائز ودور المرأة في التصدي لمشروع التغريب  التي تعمل الدوائر الاخرى الى جرجرة رجل المرأة للوقوع في أحابيلها وشراكها،وعرجت في بحثي على دور النخب النسوية في  تحصين المجتمع من الانحدار والتسافل بإتباع الهوى والرغبات وخطوات الشيطان مع ملاحظة الخطوات الكفيلة في صيانة القطاع النسوي في الوقوع في فخاخ الشهوات والملاذ الفانية،وفي  الفصل الاخير تناولت دور النخب النسوية والمجتمع بالاقتداء بسيدة نساء العالمين((فاطمة الزهراء)) والتخلق بآداب الزهراء
،عبادتها،ورعها،تقواها، مطالبتها بالحقوق كفدك  نموذجاً ،علاقتها الزوجية،تربيتها للحسنين وزينب -عليهم السلام-وبالتراث الخالد والزاخر في تنمية وتطوير الاداء النسوي من خلال الاقتداء بالنساء القدوة من تراثنا الزاخر ومن النساء العظيمات التي جادت بهن مراحل التاريخ الانساني وقد رسم القرآن الكريم من خلال آياته الدور العظيم للمرأة من خلال اقترانها بكل الايات الشريفةحين النداء الى المؤمنين والمؤمنات دون استثناء شريحة معينة وبهذا وضعها بالمكان اللائق لها،وكما ورد عن المصطفى الخاتم -صلى الله عليه وآله- الجنة تحت اقدام الامهات 
 
  
 
 
الأم ومشعل البناء الاسري والركيزة الاساسية فيه: 
 
  
لاريب إن للمرأة سحرها الأخاذ على الطفولة في التنشئة الاسرية ،لما لها من الحنان والتلازم الحياتي الذي يوطد أواصر المحبة والتآلف بين مكونات الاسرة الواحدة،بالطبع هناك مؤسسات كثيرة تشترك مع الام في التنشئة الاجتماعية كالمدرسة مثلا،وتأثيرات المحيط في تكوين شخصية الفرد ولانغفل الصفات الوراثية والمكتسبة من المجتمع في صقل الانسان 
 
وإذا كانت الأسرة هي النواة  والبذرةالأولى لعملية التنشئة الاجتماعية  والتنشئة الاسرية والتي تتولى تنشئة أطفالها  وفلذات أكبادها في الاعداد التربوي لمراحل التنشئة العمرية المختلفة، كذلك العوامل التي تؤطر الاخلاق بأنساق مختلفة  
 
فالمؤسسات التعليمية من رياض الاطفال إلى المدارس الابتدائية وصعوداً تقوم بوظيفة التربية بكافة مجالات الحياة والصقل الاجتماعي مرادفاً لدور الام في الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المتنوعة الدينية أو المدنية، فلها الدور الكبير في عمليات الضبط الاجتماعي ..والرقابة.. والتنشئة الاجتماعية ..والمؤسسات الاقتصادية الصناعية ،والزراعية، والتجارية ..تقوم بجوانب هامة من الوظيفة الاقتصادية التي أصبحت الأسرة الإنسانية تعجز عن القيام بها .بعد تعدد حاجات الفرد النفسية وإزدياد التنوع الحياتي الانساني هنا مكمن الخطر فإذا كانت المؤسسات
التربوية الدينية في تعليمها تقوم على إلغاء الاخر المختلف عقائدياً ستؤدي دوراً سلبيا كارثيا في التربية والتنشئة كالفكر السلفي التكفيري إنموذجا للعزل الاجتماعي وتخصيب الكراهية ضد الآخر وزرع بذور التفرقة الطائفية.. وإذا كانت المؤسسات تعمل بجد مرادف لدور الام والاسرة في بناء المواطنة وإحترام الاخر المختلف عقائديا تسمو بالبناء الاسري الذي لبنته وميدان عمله الاولى هي مفقس الفضيلة -الام- ذات الدور الاهم في صناعة الاجيال  
 
  
إن مسايرة التقدم ،والمدنية، والاخطبوط الصناعي، ومسايرة عصر السرعة ،والمحاولات الحميمة للقفز على العادات القديمة و التقاليد الموروثة في البناء الاسري ودور الام  الريادي فيه من خلال خروج المراة للعمل و ابتعادها عن بيتها وتربية الاولاد و استمرار الرجل فى العمل ليلا و نهارا وإنقطاعه عن تواجده في الاعداد الاسري ربما تغير مسار الاخلاق الفاضلة للأبناء، وطريقة تفكيرهم، وسلوكهم السوي ، بالاضافة الى ما يعانية  الازواج من ضغوط نفسية و عصبية  في الحياة العامة فضلا عن التمرد والمراهقة والتأثر بالصرعات والموضات و الرغبة فى 
  اثبات الذات من قبل المراهقين  تعد من العوامل الدالة على انفصام البناء الاسري ،ومن ثم اهمال مسؤوليات الاباء  تجاة ابناؤهم 
   لكن لو تذكر الرجل و المراة قول الرسول علية الصلاة و السلام( كلكم راع و كلكم مسؤل عن رعيتة............... الحديث.) 
 
وللنخب النسائية الواعية،الملتزمة بالخط الرسالي مشاريعها في التنمية الاجتماعية بكل الميادين،الدوائر الحكومية،الوزارات،الجامعات،التعليم الثانوي والابتدائي ففي كل تلك الميادين 
 
تجد  أحياناً بأن العدد أكثر من الرجال وبالتالي فدور النخب النسائية القيادي يحتم عليها الاندكاك والتفاعل في حل الازمات،وفي التوجيه الصحيح،وعدم التغاضي عن السلبيات ،فالمرأة الانموذج هي الفاعلة المؤثرة من خلال فرض شخصيتها وإحترامها على العاملين معها،فكم من مديرات للمصارف،ومحاميات،وتدريسيات جامعيات أو في التعليم الابتدائي والثانوي..فهذا الحشد
النسائي الهائل لو عمد على توعية النصف الاخر،بالتأكيد ستكون النتائج مرضية من خلال
   التوعية العقائدية لدى المرأة ،وتغذية  الوازع الديني وعدم 
  تحدي التقاليد والأعراف والآداب الاجتماعية التي تربى عليها المجتمع العراقي والعربي والاسلامي والشرقي بشكل عام افتقاد العلاقات الأسرية للثقافة والوعي و افتقادها ايضا للحوار العائلي فذالك كله يجعل الأسرة مشتتة، ومن ثم تصبح قرارات الأبناء منفردة نتيجة فشل الأبوين في التربية،فلقد استقى المسلمون السيرة العطرة في التربية الاسرية للبضعة المعصومة ام ابيها والجلدة بعينه وروحه التي بين جنبيه،في الخصائص الاخلاقية في التعاون بين الزوج والاولاد والبر بالوالدين التي جسدتها الزهراء البتول وآل النبي الحسن والحسين وزينب وقد اكتسبوا خصالهم من امهم الزهراء-عليها السلام- في سيرتها المقتبسة من   الإسلام، وأكد حق كل فرد من أفراد الأسرة خاصة الوالدين حيث جعل برهما مقترنا بالأمر بتوحيده و عبادته ، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} الإسراء: 23 وقال أيضا: {أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير} لقمان: 14 ، و أوجب التلطف بهما والصبر على أذاهما و أن كانا مشركين ، فقال سبحانه {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} لقمان: 15.   كما عظم الإسلام حق الأبناء وأوصى بضرورة رعايتهم وحفظهم خاصة البنات ، فالبنت في الإسلام لم تعد عارا يجب التخلص منه بل أصبحت وسيلة إلى الجنة وسترا من النار. ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن واطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة). 
 
