صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

من الاخطاء العقائدية عند مدرسة الحكمة المتعالية ... ( 8 )
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علم الله تعالى:
وسنناقش فيما يخص علمه تعالى الذي هو عين ذاته المقدسة القضايا التالية:
الاولى: علم الله سبحانه بذاته:
يناقش الفلاسفة والعرفاء مفادها هل يعلم الله تعالى ذاته ! وهي قضية سفيهة لانها تناقش الخالق الذي تعجز العقول البشرية عن ادراك كنهه. ومن سخافة هذه القضية ان بعض الفلاسفة والعرفاء يرفضون (علم الحق بذاته) ومنهم شُرّاح كتب ابن عربي كالجندي وعبد الرحمن الجامي ، بينما ابن عربي نفسه يقول بغير ذلك فيذهب الى صحة القول بـ (علم الحق بذاته)[1] ، والحق هو ما علمنا اياه الأئمة الاطهار (عليهم السلام) من أن علم الله سبحانه هو عين ذاته. لا اكثر من ذلك ولا اقل. فلا يصح ان نقول هل يعلم الله ذاته لان علمه هو ذاته فكيف لا يعلم ذاته !!
 
الثانية: علم الله سبحانه وتعالى بالمخلوقات:
وسفسطة اخرى خاض بها اهل الفلسفة والعرفان مفادها: (ان الله لا علم له بالموجودات الاخرى)[2] ويناقشون هذه القضية رغم ان كبارهم لم يحفلوا بهذا الاعتقاد او الراي ويقيمون الدليل على بطلانه ، الا انهم انطلقوا منه الى سفسطة اخرى وهي اثباتهم كيفية علم الله تعالى بالمخلوقات !! فانقسموا في ذلك الى:
ـ هناك من يقول بأن علمه تعالى بالاشياء علم حصولي ! وهذا القول لأبي نصر الفارابي (توفي 338هـ) ، وابن سينا (توفي 428هـ) ، وبهمنيار (توفي 458هـ) ، وابي العباس اللوكري (تلميذ بهمنيار). حيث يقولون بأن علم الحق التفصيلي بالاشياء يتم عن طريق الصور المرتسمة حيث تحصل صور الممكنات في ذاته بوجه كلي ، ولا يغيب اي امر جزئي عن علمه ، أي ان علمه بالجزئيات عن طريق الكليات  ، وعلمه بهذه الصور علم حضوري مثل علمه بذاته ، إلا ان علمه بالاشياء الخارجية يحصل عن طريق هذه الصور فيُعدّ علمه حصولياً في هذه الحالة[3]!
ـ وهناك من يقول بالعلم الحضوري التفصيلي في مقام الفعل ، وبالعلم الحضوري الاجمالي في مقام الذات. وهذا قول شيخ الاشراق شهاب الدين السهروردي (توفي 586هـ) ، والشيخ نصير الدين الطوسي (توفي 672هـ) ، وقطب الدين الشيرازي (توفي 710هـ) ، ومحمد الشهرزوري (توفي في القرن السابع الهجري) ، وسعد او سعيد بن منصور اليهودي المعروف بابن كمونة (توفي 676هـ)[4].
ـ وهناك من يقول بتعلق علم الله تعالى بالثابتات الازلية ، وهو قول المعتزلة[5].
ـ وهناك من يقول بالعلم الحضوري الاجمالي قبل الايجاد في عين الكشف التفصيلي ، وهو قول الشيخ صدر الدين الشيرازي (ملا صدرا) المتوفي 1050هـ.
ـ وهناك من يقول بأن علم الحق بالاشياء في مقام الاحدية - والذي هو مقام تجلي الذات للذات وقبل ظهور الاسماء والصفات – عبارة عن ظهور المفصّل مجملاً ، وفي مقام الواحدية – والذي هو مقام ظهور الاسماء والصفات ومظاهرها ، أي الاعيان الثابتة وذوات الاشياء وماهياتها – عبارة عن ظهور المجمل مفصلاً. وهو قول بعض العرفاء وأصحاب الكشف والشهود[6] !
ـ وهناك من يقول إنّ الله تعالى عالم بالكليات والجزئيات بالتفصيل وفي جميع المراتب قبل الوجود الخارجي للاشياء وبعده ظاهراً ، ويؤكدون انّ علمه بالاشياء تفصيلي حتى قبل حتى قبل ايجادها في الخارج في جميع المراتب أحدية كانت او واحدية ، لأن الاعيان الثابتة والتي هي في الحقيقة لوازم الذات والصور العلمية للاشياء العينية معلومة للحق تعالى بشكل متمايز ومفصّل من أزل الآزال. وهو قول ابن عربي واتباعه[7]. 
