صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

حول الحديث المنسوب للنبي الأكرم محمد ؛ < أصحابي كالنجوم ..> والحقيقة المرة !
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مقدمة موجزة عن الحقيقة المرة حول مجمل الأحاديث المنسوبة :
مما يبدو من صحيح الأحاديث والآثار والأخبار للتاريخ الاسلامي إن رسول الله محمد ( عليه الصلاة والسلام )  تنبأ بأنه ربما يتم الكذب عليه ، أو إختلاق أحاديث بإسمه بعد رحيله . لهذا حذر مرات متعددة وقال مكررا ذلك بحضور الأصحاب والأتباع ، وفي مواقع ومواطن مختلفة ، منها هذه الأحاديث : 
1-/ { من كَذَبَ عليَّ متعمِّدا فليتبوَّء مقعده من النار } !
2-/ { لاتكْذبوا عليَّ ، فإنه من يكْذبُ عليَّ يلجِ النار } !
3-/ { إنَّ كذِبا عليَّ ليس كَكَذِبٍ على أحد ، فمن كَذَبَ عليَّ متعمِّدا فليتبوَّء مقعده من النار } ! ينظر كتاب [ صحيح مسلم ] للامام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ، 7- 8 . هذه الأحاديث هي أحاديث صحيحة ومتفق عليها من قبل جميع المحدثين وأصحاب السنن ، بل إنها تصل الى درجة التواتر الحديثي ..
بهذه الصراحة والصرامة والعلانية ، وبهذا الوضوح والبيان ، وبهذا التكرار نبَّه رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – المسلمين وحذرهم من خطورة الكذب عليه من بعده . وذلك عن طريق إفتعال الأحاديث ووضعها ، ثم نسبتها اليه . لكن مع هذا كله لم يسلم رسول الله محمد من الكذب عليه ووضع كميات هائلة من الأحاديث ، ولغايات مذهبية ، أو حزبية ، أو شخصية ، أو قبلية وغيرها بإسمه ، وهو منها براء كل البراءة ! . 
إن أحد الأشخاص من الصحابة دارت حوله وحامت الشكوك والشبهات مبكِّرا ، وذلك لإكثاره من رواية الأحاديث ، وهو [ أبو هريرة الدوسي ] . في هذا الصدد يُستفاد من بعض الروايات إن جماعة من الصحابة إتهموا أبا هريرة وشكَّكوا وآرتابوا منه لكثرة ما يرويه من الأحاديث بإسم رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام - ، حتى إنهم واجهوه وجها لوجه بذلك ! . 
في هذا الموضوع يقول أبي هريرة ويرد على الذين شككوا فيه وآرتابوا منه لكثرة ما يرويه من أحاديث بآسم النبي الأكرم ، ثم يُبَرِّر ويبرهن على كثرة رواياته في الحديث بالشكل التالي : 
{ 1621 – حديث أبي هريرة ، قال : إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، والله الموعد . إني كنت آمرءً مسكينا ، ألزَم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على مليء بطني ، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق . وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم . فشهدت من رسول الله ذات يوم ، وقال : < من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ، ثم يقبضه فلن ينسى شيئا سمعه مني } !!! . ينظر كتاب [ اللؤلؤ والمرجان فيما آتفق عليه الشيخان ] لمحمد فؤاد عبدالباقي ، ج 3 ، ص 166 
شرح وتحليل ما رواه أبا هريرة – رض - : 
في هذه الرواية لأبي هريرة يتضح إنه كان منفعلا جدا وساخطا كثيرا على الذين آرتابوا بأمره في موضوع إكثاره من الروايات الحديثية النبوية وإسنادها الى رسول الله محمد – ص – مباشرة ، ثم يوكل أمرهم الى الله تعالى في يوم القيامة . بعدها يعلِّل أبا هريرة سبب كثرة روايته للأحاديث ، وهذا بحد ذاته إعتراف منه بالإكثار من رواية الأحاديث ، هو إنه كان رجلا فقيرا لزم وصحب رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – على أن يمليء بطنه ويهتم بالطعام ، بحيث كان المهاجرون مشغولون بالبيع والشراء بالأسواق ، هكذا كان الأنصار تشغلهم أموالهم وثرواتهم ! 