 
كذلك تعمل النخب النسائية على مستويات متعدد: 
     
1- التثقيف المتبادل والتعاون مع النساء في الاوساط المختلفة على البناء الاسري والاجتماعي بشكل غير منفصل -كما اسلفنا الاسرة عماد المجتمع-من أجل بناء أسرة متينة وقوية 
 
ومجتمع متماسك من أجل الارتقاء الجمعي بالاسرة والمجتمع معاَ 
 
وقد ركز ديننا الإسلامي الحنيف على أهمية التفاهم واحترام الآراء بين الزوجين لبناء أسرة قوية وسعيدة تقوم تقارب وجهات النظر بين  على المرأة وبدورها الايجابي في  
 
  وقد جعل الله من صفات العلاقة بين الزوجين المودة والرحمة وذلك بقوله عز وجل في القرآن الكريم: {وجعل بينكم مودة ورحمة} الروم: 21 لذا فإن مبد الاسرةألمثالية الحوار الإيجابي عماد هو مبدأ عظيم وضرورة مهمة لبناء  الاسرة الصالحة وبالتالي
 يوفر المناخ الملائم الى المجتمع الصالح 
 
 
 
 
      2- سد منافذ التصدع الاسري والاجتماعي من خلال النخب النسائية التي تستوحي قيم التراث والموروثات الاخلاقية الاجتماعية وتوظفها  لخدمة الصالح العام 
 
  3- الحث على طلب العلم الذي يرتقي بالمجتمع؛فالمرأة المثقفة الطبيبة،المحامية،البرلمانية،ومديرة المؤسسة الثقافية والاجتماعية تستطيع النهوض بالواقع من خلال تفعيل دورها بالنصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر 
4- البناء الاجتماعي يتطلب مقاطع زمنية ومفاصل تأريخية تساهم بها النخب من كلا الجنسين 
  وتقسيم العمل نظرية أثبتت جدارتها في جميع البلدان في كل المجالات الاقتصادية،والتنموية،وكل شؤون الحياة الاخرى .وفي ذلك تقول الشهيدة الخالدة بنت الهدى(( فنحن إذا أجبرنا العامل الميكانيكي مثلاً على أن يكون فناناً وإذا أجبرنا الفنان على أن يكون ميكانيكياً نحكم على مواهب كل من الطرفين بالعدم في الوقت الذي نحصل فيه على أبرع عامل ميكانيكي أو على أروع فنان لو تركنا كلاً منهما يسير وراء هوايته وطبيعته الفكرية))2 
 
  
 
الإعلام والمرأة: 
   
لا ريب ان الاعلام والعولمة توأمان؛وأكثر الوسائل تأثيرا بتشكيل الوعي هو الاعلام،وهناك إعلامان أحدهما لنشر الفضيلة،والعلم،والاخلاق،والقيم ،والبناء الاسري والاجتماعي وآخر لهدمهما فوسائل الاعلام 
أما للبناء بالتثقيف والتوعية ونقل المعلوماتيه أو للهدم وترويج التفاهات والانحلال،
فيجب قيام المساجد    
  والنخب العلمائية بالتبصيربالقرآن، والسيرة، ودروس الموعظة من آل البيت-  ومناقبهم، وفضائلهم ، لكي تسهم بفاعلية لتأسيس الوعي الاعلامي في صميم المجتمع،فوسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة والمدارس بالاضافة إلى الجمعيات والنوادي  والنخب الثقافية، والتربوية، والدعوية، بالتوعية بأهمية الأسرة في المجتمع ودورها العظيم 
تماسكها والحفاظ عليها من التفكك والضياع ثم القيام بتقوية الوازع 
  ضد السلوك    الديني والروحي والاخلاقي والتربية والتثقيف 
  هذا بالاضافة إلى التحذير من مخاطر الغزو الثقافي والإعلامي  العولمي 
 الذي يحاول اختراق البنية الدينية والأخلاقية والتربويةويسهم بتصدع وتفكك الروابط المجتمعية،ن هنا فالنخب النسائية تتصدى لتلك الخروقات العولمية بما تمتلك من ارادة ووعي تتمترس خلفه لتنشئة الاسرة والمجتمع وفق القيم الالهية وتحصين 
  
فيما بين من الوقوع بين براثم  كماشة التغريب والعولمة واتباع الهوى والشهوات أفرادها 
 
  ان دور المرأة في البناء الاجتماعي لايمكن الاستغناء  عنه أو تهميشه فهي الشريك الانساني الذي يعمر الحياة معاً ((إن الصورة المثلى للأسلام التي يجب أن تدرس أوضاع المرأة من خلالها هي صورة المرأة في القرآن الكريم والسنة المطهرة التي تقوم على أسس عديدة 
 
 1- وحدة النوع الانساني التي تقوم على اساس قوله تعالى:( ((ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً....)النساء1--   
 
  
 
2- الاساس الثاني الذي  يجب أن تدرس على اساس العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة الحبّ والودّ والرّحمة والاستقرار والطمأنينة الذي تمثل في قوله تعالى:(ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة..)الروم----21- (3 
 
النخب النسائية والتماسك الاجتماعي: 
  بالتصاهر والتزاوج والتقارب بين المجتمع المرأة هي الحجر الاساسي فيه،لذلك حث الشرع المقدس بتشريعاته على تقديس الروابط الزوجية،والاسراع بالتزويج،بعدم فرض المهور الباهضة،لكي لايذهب الشباب الى البحث عن الفساد،والدعارة التي 
تؤثر بضياع الاجيال.. واختلاط الانساب.. والتحلل الاجتماعي و التفكك الأسرى والاضطراب النفسي للشخصية، حيث   
التوجه العدواني، وتغلب عليهم الطابع فهم ليس لديهم قيمة أخلاقية أو ضمير يحثهم على التمسك بالتفرد، بالآداب والسلوك القويم، بل يتصفون بالتمرد والاندفاع، والتمركز حول الذات   والأنانية، 
  الايمان وعدم الصبر على تحقيق الآمال والطموحات، فهم يتعجلون  لإشباع حاجاتهم النفسية والمادية، دون النظر إلى  عادات المجتمع، كما أنهم يفتقدون , إلى القدوة والوازع الديني. 
  ومن خلال بعض الحالات تبين أيضا أن اختلال العلاقات الأسرية وافتقادها للحوار الدافئ العائلي يجعل الأسرة مشتتة كل فرد فى جهه، ومن ثم تصبح قرارات الأبناء منفردة نتيجة فشل الأبوين في التربية، فالزوج من جانبه لا يرى مسئولية تقع على عاتقه سوى تدبير نفقات المعيشة. 
 