 
الثالثة: العلم الموهوب لله (تعالى عما يصفون):
يقول ابن عربي: "(حضرة العلم وهي للاسم العليم والعالم والعلّام)" ... "يدعى صاحب هذه الحضرة عبد العليم ، والعلماء في هذه الحضرة على ثلاث مراتب: عالم علم ذاته ، وعالم علمه موهوب ، وعالم علمه مكتسب. وله حكم في الإلهيات وله حكم في الكون ، ففي الله علمه بكل شيء لذاته وعموم تعلقها بكل معلوم ، وقد بيّنا من أين تعلق علمه بالعالم ، والمكتسب في الله قوله (حتى نعلم) والموهوب في الله ما اعطاه العبد من تصرفه في المباح فإنه لا يتعين تقييده تعين الواجب والمحظور والمندوب والمكروه فحصول العلم بالتصريف في المباح علم وهب يعلمه الحق من العبد بطريق إلهية لأنه لا يجب عليه الإتيان به كما يجب عليه اعتقاده فيه إنه مباح والايمان به واجب واما مراتب هذه العلوم في الكون فهينة الخطب فإن الكون قابل للعلم بالذات فالعلم الذاتي له هو ما يدركه من العلم بعين وجوده خاصة لا يفتقر في تحصيله الى امر آخر إلا بمجرد كونه فإذا ورد عليه ما لا يقبله إلا بكونه موجوداً على مزاج خاص هو علمه الذاتي له. والمكتسب ما له في تحصيله تعمل من أي نوع كان من العلوم المكتسبة. والموهوب هو ما لم يخطر بالبال ولا له فيه اكتساب كعلم الافراد وهو علم الخضر فعلّمه من لدنه علماً رحمة من عند الله به حتى كان مثل موسى ع الذي كلمه ربه يستفيد منه ما لم يكن عنده ولا أحاط به خبراً يقول لم نذق له طعماً فيما علمه الله من العلم بالله"[8].
هذا هو ابن عربي الذي يقول السيد محمد حسين الطباطبائي عنه انه لم يستطع أحد في الاسلام أن يأتي بسطر واحد مما كتبه ابن عربي[9].
وعلى نفس المنوال يقول الحكيم مولى علي نوري: "سر عظيم عجيب غريب محصله انه (صلى الله عليه وآله) في عين كونه متعلماً من جبرائيل يكون معلماً لمن كان يتعلم منه جبرائيل وهو العلوية المسماة بذات الله العليا ، فاحتفظ بهذا"[10].
فأي شرك اعظم من هذا ؟!!
 
الرابعة: العلم الذاتي والعلم الفعلي:
تتناول مدرسة الحكمة المتعالية علم الله تعالى بالاشياء قبل ايجادها وعلمه بالاشياء بعد الايجاد. يقول سيد كمال الحيدري: (علمه تعالى بالموجودات قبل ايجادها وبعده علم حضوري)[11]. اما علمه بالاشياء بعد ايجادها فهو الذي يسمونه (العلم الفعلي) ، يقول سيد كمال الحيدري: (العلم الفعلي هو عين الفعل وهو غير الله سبحانه)[12]. 
ويقول سيد كمال الحيدري: (كما يوصف فعل الله بأنّه مخلوق له سبحانه ، كذلك يوصف بأنّه معلوم له ، وهذا هو العلم الفعلي)[13]. ويضيف: (كما أن الفعل الالهي هو خلقه فكذلك هو علمه. عند هذه النقطة تبرز ملاحظة مهمة تفيد أن هذا العلم ليس في مقام الذات ، بل هو خارج عن ذلك)[14]. ثم ذكر ان من الآيات التي تدل على العلم الفعلي هي قوله تعالى: (( الآن خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفاً ))[15] وقال: (وجه الدلالة على الاية على العلم الفعلي أنها تتحدث عن علمٍ حادثٍ لم يكن ثم كان. من الواضح أن مثل هذا العلم لا يمكن ان يكون ذاتياً لأنه حادث ، والعلم الذاتي عين الذات قديم بقدمها)[16]. وهنا يقع سيد كمال في التناقض فهو اولاً قال ان العلم الفعلي هو عين الفعل ثم عاد ليستشهد بالآية الكريمة ويقول انها تدل على علم لم يكن ثم كان مع انها لا تتحدث عن فعل لله تعالى !! علماً ان تفسيره للآية الكريمة بانها تخص "العلم الفعلي" هو تفسير بالرأي لا يخضع للقواعد التفسيرية المعتبرة. والتفسير بالرأي حرام بإتفاق المذاهب الاسلامية جميعها.
