صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الدمامل لا تتحاور!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

لماذا لا نتحاور قالها بحيرة وعجب , وكان الجواب , أن الدمامل لا تتحاور!!
نعم , إن الدمامل لا تتحاور بل تسعى للإنفجار , ونفث أقياحها المحتقنة فيها , والتي تتسبب بآلام مبّرحة لأصحابها , وبما أننا نتخاطب بلسان الدمامل الكامنة فينا , فأن الحوار لا يمكنه أن يتحقق , والتفاعل الإيجابي لن يحصل أبدا.
والدمامل المتفاعلة ظاهرة متميزة , تبدو واضحة في المحافل واللقاءات , ونجدها على صفحات المواقع والصحف والمجلات , وفي محطات التلفزة والإذاعة , بل أنها تهيمن على أي خطاب مهما كان نوعه ومذهبه!!
فالموجودات متدملّة ومتحاملة , ولا يمكنها أن تلفظ إلا صديدها , وما تعتّق فيها من أقياح الجراح والمَرارات والإنكسارات والإحباطات والإمتهانات , ودائرة التدمّل المفرغة تدور وتدور وتأبى أن تتوقف ولو لفترة من الزمن , بل أنها تزداد تدمّلا وتحاملا , فتلقي بحملها في أودية الوجود الصادية العطشاء!!
ولهذا فأن الذي يشرب صديدا سيكون مزاجه فتاكا وتصوراته ذات نوازع إنتقامية وإشتفائية , تعمي قلبه وتُذهب بصيرته , وتدفعه إلى تصارعات ذات آليات عجائبية وغرائبية غير مسبوقة , أنتجها خيال الدمامل وأطلقتها أقياح التحامل.
تلك حقيقة أشد مراراة من العلقم , وأقبح من أي قبيح , ولا بد من الإعتراف بها ومواجهتها , والعمل على التشافي منها , بدلا من تعزيزها وتسويغ ما ينجم عنها من سلوكيات وتواصلات ضارة بكل شيئ في الشخص وما حوله.
والشعوب التي مرت بهذه الحالات تعلمت من تجاربها , وعمدت إلى تفتيق دماملها وسكب أقياحها في حفر الأيام , والعمل سوية ومعا على شق ترع وأنهار المحبة والألفة والمصالح المشتركة , والإعتصام بحبل المودة والوطنية والمواطنة , والتوافق على مبادئ جامعة تتوحد حولها جميع القوى والتطلعات , وتكون عاصمة للشعب من الويلات والنيران والطوفان التحاملي , الذي يعصف ببعض المجتمعات ويذيقها سوء المآل.
وعليه فالمطلوب وعي الدمامل الفاعلة في كل شخص , والعمل الجاد على إدراك ما تختزنه وتدفع إليه من الإستجابات , التي تقضي على صاحبها وما حوله من مفردات الحياة والقوة والإقتدار , وهذا يتطلب ثقافة نفسية ومعرفة سلوكية تساهم في نشر الوعي التفاعلي السليم , وتحبيب التصرفات الإيجابية ذات القيمة النافعة للفرد والمجتمع , فالدمامل بؤر تدميرية ندّاسة تختزن سيّئا وخبيثا , وتسعى للتعبير عن الغثيث المشين.
فهل سنعرف دماملنا ونتحكم بما يمتهننا ويؤذينا؟!! 
وهل سنتحرر من مناهج تفكيرنا الدُمّلية؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/16



كتابة تعليق لموضوع : الدمامل لا تتحاور!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net