  والأم تحاول توفير الواجبات المنزلية دون الاهتمام ببث القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والثقافة والمعرفة وبناء الضمير للأبناء، وهو ما يؤدي إلى خلل في العاطفة وعدم النضج العاطفي، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار المكون  الجانب المعنوي للشاب أو الفتاة ويميل الى كلاهما إلى الانحراف والجموح إلى النزوات وتفريغ الكبت الداخلي   الانتحار والقتل والعنف 
أيضا حالات أخرى تبين معاناتها من بعض الأعراض الهستيرية وهناك من افتقد إلى الحنان والعاطفة والحب داخل الأسرة وخارجها سواء في محيط الأصدقاء أو المدرسة أو الجامعة، وقد تؤدي الخلافات الأسرية وتردي الحالة الاجتماعية والثقافية إلى تدهور الحالة النفسية للأبناء، فضلا عن قتل الطموحات وافتقاد الأمل في المستقبل لارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وتردى وانخفاض الخدمات و الحالة الاقتصادية مع ارتفاع تكاليف الزواج، وهى عوامل قد تساعد على ظهور أعراض الاكتئاب مؤقتة قد تزول بزوال وانفراج هذه العوامل. 
  
تقول الكاتبة الايرانية4- فريبا علا سوند: 
  تعتبر الغريزة الجنسية من جملة المواهب التي وهبها الله للأنسان ،ويتم  تهذيبها بحفظ البصر،وتجنب النظر بريبة وتلذذ ،وتحريم العلاقات غير الشرعية،ضرورة رعاية الحجاب،كراهة الطلاق، تشكل الغريزة الدافع والحافز الاساسي للأنسان من أجل الزواج وتأسيس الاسرة إلا أن هذه الغريزة قد تتحول إلى خطر يهدد سلامة المجتمع الانساني ،يقنن الاسلام عدة حلول من أجل أن يتمكن الانسان من التحكم والسيطرة على هذه الغريزة عند الرجال والنساء تمثل اللذة المعنوية حاجة لروح الانسان  وكلما قام الانسان بإرضاء هذه اللذة 
 
بالاسلوب الصحيح فلاضرر عليه،في حين ان
اللذة المادية تمتاز بخصائص مختلفة  كل لذة مادية يعمل الانسان على إرضائها بشكل غير محدود ،تضعف بهجتها وتقل مع مرور الوقت، 
 
النخب النسائية وإعداد الاجيال: 
 
تبدو الصورة قاتمة في مجتماعتنا الاسلامية بطغيان التفكير العدواني ضد الاخرين،وهذا ينشأ بطبيعة الحال من عدم وجود العناية الاسرية،وإختفاء دور المرأة الاصلاحي بإعداد المجتمع الصحيح لذا نرى للمراه الدور المهم في تربيه الاجيال الجديده في العراق
وكان من نتاج هذا التغير في مجتمعنا وجود لارهابي بيننا، يذبح..يفخخ..يعطل التنمية..يحرق الوطن ولا نعرف انه جاري او جارك أو أقاربي وأقاربك فهم من نسيج المجتمع لكنهم انحرفوا  بعقائدهم وسلوكهم. 
فالنخب النسائية تشيع ثقافة السلام ثقافة الوئام ثقافة المحبة بين أفراد المجتمع الواحد 
ربما يقول قائل:إن مجتمعات ذكورية ولا مجال لصوت المرأة أن يسمع،وللجواب  على مثل هذا التساؤل:هو إن الام المربية على اساس الشريعة ذات حضوة كبيرة في الاعداد الصحيح للابناء،اما العاق لوالديه  ولمجتمعه فوسائل الضبط كثيرة والردع والقوانين تلزمه بالرضوخ الى ارادة المجتمع وعدم المساس بحياة الاخرين  
 
 
  الذكورية وممارسة الاستبداد ضد المرأة ودور النخب النسائية                        في تحقيق مصالحها: 
 
 
في عالمنا الثالث هناك تراكمات من الممارسات المخطوءة بحق المرأة  والتي كانت في الجاهلية ممارسات  ممقوته وحرمها الاسلام والتشريع وكذلك سنت القوانين بالالتزام بها ،لكن لازال المجتمع الذكوري يمارس سلطته الابوية بأفراط وبالتالي يصادر حقوق المرأة،لذا فدور النخب النسائية المضي بكشف كل الاساليب التي تهين وتسلب الحقوق 
 
، وكالإيذاء الجسدي ، وإنما يشمل العنف  والتهديد والتلويح   بالطلاق ؟!  أن تحفظوالحقوق و     الزواج   ،اختيار الزوجهل بإمكانكم أن تحفظوا حق الأخت بحصتها في الإرث فيما لو أُكرهت على التنازل عنها  يحفظ الحقوق ويحقق العدالة بين أفراد الأسرة ذكوراً وإناثا : يرى   في طريق الإقبال على الزواج ،   السكوت خوفاً من الفضيحة ،ودفعها إلى تقبّل العنف بأشكاله المختلفة من شأنه أن يفرغ الحياة الزوجية من محتواها الإنساني ويجعل منها هيكلاً خاليا من الروح والحياة !  سبباً رئيسياً في انهيار الحياة الزوجية بما له من آثار إجتماعية سلبية ، ثم أنَّ الذكورية
تهيمن   هو تشريع وقائي يُلجأ إليه في حالات إستثنائية  على الحياة الزوجية بإطلاق  على كل تفاصيلها ،ولا ينبغي النظر الى الشراكة العائلية والاسرية-وهي مصادرة للحقوق- من هنا للنخب النسائية الدور الكبير في رفع الحيف والممارسات الدنيئة ضد المرأة 
  يقول السيد محمد حسين فضل الله5- (في عملية تنمية المرأة كعضو فاعل  في المجتمع وهذا يمكنها من أن تتحرك في أداء دورها الطبيعي المتمثل في عدد من  المهام منها:اشاعة مفاهيم 
 
التنمية في الحياة الاجتماعية ،والعمل على اساس ايجاد مبادرات في الاماكن التي تستطع فيها ان تتحرك بحرية وأن تعمل في خط جهادي طويل على اقناع الرجل بأنها إنسان وأنها تستطيع أن تقوم بعملية التنمية، سواء أكان ذلك على المستوى الثقافي أم الاقتصادي أم الاجتماعي كما يقول الرجل،لأن الطاقة ليست بأقل من طاقاته عندما يتم  استخدام هذه الطاقات) 
 
  بالطبع المسؤولية مشتركة تضامنية بين الرجل والمرأة لانجاح أي مشروع  سواء كان لمصلحة الاسرة او المجتمع يعبر عن ذلك الدكتور جليل علي لفته6 بكتابه  في المسؤولية سواء  فلابد أن يكونا في وعي المسؤولية سواء، ولكن كلا على قدر طاقته وتحمله، فالمرأة من وجهة نظر اسلامية مكلفة بالدعوة الى الله، وبناء المجتمع بمقدار الطاقة والمقدرة ،كما ان الرجل مكلف بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن خلال قدرته وطاقته،فقد فرض الله الجهاد على الرجل دون المرأة في حالة الهجوم ،اما في حالة الدفاع عن بيضة الاسلام فالكل مكلفون بهذا الواجب ولايسقط عن أحد....)
 