كما ان هناك إثارات اخرى يمكن تلخيصها بالتالي:
1.      العلم الذاتي لله تعالى هو علم حضوري فهو يعلم كل شيء مسبقاً حتى علمه الفعلي قبل ان يخلقه. 
2.      الفعل الالهي هو إرادة الله وهو في نفس الوقت علمه الفعلي.
3.      العلم الفعلي لم يكن ثم كان.
فهذه الإثارات تكشف عن خلل واضح في فرضية "العلم الفعلي" عند مدرسة الحكمة المتعالية التي اطلقت على إرادة الله اسم "العلم الفعلي" ثم افترضت ان علم الله تعالى يتغير تبعاً للزمن !! متناسيةً ان الله تعالى هو الذي خلق الزمن فكيف يخضع له بزعم حدوث "علم فعلي" لم يكن ثم كان !!
كما إنّ فرضية "العلم الفعلي" لم تتمكن من تفسير المقصود بعلم الله سبحانه في الاية الكريمة المذكورة آنفاً والتي تظن مدرسة الحكمة المتعالية انها وضعت تفسيراً لها ولكنه مبني على التفسير بالرأي وهو امر محرّم !!؟
ومن جهة اخرى فإنَّ قول سيد كمال الحيدري بتفسيره الآية الكريمة المشار اليها ما نصه: " وجه الدلالة على الاية على العلم الفعلي أنها تتحدث عن علمٍ حادثٍ لم يكن ثم كان. من الواضح أن مثل هذا العلم لا يمكن ان يكون ذاتياً لأنه حادث" هو يناغم مزاعم ابن عربي بالعلم الموهوب الذي تحدثنا عن بطلانه بالفقرة (ثالثاً) الماضية ، فإن قول الحكمة المتعالية بالعلم الفعلي هو نفس قول ابن عربي بالعلم الموهوب لله تعالى. فأي باطل اوضح من قولهما هذا ؟!
الارادة والمشيئة صفة فعل ام صفة ذات:
لكلمة الارادة ثلاث معانٍ: 
الاول: معنى عام يرادف تقريباً الحب والرغبة وهي بهذا المعنى تستعمل في مورد الله تعالى وفي مورد الانسان أيضاً بوصفها كيفية نفسانية (في مقابل الكراهية) ، فهي من هذه الجهة كالعلم الذي يشمل العلم الذاتي الالهي ، كما يشمل العلم الحصولي للانسان الذي الذي يعتبر من قبيل الكيفيات النفسانية. ولا بد من الاشارة الى ان (الارادة التشريعية) التي تتعلق بالفعل الاختياري لفاعل آخر ، هي أيضاً من مصاديق الارادة بمعناها العام.
الثاني: معنى خاص هو: العزم على انجاز فعل ، وتتوقف على تصور ذلك الفعل وللتصديق بلون من الفائدة (ومن جملتها اللذة) له ، وهي الفصل الحقيقي للحيوان ، كما انها من مشخِّصات (الفاعل بالقصد) أيضاً.
الثالث: معنى أخصّ ، ينحصر في الموجود العاقل ، وهو: العزمُ على الفعل الناشيء من الترجيح العقلي ، وهي لا تستعمل بهذا المعنى في الحيوانات ، وحسب هذا المعنى يكون الفعل الارادي مرادفاً للفعل التدبيري ، ومقابلاً للفعل الغريزي والالتذاذي الخالص[17].
فكلمة الارادة تستعمل في الاقل في معنيين ، احدهما: الرغبة والمحبة ، والآخر: التصميم على انجاز الفعل[18].
يقول ملا صدرا بان العلم والارادة بمعنى واحد فيما يتعلق بالله سبحانه ولا يوجد بينهما تغاير لا ذاتاً ولا اعتباراً ، وإرادته هي عين علمه بالنظام الاتم[19]. ويرى الشيخ نصير الدين الطوسي إنَّ الارادة نفس داعي الفعل[20]. بينما إرادة الحق تعالى في عرفان ابن عربي هي الميل نحو المراد الخاص ، وتختلف عن العلم طبقاً لبعض عباراته وشروح المعتبرين من شرّاحه. والمشيئة من حيث الاحدية عين الارادة الذاتية ، إلا انها تغايرها من حيث الالهية. والمشيئة تابعة ومترتبة على العلم والارادة مترتبة على المشيئة . والمشيئة عناية إلهية تتعلق بالكليات ولهذا لا يزيد متعلقه ولا ينقص ، لأن الكلّي لا يقبل الزيادة والنقصان ، في حين تتعلق الارادة بالجزئيات ولهذا يزداد متعلقها وينقص ويتغير لأن الجزئي يتعرض للتغيير. أضف الى ذلك أنّ المشيئة العامة قد تتعلق بايجاد المعدوم أحياناً واعدام الموجود في احيان اخرى ، بينما الارادة تقتصر على ايجاد المعدوم ، وهي التجلي الذاتي للحق لإيجاد المعدوم[21].