ذات يوم شهد مشهدا ومجلسا لرسول الله محمد – ص – معلنا من يقوم ببسط رداءه الى أن أنهي كلامي ، بعدها يرفعه ، حيث حينها لن ينسى شيئا منه ، ثم يحلف أبا هريرة بالله الذي بعث محمدا بالحق نبيا ما نسي شيئا سمعه من النبي الأكرم ! . 
إن العوامل التالية هي التي كانت أساسا لإكثار أبي هريرة من الأحاديث كما قاله هو :
1-/ ملازمته الدائمة لرسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام - ، هذه الملازمة والمصاحبة لنبي الله تعالى الأكرم محمد – عليه الصلاة والسلام - جعلته زاهدا متقشِّفا يفضِّلها على المأكل ومليء البطن ! .
2-/ المهاجرون كانوا مشغولون بقضايا البيع والشراء ! .
3-/ كذلك الأنصار كانت همومهم منصبَّة على الأموال والثروات الدنيوية ! . 
4-/ التبرُّك النبوي له ! . 
ما ذكره أبو هريرة – سامحه الله تعالى – غير مقنع ، بخاصة النقطتان الثانية والثالثة ، حيث هما إتهامان خطيران جدا للمهاجرين والأنصار – رضوان الله عليهم – الذين هاجروا وجاهدوا وكافحوا بأمموالهم وأنفسهم في سبيل الله عزوجل مع رسوله محمد ، وهكذا فهم آزروه وناصروه بكل إخلاص وتفان وجرأة وإقدام ونكران ذات ، وذلك قبل أن يعتنق أبا هريرة الاسلام بعقد من الزمان ، ثم هو إتهام مردود من جميع الوجوه  – كما أسلفنا - ، وكيف طابت له نفسه بذاك التعميم الإتهامي الخطير ؟ . هذا يعني إنه لم يكن مع رسول الله محمد في حله وترحاله ، في مجالسه وإجتماعاته أحد غيره ، لأنهم – أي المهاجرون والأنصار – كانوا إما في شغل التجارة بالأسواق بيعا وشراءً ، وإما الإهتمام بالأموال والثروات ، وكان هو فقط يهتم بصحبة النبي الأكرم محمد – عليه الصلاة والسلام – وملازمته كي لايفوته حديث ولا كلام ولا خبر ولا أمر ولا نهي منه حتى يُسجِّلها هو في ذاكرته القوية التي باركها رسول الله محمد – ص - !
أما عن النقطة الأولى ، فهي أيضا غير مقنعة ، لأن الكثير من الأصحاب كانوا هم الأقرب الى رسول الله محمد من أبي هريرة قبل الاسلام وبعده ، منهم من كان آبن عمه وحبيبه وربيبه منذ الصغر كالإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - ، منهم من كان تربطه صداقة قوية وراسخة قبل الاسلام ، أما بعد الاسلام فقد ترسخت الصداقة وتعززت الى أبعد الحدود والمديات كأبي بكر الصديق – رضي الله عنه - ، حيث حبيب رسول الله أيضا ، فاين أبو هريرة من هذا وذاك وغيرهم من عباقرة الصحابة وعظمائهم الذين سبقوه بالإيمان والاسلام والنصرة والجهاد والكفاح والتضحية والمؤازرة قبل عقد منه ...؟
وبالنسبة لمباركة رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – له ، فهو أمر يكتنفه الغموض لا بشأن التبرُّك النبوي ، فالتبرُّك النبوي هو أمر لاشك فيه ، بل نقول من جهة أخرى ، وهي : لو كان ذاك التبرُّك النبوي وقع له فعلا ، فلماذا آرتاب جمع من الأصحاب بمروياته الحديثية ، لأنه لو كان واقعا بالفعل لآمنوا ولسلّموا تسليما برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام - وكلامه وما باركه جنابه الأكرم لأبي هريرة ..؟ ، مع العلم إن الرواية التعليلية التبريرية لأكثاره من الأحاديث التي رواها أبا هريرة نفسه عن رسول الله محمد – ص - ، في موضوع بسط الرداء كانت في مشهد ومجلس من الأصحاب ، فكيف إذن ،  شكُّوا بأمره لكثره مروياته الحديثية ونسوا المباركة التبرُّكية النبوية المحمدية له ..؟ ! ، هذا أمر مستحيل وغير وارد أبدا ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/17



كتابة تعليق لموضوع : حول الحديث المنسوب للنبي الأكرم محمد ؛ < أصحابي كالنجوم ..> والحقيقة المرة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net