  النخب وإدامة الحضور الفاعل للمرأة:
 
على مستوى التجربة العراقية في التحولات الجديدة من النظام الفاشستي الى الديمقراطي،كان للنخب النسائية الحضور المهم والفاعل من خلال المشاركة بالانتخابات،التي تحمل
مضامين اجتماعية.. وسياسية.. وثقافية هامة، وأيضاً لما ينتج عنها من نتائج حاسمة في حاضرنا ومستقبلنا والدور الطليعي والريادي للمرأة المسلمة في إدامة الحضور المكثف الى جانب الزوج والاخ والابن..وإذا كان الهدف الأساس من التنمية هو سعادة البشر وتحقيق النمو والتطور وتلبية حاجاتهم، والوصول بهم إلى درجة ملائمة من التطور في كافة المجالات الاقتصادية،والاجتماعية،والثقافية وتعميق إنسانيتهم، فإنها فى حد ذاتها، لا تقوم إلا بالبشر أنفسهم الذين هم أهم وسائل تحقيقها، لذا تصدت المرأة ونخبها لخوض غمار المشاركة الفاعلة في العراق في حين اننا نرى
الخلافات في دول الجوار حول حقوق المشاركة السياسية للمرأة  وحتى بقيادة السيارة،فيما تجاوزت النخب النسائية العراقية بفترة وجيزة تأسيس مقومات حضارية للنهوض بواقعها وبالتالي بالوطن ومسؤوليات بنائه المشترك ..فأصبحت فقيهة.و
 
 
 
  محامية .. وطبيبة..ومدرسة..  وشاعرة.. وفنانة.. وأديبة..  
 
وإلى الآن ما زالت النساء في المجتمعات الإسلامية تأن من التخلف والحرمان تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها ويمارس بحقها العسف، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته، وهي بنت أو أخت أو زوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به  بالمجتمع هامشيا ،فيما شرع لها 
  الإسلام منذ أربعة عشر قرناً الاستقلالية بشخصيتها الاقتصادية ،  وحريتها الكاملة في التصرف بأموالها،وحرية اختيار الزوج،وحتى ثمن الرضاعة اذا طلبته  ، لأنها في هذا كالرجل سواء بسواء، ولها الحق في أن تمتهن أي مهنة تحبها وتختارها، ولها أن تنتخب وتُنتخب في أي مجلس تشريعي ونيابي أو سياسي أو اقتصادي أو مؤسساتي دون الحجر على ارادتها وحريتها، لذلك النخب النسائية الاسلامية تستطيع توظيف الحقوق الشرعية التي سنها الشرع المقدس لصالح الجميع من النساء والرجال.... 
 
 
 
 
 
 
النخب النسائية والالتزام بالتراث الروحي: 
 
  لطالما أكد القرآن الكريم على الترادف في خطابه بين المؤمنين والمؤمنات والصائمين والصائمات والمجاهدين والمجاهدات،ولنا بنساء خالدات اسوة حسنة من مريم وآسيا وخديجة وفاطمة الزهراء وزينب وأم البنين (رضوان الله عليهن اجمعين) فلقد قمن بأدوار تأريخية خلدت مسيرتهن في الاجيال،ولنا ببنت المصطفى سيدة نساء العالمين خير قدوة لمجتمعاتنا ،وقد أكد اعظم المفسرين وأصحاب السير والتأريخ على العطاء الفاطمي ومدحها بالقرآن الكريم في عشرات الايات والشواهد القرآنية.. 
  
تذكر الكاتبة سهيلة زين العابدين6 
 
  عن دور المرأة التاريخي (نجد أن المرأة المسلمة كان لها على مر العصور دور سياسي،فمنذ بداية الدعوة تحملت الايذاء واستشهدت في سبيل الحفاظ على دينها،وكانت سمي-رضي الله عنها- أول شهيدة في الاسلام،والمرأ تحملت الاذى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حصار شعب أبي طالب الذي دام ثلاث سنوات، وهاجرت الى الحبشة والى المدينة المنورة،وقاتلت في الغزوات، وسقت الجرحى وضمدت جروحهم ودوداوتهم.)فلقد خط التاريخ الانساني بأحرف من ذهب مواقف عظيمة في التراث الاسلامي وخصوصا للزهراء -عليها السلام- 
لقد مدح القرآن الكريم اُناساً خلّدهم بآيات تتلى أناء الليل وأطراف النهار، إكباراً لمواقفهم ولِتفانيهم في سبيل الحقّ. 
  وممّن خصّهم الله تعالى بالذكر الجليّ وأشاد بمواقفهم وفضائلهم أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وقد روى المؤرّخون والمفسّرون نزول آيات كثيرة في مدحهم، كما خصّهم بالثناء في سور شتّى تقريراً لسلامة خطّهم واعترافاً بحُسن سَمتِهم ودعوةً للاقتداء بهم. 
 
 
 
1-    الزهراء (عليها السلام) كوثر الرسالة : 
إنّ الكوثر هو الخير الكثير ، وهو يتناول بظاهره جميع نعم الله على النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) ولكن ما ذكروه في أسباب النزول بالإضافة إلى الآية الأخيرة من سورة الكوثر يشيران بوضوح إلى أنّ هذا الخير يرتبط بكثرة النسل ودوامه، وقد عرف العالم كلّه أنّ نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد استمرّ من خلال ابنته الزهراء البتول كما صرّحت بذلك جملة من أحاديث الرسول  (صلى الله عليه وآله). 
  وممّا رواه المفسّرون في هذا الصدد أنّ العاص بن وائل كان يقول لصناديد 
  قريش: إنّ محمداً أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده، فإذا مات انقطع ذكره واسترحتم منه. وهذا قول ابن عباس وعامة أهل التفسير، وبالرغم ممّا ذكره الفخر الرازي من اختلاف المفسّرين في معنى الكوثر هنا فإنّه قد صرّح قائلاً : «  والقول الثالث : الكوثر أولاده .. لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه  (عليه السلام) بعدم الأولاد، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان (ثم قال): فانظرْ ، كم قُتل من أهل البيت ؟! ثمّ العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني اُمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق
والكاظم والرضا (عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم  
 
