صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

عودة السلطان الظافر
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظهر أوردوغان على شاشة هاتف نقال وكانت مذيعة التلفزيون تحاوره دون أن يتم معرفة مكان تواجده بعد الإعلان عن حركة الإنقلاب العسكري التي قام بها عدد من ضباط الجيش الذين يتهمهم أوردوغان بالولاء لمنافسه فتح الله غولن، وبالرغم من رفض غولن لهذه الإتهامات وإعلانه أنه ضد الإنقلاب، إلا أن الحكومة التركية مصرة على هذه الإتهامات وهي تسوقها عبر وسائل إعلام متعددة.
لم يستمر الإنقلاب طويلا وسرعان ماتم الإعلان عن فشله، وبدا واضحا أن شعبية أوردوغان عالية ولديه مناصرون كثر تمكنوا من إغلاق الطرقات ومواجهة الدبابات وقاموا بالإعتداء على الجنود والضباط المستسلمين الذين لم يتمكنوا من ردع الحركة الشعبية بعد دقائق من الدعوة التي وجهها الرئيس للشعب ليخرج الى الشوارع على عجل ويساند حكومته ويرفض الحركة الإنقلابية.
فوجئ العالم الذي كان مشغولا بجريمة داعش في مدينة نيس الفرنسية بماجرى في تركيا وبقي حتى الفجر يتابع التطورات المتسارعة في مختلف المدن التركية ومحاولات الجيش فرض هيبته وسطوته التي حاول أن يمضيها على الشارع التركي المتحفز والرافض للإنقلاب.
لكن الماحظ أن الأيدولوجية الدينية تمكنت من نفوس وعقول الاتراك فمعظم الذين خرجوا الى الشوارع من الطبقات الشعبية ومن المتدينين الذين سمعوا نداءات المساجد وهرعوا الى الطرقات والساحات العامة والى مطار إستنبول وفوت الفرصة على الجيش الامر الذي يشير الى تمكن الرئيس أوردوغان من نفوس فئات إجتماعية كبيرة ومؤثرة ساهمت في حماية نظامه.
هناك من يقول إن أوردوغان هو من قام بالعملية الإنقلابية ليقوم بعملية تنظيف للمؤسسة العسكرية وليقضي على ماتبقى من ضباط وجنود رافضين لوجوده ومايزالون مؤمنين بالقيم العلمانية للدولة التركية وهو ماسيكون على رأس الأولويات في المرحلة المقبلة التي ستكون صعبة.
أوردوغان ظهر في مطار إستنبول رافعا شعار رابعة وهو الميدان الذي سحق فيه الجيش المصري إعتصام إخوان مصر قبل سنتين، ولكنه وضع صورة ملهم العلمانية مصطفى أتاتورك على الجدار الذي إستند إليه في مؤتمره الصحفي ظهيرة السبت، وهي رسالة قوية وصاعقة للعلمانيين من رجل أصولي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/21



كتابة تعليق لموضوع : عودة السلطان الظافر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net