صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

المأساة من ثلاث أبعاد
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من الأعلى:
يسير مهموما, لا يكاد يسيطر على ساقيه, فالخبر كان صاعقا, قد رحل مهيمن, ابنه الذي انتظره خمسون عاما, ها هو جسد متفحم, قد تم حرقه في مستشفى اليرموك, بعذر شرعي "تماس كهربائي", فلا دية له ولا تعويض.
(( كم كنت جميلا مهيمن ابني, بعينيك الواسعتين, صرخاتك الأولى أفرحتني, صرخات الولادة, نعم كان صوتك جميلا, أما صرخات احتراقك فرحمني ربي ولم اسمعها)) .
عمر مهيمن فقط يوم ونصف, قد اقتطعوا حياته, جلس الأب على الأرض منكسرا (( نعم نظرات مهيمن كان فيها شموخ وحب كبير, احتضنته فاهتز كياني, بالأمس فرحا بقدومه, وألان مختنقا من رحيله, رحلت مهيمن ابني وتركتني, هل علي الانتظار خمسون سنة أخرى لتعود, عذرا يا بني لم استطع حمايتك)).
 
عن جهة اليمين:
هو: يبحث عن قلمه الأسود, الذي خصصه للهجاء والنقد, كي يكتب كلمات "للحبيبة", فاخذ يكتب وهو يكاد يحترق غضباً:
-    أيتها الغالية, كم اكره أبوك, انه رمز للطائفية, ما ذنبي أنا أن كنت شيعيا وأنت سنية, وهل الحب يفرق بين الطوائف, هل خصصت أغاني عبد الحليم لطائفة وأشعار ألجواهري لطائفة أخرى, تبا لكل من أسس الفراق بيننا, اعرف جيدا أن الأمر ليس بيدك, أفكر كثيرا في الرحيل.
هي: تقرا وتبكي, تحبه حد الجنون, تتحسس حروفه الدافئة, من نار قلبه المشتعل, لكن ماذا تفعل, وأبوها رفضه لأنه شيعي, بل قرر تزويجها لفالح الفيتر "ابن عمها", والعرس الخميس القادم, أغلقت باب غرفتها, وغرقت في عاصفة من البكاء الطويل, وارتسمت إمامها  فكرة الانتحار.
 
 
من الأسفل:
طفلان يهرولان في الشارع نحو القمامة, حافيان بثياب متسخة, ووجوه لم ترى الماء والصابون منذ أيام الطفولة الأولى.
-         هذه قطعة الخبز لي, انظر أيضا وجدت كيس من الطماطة, ستفرح به أمي.
-    يا الله كم أنت محظوظ, انظر لقد وجدت نصف بطيخة, وقطع من البطاطا, اليوم سيكون غدائنا رائعا, أمي تطبخ بشكل جيد, لكن ثلاجتنا فارغة.
-         انظر أنها صورة كبيرة, ترى لما هي في القمامة, هل تستطيع أن تقرا ما مكتوب عليها.
-         تعرف أنني اقرأ بصعوبة, لكن مكتوب هنا "حكومة المالكي ستحقق الازدهار للشعب".
فقفز الطفل الأول ليتبول على الصورة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/15



كتابة تعليق لموضوع : المأساة من ثلاث أبعاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net