 
 
 
 
وتدلّ آية المباهلة على أنّ الحسن والحسين ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما دلّت النصوص المتضافرة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) على أنّ الله تعالى جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذريّة الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله) في صلب علي بن أبي طالب  (عليه السلام) وروت الصحاح عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال للحسن بن علي  (عليهما السلام) : «إنّ ابني هذا سيّد، ولعلّ الله يصلح به بين فئتين عظيمتين» 
وممّا رواه المفسّرون في هذا الصدد أنّ العاص بن وائل كان يقول لصناديد 
  قريش: إنّ محمداً أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده، فإذا مات انقطع ذكره واسترحتم منه. وهذا قول ابن عباس وعامة أهل التفسير، وبالرغم ممّا ذكره الفخر الرازي من اختلاف المفسّرين في معنى الكوثر هنا فإنّه قد صرّح قائلاً : «  والقول الثالث : الكوثر أولاده .. لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه  (عليه السلام) بعدم الأولاد، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان (ثم قال): فانظرْ ، كم قُتل من أهل البيت ؟! ثمّ العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني اُمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق
والكاظم والرضا (عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم 
  وتدلّ آية المباهلة على أنّ الحسن والحسين ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما دلّت النصوص المتضافرة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) على أنّ الله تعالى جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذريّة الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله) في صلب علي بن أبي طالب  (عليه السلام) وروت الصحاح عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال للحسن بن علي  (عليهما السلام) : «إنّ ابني هذا سيّد، ولعلّ الله يصلح به بين فئتين عظيمتين» 
 
 
 
    2- الزهراء (عليها السلام) في سورة الدهر : 
  مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ناس معه فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر عليّ وفاطمة وفضّة ( وهي جارية لهما  ) إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض عليّ (عليه السلام) من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة  (عليها السلام) صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً،
فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلمّا أصبحوا أخذ عليّ (رضي الله عنه) بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدّ ما 
  يسوؤني ما أرى بكم ! وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك، فنزل جبرئيل ثم قال: خذها يا محمّد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة . 
  فالزهراء ممّن شهد الله لها بأنّها من الأبرار الذين يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً، وممّن يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً، وممّن يطعمون الطعام على حبّه، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وأنّهم إنّما يطعمون لوجه الله لا يريدون منهم جزاءً ولا شكوراً، وأنّهم ممّن صبروا في ذات الله .. وأنّهم ممّن وقاهم الله شرّ ذلك اليوم العبوس القمطرير .. ولقّاهم نضرةً وسروراً، وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً 
   
 
 
  3-  الزهراء (عليها السلام) في آية التطهير : 
 
لقد نزل الوحي بآية التطهير على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في بيت اُم سلمة ـ  رضي الله عنها ـ وذلك حينما كان قد ضمّ سبطيه ـ الحسن والحسين ـ وأباهما واُمّهما إليه ثمّ غشّاهم ونفسه بالكساء تمييزاً لهم عن الآخرين والنساء، فنزلت الآية: ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) وهم على تلك الحال، ولم يقتصر (صلى الله عليه وآله) على هذا المقدار من توضيح اختصاص الآية بهم حتى أخرج يده من تحت الكساء فألوى بها الى السماء فقال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، يكرّر ذلك واُم سلمة تسمع وترى ،
وجاءت لتدخل تحت الكساء قائلة: وأنا معكم يا رسول الله، فجذبها من يدها وقال: لا، إنّك على خير وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد نزول الآية كلّما خرج إلى الفجر يمرّ ببيت فاطمة فيقول: الصلاة يا أهل البيت إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً، مستمراً على هذه السيرة ستة أو ثمانية أشهر  
 
  ودلّت الآية المباركة على عصمة أهل البيت من الذنوب فإنّ الرجس هو 
  
الذنب، وقد صُدِّرت الآية بأداة الحصر فأفادت أنّ إرادة الله في أمرهم مقصورة على إذهاب الذنوب عنهم وتطهيرهم منها، وهذا هو كُنه العصمة وحقيقتها، وقد أورد النبهاني عن تفسير الطبري هذا المعنى بشكل صريح  
 
   4- مودّة الزهراء (عليها السلام) أجر الرسالة : 
 
وروى جابر (رضي الله عنه) أنّ أعرابياً جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد! أعرض عليّ الإسلام، فقال: تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، قال: تسألني عليه أجراً ؟ 
 
  
قال: لا إلاّ المودّة في القُربى، قال: قُرباي أو قرباك ؟ قال: قرباي، قال: هاتِ اُبايعك، فعلى مَن لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لعنة الله،قال (صلى الله عليه وآله) : . 
  
وفسّر مجاهد هذه المودّة بالاتّباع والتصديق لرسول الله وصلة رحمه، وفسّرها ابن عباس بحفظه في قرابته 
 
  وذكر الزمخشري أنّ هذه الآية لمّا نزلت قيل: يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال: عليٌّ وفاطمة وابناهم. 
 
 
 
 
  5- الزهراء (عليها السلام) في آية المباهلة : 
 
أجمع أهل القبلة حتى الخوارج منهم على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يَدْعُ للمباهلة من النساء سوى بضعته الزهراء ومن الأبناء سوى سبطيه وريحانتيه الحسن والحسين (عليهما السلام) ومن الأنفس إلاّ أخاه عليّاً (عليه السلام) الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، فهؤلاء أصحاب هذه الآية بحكم الضرورة التي لا يمكن جحودها لم يشاركهم فيها أحد من العالمين، كما هو بديهيّ لكل من ألمّ بتاريخ المسلمين، وبهم خاصّة نزلت لا بسواهم. 
  
لقد باهل النبيّ (صلى الله عليه وآله) بهم خصومه من أهل نجران فانتصر عليهم ، واُمّهاتُ المؤمنين كنّ حينئذ في حجراته (صلى الله عليه وآله) فلم يدعُ واحدةً منهنّ، ولم يدع صفيّة وهي 
 
  شقيقة أبيه، ولا اُمّ هاني وهي كريمة عمّه، ولا واحدةً من نساء الخلفاء الثلاثة وغيرهم من المهاجرين والأنصار. 
 
  كما أ نّه لم يدعُ مع سيديّ شباب أهل الجنة أحداً من أبناء الهاشميين ولا أحداً من أبناء الصحابة، وكذلك لم يدع مع عليّ أحداً من عشيرته الأقربين ولا واحداً من السابقين الأوّلين، وإنّما خرج وعليه مرط من شعر أسود ـ كما يقول الرازي في تفسيره ـ وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمِّنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى ! إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيّ الى يوم القيامة . 
 
