صفحة الكاتب : راسم المرواني

مصر الخديعة .. مصر الحقيقة (محافظة المتيـا المصرية) أنموذجاً
راسم المرواني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انا كرجل عراقي ، شاء لي الله (او القدر كما يحلو للبعض تسميته) ، ان أدور البلاد العربية (والعربانية) والجربانية

 

وكذلك بلاد الكفر الجميلة ، وبلاد العم حام وسام ويافث .

 

ووجدت من المنصف ان اقول كلمتي ، انصافاً وتقريراً للحقيقة ، وكأنها شئ من ادب الرحلات .

 

سبق لي ان زرت مصر لأكثر من خمس مرات ، وكان المفترض بي ان (ألف) في محافظاتها (الشمالية) والجنوبية ، على الاقل لكي اطلع على موروثها الحضاري والتقني والادبي والثقافي .

 

زرت فيها معالم كثيرة ، ولم اتوانَ عن زيارة محافظاتها المشهورة (سياحياً) ، كالقاهرة والاسكندرية وبور فؤاد وبور سعيد والغردقة وشرم الشيخ وغيرها .

 

واكيداً إن إسمي مسجل لدى دوائر الامن والمباحث فيها ، كونها دولة تعتمد على المعلومات ، ولا تدخر جهداً في تثبيت (المعلومات) عن الداخلين والخارجين اليها ، حتى(الدبان الأزرق) .

 

والدليل على انها دولة تعتمد على دقة المعلومة الاستخباراتية ، انني في زيارتي الاخيرة لمصر ، وذهابي لمحافظة (المنيـا) الجنوبية الصعيدية ، استوقفتنا (مفرزة) ، وصعدوا الى الباص ، ودون تفريط ، أمتية في الطريق ، واقبلوا على (سيدة ومعها بنت) ، دون بقية المسافرين ، وكأنهم (مستقصدينهم) ، ولا اعرف سر ارتباك السيدة في الاجوبة على اسئلة رجال الامن ، وارتباكهما في تبرير زيارتهما لمحافظة (المنيا) . 

 

بعدها ، تم اقتيادهما ، وتفتيش السيارة (الباص) ، وتسريح الاخرين لمواصلة الرحلة .

 

لقد تابعت الحدث ، والتفاصيل ، وعلمت بأن المفترض ان اقول شيئاً بخصوص (المنيـا) قبل ان ابدأ أغنيتي .

 

(المنيـا .. ) محافظة صعيدية ، كسرت المقولة الشهيرة (اللي يجي م الصعايدة .. فايدة) ، بسبب كرم أهلها وسؤددهم .

 

وقد جذبتني لها معلومات (انترنيتية) بسيطة في رحلتي الاخيرة لمصر .

 

الغريب في الموضوع انني اكتشفت انني كنت مخدوعاً بمعلومات خاطئة ومخطئة ، ارسلها لي بعض الاصدقاء ، مصريين وعراقيين ، ونصحوني بعدم الذهاب الى (المنيا) .

 

ولكنني وجدت بان (المنيا) هي (أجمل وأهدأ وأرق وأحن وأطيب وأأمن وأصدق) محافظة بمصر .

 

مع جل احترامي وتقديري لكل المحافظات المصرية ، ولكن محافظة (المنيا) ليست هي (عروس الصعيد) كما يسمونها ، ولكنا في الحقيقة (عروس مصر) كلها ، بسبب ؛-

1/ طيبة اهلها الذين يذكرونك بالافلام المصرية (بتاعت زمان) ، ويذكرونك بـ (منديل الحلو) ، و (يا حلو صبّح) وغيرها من الاغنيات الامنيات .

 

2/ انفتاح اهلها ، بحيث تشعر بالامان وانت تحتسي فنجان القهوة بفندق (حورس) ، بقرب شاب يحتسي (البيرة) ، دون ان يعتدي هذا على ذاك ، وتشعر بأن رجال (الأمن) يسجلون حضوراً متميزاً.

 

3/ مدينة ترفل بالمعالم السياحية (التاريخية) الخطيرة ، التي لم يسلط عليها الاعلام آلته، امثال تل العمارنة واسطبل عنتر و .. و .. الخ.

 

4/ أهلها لا يؤمنون بـ (لخبطة) حركة الدولار ، ولا يحترمون الازمة الاقتصادية العالمية ، ولا يهمهم سعر البترول في اسواق التصدير ، بل ويعيشون بسلام ومحبة وايثار .

 

5/ رجال الامن والمخابرات والمباحث فيها يعيشون الاصالة ، ويتحولون (بسرعة) الى رجال (مساعدة ومعونة) ويقدمون المشورة المجانية للسائح دون (منجهة او تشدد) .

 

6/ في المنيا ، تشعر وتعرف معنى كلمة (ابن بلد) وما تحتويه الكلمة من معايير اخلاقية وانسانية .

 

7/ في المنيا ، يمكنك الدخول على (المحافظ) من غير استئذان ، او اي دائرة (سلطوية) دون الخشية من التبعات ، ويمكنك ان تقول رأيك بكل حرية ، وكأنك في دولة اوربية . (انا مصر الاوربية يا باشا).

 

8/ في المتيا ، لا تفكر بأن احدا او (سواق تكسي) سيستغلك ، بل اغلبهم يرفض (المفاصلة بالسعر) لان السعر ثابت ، حتى انني حين سألت احد سواق التكسي (تاخذ كم ؟) ، قال لي :- (يا عمي الحاج ما تطمعش الناس بالناس ، هيه الاجرة معروفة . 

 

9/ في المنيا .. كسائح ، ممكن ان تجد الانفتاح والانغلاق (المؤدب) ، ولن تجد من يكسر عليك حاجز حريتك ، معك صديقة ، معك حبيبة ، معك اختك ، مراتك ، زميلتك ، انتم آمتون ، وكل الاماكن مفتوحة لكن ، وانتم قيد الاحترام ما دمتم محترمون .

 

10/ في المنيا .. ستجد (الطبيعة الخلابة) والجبال والتلال والسهول والخضرة والصحراء والمواسم والحب والطمأنينة والامن .

 

11/ في المنيا / تجد الحياة النهارية الكادحة ، والحياة الليلية الفارهة ، وتجد الكلمة الطيبة والاستقبال الرائع دون (مصالح) .

 

12/ بالمنيا .. و (بجد) - كما يقول المصريون - ستجد مدينة رائعة (هادئة صاخبة) ، لا يعرف اهلها انهم يسكنون (أجمل واروع وارق واعذب واحن والذ) مدينة في مصر والمدن العربية ، لأنهم (بسطاء) ، وكرماء ، وطيبين ، و (مش واخذين موضوع السياحة بجد) .

.......

 

لا اعرف بالضبط لماذا يفضل السائحون مدائن مصر ، ويستغنون عن المدينة الاجمل والاروع والاكثر اثرية وحضارة ؟

 

لا اعرف لماذا لا بجربوا (المنيـا) وهي اقرب للعقل والذوق والمحبة والاثر والثقافة ؟

 

بقيت مشكلة ، اعتقد انها من صنع الذين (عاوزين يخربوا السياحة بالبلد) ، وهي انهم يفرضون على السائح دفع بدل الاقامة بـ (الدولار) ، ويقيمون سعر الدولار كما الموجود في السوق (السوداء) ، متناسبن بأن السائح يصرف امواله بموجب سعر (البنك المصري) .

العراق / عاصمة العالم المحتلة 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راسم المرواني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/03



كتابة تعليق لموضوع : مصر الخديعة .. مصر الحقيقة (محافظة المتيـا المصرية) أنموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net