صفحة الكاتب : محمد الشذر

فوبيا الارصفة
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
"الفوبيا (من اليونانية ϕόβος بالمعنى ذاته) هو مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص".
 
المجتمع العراقي والمتعدد الطوائف والاديان، والذي تتباين رؤى افراده، والذي وصفه دكتور علم الاجتماع العراقي علي الوردي، بالمتناقض، وبعيدا عن علي الوردي فإن التناقض هو حالة الصراع الداخلي بين امرين، او اكثر، فتارة يكون التناقض مصدره تبدل الافكار، وتارة اخرى يكون التناقض مرضا ينعكس على الفعل والسلوك، ف ايهما يريد الوردي بذلك؟.
 
سير عجلة الحياة، والتطور الذي مهد لرقي الانسان، جعله يهندس حياته ويضع الخطى لتنظيمها، واحدى خطوات هذا التهندس هو تقسيمه لطريق العجلات، وفصله عن طريق المارة والمتجولين.
 
أرى في مدينتي وبعض مدن جنوب العراق، ان الفرد العراقي يزاحم السيارات في طريقها المخصص، حتى بات رصيف المارة يخلو منهم، وما يدعوني للفضول للأنتباه، لعدد السائرين بطريق السيارات؛ هو اكثر من الذين يتخذون من الارصفة مسارا لهم!.
 
ابواق السيارة وضعت لتنبيه غير بني الانسان، لابعاده عن الطريق، لكن الملاحظ هنا؛ ان ابواق السيارات تستخدم بكثرة، حتى يصل الشخص الذي يستقل سيارة ما، الى حد الصداع؛ اذا ما توقفت السيارة في زحام ما! فهل نحن نحتاج الى ثقافة مرورية؟ ام اسلوب لاحترام الشارع؟ ام ينقصنا التعامل مع هذه الالات التي نستخدمها؟.
 
تعايش الفرد العراقي والجنوبي منه خصوصا، وتأخر التقدم سواء على مستوى البلد، قياسا بالبلدان الاخرى، او الجنوبي بغيره، وطابع القبلية الذي يسوده، ربما منع تقبله سريعا لثقافة النظام، او ربما حد من فكره بأن يذوب سريعا، مع الفكر الجديد.
 
ترك الاشخاص رصيف المارة، وازدحامهم في الاسواق امام العجلات؛ يبقى مدعاة تساؤل، هل ان الارصفة سببت فوبيا لدى الاشخاص، فبات استقلالها يسبب الضجر والضيق لديهم؟ ام ان حبهم للمثل السائد "خالف تعرف" جعلهم ينسون الترتب والنظام، ليعيش الفرد العراقي ثقافة العشوائية، لتمتزج مع روحه، وتكون سببا في تكوين شخصيته وسلوكه؟.
 
اخيرا نقولها وعلى مضض، فأن ثقافة العشوائية والتمرد، والتي تشعبت في المجتمع العراقي، تدفعه الى الضياع، وتؤخر في مدى مسايرته لتقدم النظم العالمية، نحو الحظارة والرقي المجتمعي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/23



كتابة تعليق لموضوع : فوبيا الارصفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net