  
قال الرازي بعد نقل هذا الحدث: هذه الآية دالّة على أنّ الحسن والحسين  (عليهما السلام) كانا ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَعَدَ أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين (عليهما السلام) فوجب أن يكونا ابنيه 
     قال الرازي بعد نقل هذا الحدث: هذه الآية دالّة على أنّ الحسن والحسين  (عليهما السلام) كانا ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَعَدَ أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين (عليهما السلام) فوجب أن يكونا ابنيه 
  احتلّت فضائل الصدّيقة الزهراء عليها السّلام موقع الصدارة في عالم الفضائل، وأخذت مساحةً مباركة في الحديث النبويّ الشريف.. وقد دوّنها كلُّ المحدّثين والمؤرّخين والمفسِّرين والإعجاب يتملّكهم من هذه المرأة التي فاقت جميع النساء من الأوّلين والآخِرين وفي جميع المناقب والمنازل والمزايا. 
وهذه ـ أيّها الإخوة ـ باقة زاكية من الزهور النبويّة المُهداة إلى فاطمة سيّدة نساء العالمين عليها السّلام، اقتطفناها من كتب العامّة. 
 
مفتاح النجاء في مناقب آل العباء للمحدّث محمّد بن رستم البدخشانيّ (ت 1141هـ) من أعلام السنّة في القُطر الهنديّ ( ق 11 ، 12 هـ ) 
 
بإسناده عن الإمام عليّ عليه السّلام، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة: يافاطمة، إنّ الله ليغضبُ لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها 
 
  
نُزُل الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار للبدخشانيّ 
وبإسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خُوَيلد، وفاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله 
وعن سلمان الفارسيّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا سلمان، مَن أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنّة معي، ومَن أبغضها فهو في النار. 
يا سلمان، حُبّ فاطمة ينفع في مئةٍ من المواطن، أيسر تلك المواطن: الموت، والقبر، والميزان، والمحشر، والصراط، والمحاسبة. فمَن رضِيَتْ عنه ابنتي فاطمة رضِيتُ عنه، ومَن رضيتُ عنه رضيَ اللهُ عنه، ومَن غضِبت عليه ابنتي فاطمة غضبتُ عليه، ومَن غضبتُ عليه غضب الله عليه. 
يا سلمان، ويلٌ لمَن يظلمها ويظلم بَعلَها أميرَ المؤمنين علياً، وويلٌ لمَن يظلم ذريّتَها وشيعتها) 
مقتل الحسين عليه السّلام للحافظ أبي المؤيد الموفّق محمد بن أحمد المكّيّ الخوارزميّ ( ت 568 هـ ) 
  بإسناده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعبد الرحمان بن عوف: 
لو كان الحلمُ رجلاً لكان عليّاً، ولو كان العقل رجلاً لكان حَسَناً، ولو كان السخاء رجلاً لكان حسيناً، ولو كان الحُسْن شخصاً لكان فاطمة.. بل هي أعظم. إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض: عنصراً وشرفاً وكرماً 
وبإسناده عن حذيفة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: نزل مَلَكٌ من السماء، فاستأذن اللهَ تعالى أن يُسلّم علَيّ، لم ينزل قبلَها، فبشّرني أنّ فاطمة سيّدةُ نساء أهل الجنّة كنز العمّال في سُنن الأقوال والأفعال لعلاء الدين عليّ بن حسام المتّقي الهنديّ ( ت 975 هـ ) 
عن الإمام عليّ عليه السّلام، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة سلام الله عليها: 
ألاَ ترضين أن تكوني سيّدةَ نساء أهل الجنّة، وابناكِ سيّدَي شباب أهل الجنّة 
ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ المؤرّخ شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبيّ ( ت 748 هـ ) 
روى بإسناده عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، حدّثني أبي، حدّثنا جعفر بن محمّد عن أبيه، عن جابر الأنصاريّ مرفوعاً إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله: 
لمّا خلق اللهُ آدم وحوّاء تبخترا في الجنّة وقالا: مَن أحسنُ منّا.. فبينما هما كذلك إذ هما بصورة جارية ( أي بنت ) لم يُرَ مِثْلُها، لها نور شعشعانيّ يكاد يطفئ الأبصار، قالا: يا ربّ، ما هذه ؟ قال: صورة فاطمة سيّدة نساء ولْدك. قال: ما هذا التاج على رأسها ؟ قال: عليٌّ بعلها. قال: فما القِرطان ؟ قال ابناها.. وُجِد ذلك في غامض علمي قبل أن أخلقك بألفَي عام . 
مسند أحمد ابن حنبل الشيبانيّ المروزيّ أحد أئمّة أهل السنة الأربعة ( ت 241 هـ ) 
بإسناده عن عبدالله بن الزبير قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّما فاطمة بضعةٌ منّي، يُؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها (أسنى المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب للمحدّث إبراهيم بن عبدالله اليمنيّ الشافعيّ، المعروف بـ « الوصّابيّ » 
روى بإسناده عن بُرَيدة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ وفاطمة ليلة البناء ( أي الزواج والزفاف ): 
اللهمّ باركْ فيهما، وبارك عليهما، وبارك نسلَهُما . 
صحيح البخاريّ لأبي عبدالله محمّد بن إسماعيل البخاريّ ( ت 256 هـ ) 
روى بإسناده عن المسور بن مخرمة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: 
فاطمة بضعةٌ منّي، فمَن أغضبها أغضبني 
 
 
 
 
 
فرائد السِّمطَين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة للحافظ إبراهيم بن محمّد الحموينيّ الجوينيّ الشافعيّ ( ت 722 هـ ) 
بإسناده عن أبي هريرة، قال: لمّا أُسريَ بالنبيّ صلّى الله عليه وآله ثمّ هبط إلى الأرض، مضى لذلك زمان.. ثمّ إنّ فاطمة أتت النبيَّ صلّى الله عليه وآله فقالت: ما الذي رأيتَ لي ؟ فقال: يا فاطمة، أنتِ خيرُ نساء البريّة، وسيّدة نساء أهل الجنّة.. ) 
لسان الميزان للحافظ شهاب الدين أحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ الشافعيّ ( ت 852 هـ ) 
بإسناده عن أبي هريرة قال: قال صلّى الله عليه وآله: 
أتاني جبرئيلُ فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يحبّ فاطمة، فاسجدْ. فسجدت، ثمّ قال: إنّ الله يحبّ الحسن والحسين. فسجدت، ثمّ قال: إنّ الله يحبّ مَن يُحبُّهما ). 
خصائص عليّ بن أبي طالب للحافظ أحمد بن شعيب بن عليّ النسائي ( ت 303 هـ ) 
بإسناده عن أبي هريرة قال: أبطأ علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً صبور النهار، فلما كان العشيّ قال له قائلنا: يا رسول الله، قد شقّ علينا لم نَرَك اليوم، قال: 
إنّ مَلَكاً من السماء لم يكن زارني، فاستأذنَ اللهَ في زيارتي، فأخبرني وبشّرني أنّ فاطمة بنتي سيّدةُ نساء أمّتي، وأنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنّة 
وسيلة المآل في عَدّ مناقب الآل للشيخ أحمد بن محمّد بن باكثير المكيّ الشافعيّ ( ت 1047هـ) 
روى بإسناده عن أُسامة بن زيد، مِن حديث.. فقالوا: 
ـ يا رسولَ الله، مَن أحبُّ إليك ؟ قال: 
ـ فاطمة ). 
المستدرك على الصحيحيَن للحاكم أبي عبدالله محمّد بن عبدالله النيسابوريّ الشافعيّ ( ت 405 هـ ) 
بإسناده عن عائشة، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال ـ وهو في مرضه الذي تُوفّي فيه ـ: 
يا فاطمة، ألا ترضَينِ أن تكوني سيّدةَ نساء العالمين، وسيّدةَ نساء هذه الأُمّة، وسيدةَ نساء المؤمنين  
الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة للمحدّث والمؤرخ عليّ بن محمّد المالكيّ المكيّ، الشهير بـ « ابن الصبّاغ » ( ت 855 هـ ) 
 