ويذهب ابن عربي بالرغم من اعتقاده بأنّ الله تعالى متصف بصفتي المشيئة والارادة معاً ، فهو "يذهب الى ان الامر الالهي واحد ، وتعارض احدية المشيئة مع الاختيار: (فإنّ الاختيار يعارضه أحدية المشيئة) ، وأن الله مريد غير مختار. فقد اورد في إنشاء الدوائر بأنّ الله سبحانه مريد غير مختار ولا وجود لممكن في الكون لأن الوجود منحصر في الوجوب والاستحالة. والموارد التي وردت فيها بالقرآن عبارات مثل ((ولو شئنا)) ، ((ولو شاء)) واقترنت فيها المشيئة بحرف الامتناع لكونها موجوداً قديماً مستحيل العدم ، إنما تدل على استحالة ما هو ضد لمشيئته"[22].
فابن عربي يناقش ويدحض بحسب فهمه الرأي القائل "ان الارادة هي صفة فعل وليس صفة ذات" ثم بعد ان يثبت لله تعالى ارادة يعود فيقول بأن الله مريد ولكنه غير مختار كما في النص السابق !! 
وعلى الرغم من اعتقاد ابن عربي بأنّ الله تعالى متصف بصفتي المشيئة والارادة معاً بالمعنى الذي اشرنا اليه ، يذهب الى ان الامر الالهي الواحد ، وتعارض احدية المشيئة مع الاختيار: "فان الاختيار يعارضه احدية المشيئة" وان الله مريد غير مختار. فقد اورد في "انشاء الدوائر" بأن الله سبحانه مريد غير مختار ولا وجود لممكن في الكون لأنّ الوجود منحصر في الوجوب والاستحالة. والموارد التي وردت فيها بالقرآن عبارات مثل ((ولو شئنا)) ، ((ولو شاء)) ، واقترنت فيها المشيئة بحرف الامتناع لكونها موجوداً قديماً مستحيل العدم ، انما تدل على استحالة ما هو ضد لمشيئته[23].
وضمن اطار القول بأن الارادة صفة ذات وليست صفة فعل ، يقول السيد الخميني: (وما قرع سمعك من بعض أصحاب الحديث واغتـرارا بظـواهر بعـض  الأحاديث من غير الغور إلى مغزاها من كون إرادته تعالى حادثة مع الفعل  ومن صفات الفعل مما يدفعه البرهان المتين جل جنابه تعالى أن يكون في ذاته خلوا عن الإرادة التي هي من صفات الكمال للموجـودات بمـا أنـه موجود وكون كالطبايع في فعله الصادر من ذاته للزوم التركيب في ذاتـه و تصور ما هو الأكمل منه تعالى قدسه : قلت لأبي عبد االله ـ عليه السلام ـ علم االله ومـشيته همـا مختلفـان أو متفقان ؟ فقال : العلم ليس ألا ترى أنك تقول سأفعل كذا إن شـاء االله ولا تقول : سأفعل كذا إن علم االله فقولك إن شاء االله دليل على انه لم يشأ فإذا  شاء كان ا لذي شاء كما شاء وعلم االله السابق .  شك ودفع ربما يقال أن إرادته تعالى لا يمكن أن تكـون عـين علمـه  تعالى فإنه يعلم كل شيء ولا يريد شرا ولا ظلما ولا شيئا من القبائح فعله متعلق بكل شيء دون إرادته فعلمه غير إرادته وعلمه عين ذاته فيجب أن يكون إرادته غير ذاته فهو مر يد لا بإرادة ذاتية وعالم بعلم ذاتي. فيدفع بما في مسفورات أئمة الفلسفة بأن إفاضة الخيرات غيـر منافيـة لذات الجواد المنطلق بل اختيارها لازم ذاته وكون إفاضة الخيرات مرضيا لها بحسب ذاته هو معنى إرادته ووزان الإرادة المتعلقة بالخيرات بالإضافة إلى العلم وزان السمع والبصر فإنهما عين ذاته تعالى مع أنهما . متعلقان بالمسموعات والمبصرات فذاته تعالى علم بكل معلوم وسـمع بكل مسموع وبصر بكل مب صر وكذلك الإرادة الحقـة مـع كونهـا متعلقـة بالخيرات عين ذاته : ولنا مسلك آخر في دفعه نش ير إليه إجمالا والتفـصيل كالبرهـان عليـه موكول إلى محله وهو أن العلم الذي هو عـين ذاتـه تعـال وهـو كـشف تفصيلي في عين البساطة حقيقته حقيقة الوجود الصرف الجامع