· روى عن مجاهد، قال: خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو آخذٌ بيد فاطمة، فقال: 
 
مَن عَرَف هذه فقد عرفها، ومَن لم يعرفها فهي: فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي وروحيَ التي بين جنبَيّ.. فمَن آذاها فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله . 
ينابيع المودّة للشيخ المحدّث سليمان بن إبراهيم الحنفيّ القندوزيّ ( ت 1294 هـ ) 
روى عن صحيح مسلم، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قولَه: إنّما فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها، ويسرّني ما أسرَّها 
وهكذا يظهر من هذه الروايات، التي هي غيض من فيض، مدى تعظيم الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله لشأن ابنته فاطمة الزهراء عليها السّلام لأنها المعصومة،القديسة،الطاهرة،أم الأئمة، فلها مكانتها وتخصيصها من بين سائر النساء؛ وذلك لمعرفته صلّى الله عليه وآله بفضائلها أوّلاً، وثانياً لِما أُمر به مِن الله جلّ وعلا ببيان ذلك للناس، كي يُوالوها ويتولَّوها، ويوقّروها ويُحبّوها.وهي سر من اسرار الله. فهي وليّة الله والشفيعة يوم المحشر، وسبب السعادة بل من أسمى أسباب نوال مرضاة الله تبارك وتعالى. 
فما أحرى بالأمّة أن تفتخر بها،وتقتدي بها،، وتنشد فضائلها ومواقفها، وتتشرّف بذِكْرها والولاء لها، وتتباهى بشخصيتها في المحافل العالميّة؛ إذ هي القدوة الكبرى والأسوة العظمى .. سيّدة 
 
نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين ،فالاقتداء بها من النساء يمثل حالة من العروج الروحي بالايمان والتقوى ،وتستطيع النخب الثقافية النسائية استلهام تراث الزهراء الخالد  وتوظيفه لصالح المرأة والمجتمع من خلال معرفة فضائلها وتعليمه للمجتمع  لزيادة الوعي في الفقه الاخلاق والاداب وتوظيف مناقبها بصيغ علمية وأدبية ،وفكرية ،وفنية وتوظيف حياتها بمناهج التعليم التربوية لكل المراحل    العمرية،وتوظيف سيرتها وسيرة آل البيت في الفن التشكيلي،والمسرحي،والاناشيد لتثبيت عقيدة الولاية في نفوس النشيء والاجيال،فالزهراء مدرسة بالتقوى تعلم النخب النسائية اخواتها الايمان وتستقيه منها،والزهراء الانموذج بالمطالبة بالحقوق كمطالبتها ب(فدك) حقها المغتصب. حق فاطمة البتول الذي تركه ابوها الرسول إرثا لها كما ذكرت المصادر التاريخية اجمع 
والمعاصرة كما ورد في كتاب الدكتور حسن الحكيم8-فاطمة الزهراء شهاب النبوة الثاقب 
وقد استخدم الباحث عشرات المصادر التأريخية في فصل فدك ((تقع منطقة فدك في الحجاز على مسير يومين او ثلاثة من المدينة،وقد افاءها الله على رسوله(صلى الله  عليه وآله) في السنة السابعة من الهجرة صلحاً،ذلك بأن النبي(صلى الله عليه وآله)لما نزل خيبر وفتح حصونها،ولم يبق الا ثلث منها وقد اشتد بهم الحصار،راسلوا النبي(صلى الله عليه وآله) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم  واموالهم،فأجابهم النبي(صلى الله عليه وآله)،وهي على موجب هذه الاتفاقية،انها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب،فاصبحت خالصة لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وبهذا انزل الله تعالى قوله:(فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على
من يشاء والله على كل شيء قدير)الحشر6 وقال تعالى(وما أفاء الله على رسوله منهم فما او جفتم عليه من خيل ولا ركاب)الحشر7...يروي ابو سعيد الخدري :لما انزل الله تعالى(وآت ذا القربى حقه) ،اعطى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فدكاً لابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام).وقال عليه افضل الصلاة والسلام:\"يافاطمة لك فدك\".وعند ذلك غرس النبي (صلى الله عليه  وآله) فيها احدى عشرة نخلة بيده(عن ابن ابي الحديد:شرح نهج البلاغة 16/217.(وقد بقيت هذه الارض بحوزة الزهراء-عليها السلام- مادام النبي(صلى الله عليه وآله) على قيد الحياة،ولكن عندما تولى ابو بكر الخلافة،اسرع
في انتزاع ملكية فدك من الزهراء8مدعيا ملكيتها تعود للدولة، ولا يحق لاحد السيطرة عليها....،) لقد فند ت الزهراء ذلك وطالبت بحقها وحاورت وناقشت  حقوقها المشروعة التي اغتصبت  وقد عبرت                                                                                  الاديبة ام الحسنين البغدادي10 بأسلوب رشيق تلك اللحظات العصيبة لتصورها  لنا(كانت لحظت رهيبة،وهي تقوم بدور المؤمن المدافع عن عقيدته ، في شبحها القائم المرتسم عليه سحابة من الحزن المرير،وهي شاحبة اللون مفجوعة القلب، منهدة العمد،ضعيفة الجانب. فرغم كل  هذا لم تتهاون الزهراء في طلب حقها المشروع، لذا توجهت الى المسجد..تحفها انوار الملكوت ،وتشيعها
الملائكة.وبدت في موكب عظيم طالما كان يُحف به ابوها من قبل.  فتركت النسوة دورهن والتففنّ حولها كالنجوم المتناثرة بغير انتظام ليتبعن قائدتهنّ  تلك هي ريحانة النبوة،ومثال العصمة وهالة النور المشعة،وبقية الرسول) وتهادى الموكب حتى وصل الى حيث مأربه فتعاضمت الابصار واشرأبت اعناق القوم لتفزع عن هلع،وخوف،ودهشة من هذا القادم عليهم.......) لتخطب خطبتها العصماء التي ترددها الاجيال جيل بعد جيل  بعد الثناء على الله ورسوله(افعلى عمد تركتم كتاب الله، ونبذتموه وراء ظهوركم؟ اذ يقول وورث سليمان 
 
داود)سورة النمل16  وقال فيما  اقتص من خبر يحيى بن 
 
زكريا اذ قال  فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب)سورة مريم 5-6وقال:( وأولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله)سورة الانفال75 وقال (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين)سورة النساء 11،وقال ان ترك خيراً الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقاً على المتقين البقرة 180 
-وزعمتم ان لاحضوة لي ولا ارث من ابي ولا رحم بيننا ،افضحكم الله بآية أخرج منها ابي ام هل تقولون أن أهل ملتين لايتوارثان، أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم انتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من ابي وابن عمي؟ فدونكم مخطوطة مرحولة تلقاك يوم حشرك.واختنقت الزهراء بعبرتها حينما قالت:فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة.........)   وبذلك ينبغي على النخب النسائية المطالبة بحقوقها،التي هدرتها الدكتاتورية المقيتة وسنت القوانين التي اجحفت حقوقها وسلبت كرامتها بما -يسمى اتحاد النساء- لذلك نرى المرأة العراقية الان تشارك مع أخيها الرجل في
التأسيس السياسي الذي يضمن الحقوق الدينية والاجتماعية والتشريعية للوفاء لسيدة نساء العالمين ولبطلة كربلاء الصابرة زينب  وللشهيدة بنت الهدى والسير على المنهج القويم ... 
الخاتمة:
ان التشريعات الاسلامية كفلت للمرأة جميع حقوقها ،لذلك يمكن تفعيل دور النخب للأرتقاء بواقع المرأة في الريف او المدينة   والقضاءعلى الامية،او الاساءة للمرأة بعدم تحقيق طموحاتها التي تبتغيها في شتى الاصعدة
وقد نجحت المرأة العراقية بغضون سنوات  بتحقيق مكاسب في المشاركة الواعية مع الرجل لتحقيق النهوض الاجتماعي ،ربما هناك عقبات  من خلال الارهاب الذي يواجهه البلد، لكنها الان اتسمت بالشجاعة،والكفاءة،في مجالات مختلفة،بالطبع تستمد النخب النسائية من التراث الاسلامي الفكري الخالد المتمثل  بالزهراء -عليها السلام- كقدوة بالمطالبة بالحقوق،والايمان،والتقوى 
،والاعداد الرسالي للأجيال 
التوصيات:
1- تدريس سيرة الزهراء بكافة المراحل العمرية من خلال إدخال سيرتها بمناهج التعليم
2- طباعة المؤلفات التي تهتم بحقوق المرأة،ودورها بالتنمية الاجتماعية
3- دراسة سيرة النساء المجاهدات على مر التاريخ وخصوصا الشهيدات العراقيات بحقبة الدكتاتورية 
 
 
    المصادر: 
 
   
 
   
 
   
 
   
 
1- القرآن الكريم 
 
2- المرأة مع النبي في حياته وشريعته/الشهيدة بنت الهدى ص82 
 
3-   دور المرأة في بناء المجتمع/مؤسسة البلاغ /ص48 
 
4-   المرأة بين الحق والواجب/فريبا علا سوند-ترجمة محمود حمدان ص60 
 
5-    تأملات اسلامية حول المرأة/ السيد محمد حسين فضل الله /دار الملاك ط8-ص49 
 
6-   المرأة المسلمة وتحديات العولمة/أ سهيلة زين العابدين-ص42 
 
7-    المرأة بين الجاهلية  المعاصرة والاسلام/الدكتور جليل علي لفته- ص127 -دار الثقافة الاسلامية  بيروت 
 
8-   فاطمة الزهراء شهاب النبوة الثاقب/الدكتور حسن عيسى الحكيم  ص206 
 
9-   نفس المصدر ص207 
 
10-   الزهراء عبق الرسالة وعبير محمد(ص) -أم الحسنين البغدادي بأشراف قاسم البغدادي ص 171 ط2 2000 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح محسن كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/26



كتابة تعليق لموضوع : الزهراء والمرأة---- دراسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 6)


• (1) - كتب : صباح محسن كاظم من : العراق ، بعنوان : شكرا لهذا الحوار في 2011/07/28 .

سيدنا العذاري وفقك الله لكل خير؛وسدد قلمك،وفرج همك،رمضان كريم لك ولامتنا الاسلامية والانسانية جميعا.

• (2) - كتب : سعيد العذاري من : عراقي مقيم في ايران ، بعنوان : جعله الله ذخرا لك في 2011/07/27 .


الباحث القدير الاستاذ صباح محسن كاظم رعاه الله
تحياتي واشواقي
هذه الايام والاسابيع مشغول جدا فاعتذر عن التقصير
بحث دقيق وعميق وواف يعبر عن مستوى علمي وتاريخي راقي ويعبر عن احاطتك المعلوماتية الواسعة
بحث عميق في تفاصيله واسلوبه وتسلسله
وفقك الله باحثا قديرا
وجعله الله في ميزان حسناتك



• (3) - كتب : صباح محسن كاظم من : العراق ، بعنوان : شكرا خلود في 2011/07/27 .

المبدعة الغالية خلود تمنياتي لك بالتوفيق ؛وانت تخوضين غمار الكتابة شعرا عن آل المصطفى..سلمت

• (4) - كتب : خلود المطلبي من : المملكة المتحدة ، بعنوان : بحث رائع في 2011/07/27 .

ا الباحث القدير صباح محسن كاظم
احسنت واجدت لهذا البحث الرائع وكم نحن بحاجة لهكذا بحوث نتذكر فيها رموز الاسلام العظيمة لاسيما سيدة نساء العالمين عليها السلام ونقتدي بها من اجل الحفاظ على جمال الانسانية وفطرتها النقية التي ارادها لنا الله تعالى ...شكرا جزيلا لك

• (5) - كتب : صباح محسن كاظم من : العراق ، بعنوان : الزهراء-عليها السلام- والمرأة في 2011/07/26 .

العزيزة المبدعة رسمية ابارك لك ذهابك الى المقدسات ؛وفقك الله؛ابداع وطيبة وتقوى خصال كلها تمتلكيها بتميز...



• (6) - كتب : رسمية محيبس من : العراق ، بعنوان : بحث قيّم في 2011/07/26 .

الباحث الموسوعي صباح محسن كاظم
شكرا على هذا البحث القيّم حول المرأة مالها وما عليها من واجبات وحقوق وتوضيح رسالة سيدة نساء العالمين عليها السلام الجهادية والانسانية كونها قدوة عظيمة للمرأة الاسلامية
تقديري لجهدكم الرائع
دمت كاتبا ومفكرا






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net