لكل وجود بنحو الوحدة و الكشف التام المتعلق بتبع كشفه عن الأشياء إنما هو كشف الوجد بما هو وجود بالذات وجهـات الـشرور والنقـائص الراجعـة إلـى الأعدام لا يمكن أن يتعلق بذاتها العلم بالذات لنقص فيهـا لا فـي العلـم وإنما يتعلق العلم بها بوجه على جهة التبعية وبالعرض كما أن الإرادة أيضا متعلقة بها كذلك فـوزان الإرادة بعينهـا وزان العلـم فـي التعلـق الـذاتي والعرضي فما قيل من أن العلم يتعلق بكل شئ دون الإرادة غير تـام بـل كلما يتعلق به العلم بالذات تتعلق به العلم بالذات تتعلق به الإرادة كذلك وكلما يتعلق به بالعرض تتعلق هي أيضا به بالعرض. فتحصل مما ذكر أن الإرادة فيه تعالى من صفات الذات)[24].
والارادة عند صدر الدين الشيرازي (الملا صدرا) والفلاسفة تعد من الصفات الذاتية للواجب تعالى[25]، بينما هي عند السيد محمد حسين الطباطبائي هي صفة فعلية للواجب تعالى منتزعة من مقام الفعل[26].
 
 
 
________________________________________
الهوامش:
[1] محي الدين بن عربي / الدكتور محسن جهانگيري – ص(334-337).
[2] وردت الاشارة الى هذه القضية في المصادر التالية:
1-   المباحث الشرقية في علم الالهيات والطبيعيات / فخر الدين محمد بن عمر الرازي ت606هـ – ج2 ص469.
2-   شرح المقاصد في علم الكلام / سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني ت792هـ – ج2 ص91.
3-   الحكمة المتعالية في الاسفار العقلية الاربعة / الشيخ صدر الدين محمد الشيرازي ت1050هـ – ج6 ص180.
[3] محي الدين بن عربي / الدكتور محسن جهانگيري – ص339 و340.
[4] المصدر السابق – ص341 و342.
[5] المصدر السابق – ص342.
[6] محي الدين بن عربي / الدكتور محسن جهانگيري – ص344.
[7] المصدر السابق.
[8] الفتوحات المكية / ابن عربي ت638هـ – ج4 ص221.
[9] التوحيد / تقريراً لابحاث السيد كمال الحيدري بقلم جواد علي كسار – ج1 ص229 و232.
[10] اسرار الآيات / صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي ت1050هـ / تعليقات حكيم مولى علي نوري - ص289.
[11] دروس في التوحيد / الشيخ علي حمود العبادي / تقريرات ابحاث سيد كمال الحيدري  – ص146.
[12] دروس في التوحيد / الشيخ علي حمود العبادي / تقريرات ابحاث سيد كمال الحيدري – ص131.
[13] التوحيد / جواد علي كسار / تقريرات ابحاث سيد كمال الحيدري – ج1 ص266.
[14] المصدر السابق.
[15] سورة الانفال ، الآية (66).
[16] التوحيد / جواد علي كسار / تقريرات ابحاث سيد كمال الحيدري – ج1 ص270. أيضاً: دروس في التوحيد / الشيخ علي حمود العبادي / تقريرات ابحاث سيد كمال الحيدري – ص132.
[17] الخلاصة الفلسفية / السيد علي حسن مطر الهاشمي – ص248.
[18] الخلاصة الفلسفية / السيد علي حسن مطر الهاشمي – ص368.
[19] محي الدين بن عربي / الدكتور محسن جهانگيري – ص346.
[20] المصدر السابق – ص347.
[21] المصدر السابق.
[22] المصدر السابق – ص349 و350.
[23] المصدر السابق – ص349 و350.
[24] حديث الطلب والارادة / محمد المحمدي الجيلاني - ص18 وما بعدها.
[25] دروس في التوحيد / الشيخ علي حمود العبادي / تقريرات ابحاث سيد كمال الحيدري – ص220.
[26] المصدر السابق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/03



كتابة تعليق لموضوع : من الاخطاء العقائدية عند مدرسة الحكمة المتعالية ... ( 8 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net